هل يكون زواج المتعة حلا لطلبة الجامعة ممن بلغوا سن الزواج ولم تسمح ظروفهم باستكمال نصف دينهم وبالتالي لم يستطيعوا لا على الصيام ولا على غض البصر أو حفظ الفرج ولا للتفرغ كلية لطلب العلم؟ طرحت على نفسي هذا السؤال حينما أثير الجدل حول حادثة "السيقان العارية" التي منعت صاحباتها من اقتحام الحرم الجامعي الذي تحول إلى وكر للرذيلة والفسوق وكل أنواع الفجور بما فيها ارتكاب فاحشة الزنا، ولكن المدافعات على حقهن في العري حاولن الاتجاه بالنقاش إلى قضية الشكل والمظهر ومن أنه يجب النظر إلى عقل المرأة وليس إلى عورتها وطريقة لبسها وهذا نقاش قديم جديد لا ينتهي في عالمنا العربي والإسلامي ما دامت مجتمعاتنا غير متجانسة وغير متوافقة على رؤية واحدة ومنهج واحد في الحياة وفي نظرتنا للرجل والمرأة. لقد ذكرتني هذه الحادثة بالحوار الذي جرى بيني وبين طليقة القرضاوي حينما كنا متواجدين بإحدى الملتقيات الفكرية بوهران وبصحبة الدكتور محمد عيسى (لم يكن حينها وزيرا للشؤون الدينية)، ومن ضمن ما جاء في حواراتنا ذات العلاقة بالفكر والسياسة، قالت بأنها تجد صعوبة في تعاملها مع الرجال أو أن الرجال يجدون صعوبة في التعامل معها وبالخصوص عند ممارستها للنشاط الحزبي في التنظيم الذي انتخبت فيه برلمانية فيما بعد، فاندهشت وزميلي السابق محمد عيسى لهذا الكلام الثقيل، وقلت مستوضحا: هل أنت على مذهب صاحبة "الجنس الآخر" سيمون دي بوفوار، قالت: نعم وهو كذلك..فأنا لا أشعر بأنني امرأة ولا بأنني رجل..أنا من جنس ثالث- الجندر-، فرحت أفكر في الأمر والنفس الأمارة بالسوء حدثتني بأن سبب فك الارتباط بينها وبين القرضاوي راجع إلى أن المرأة مع مرور الزمن قد فقدت جزءا عزيزا من كيانها وهو ذلك الذي جعله في العديد من المرات يرى صورتها أمامه وهو ساجد لدرجة السهو في صلاته ولكن ختام ذلك كله كان للأسف تنابز بالألقاب. لقد ارتبطت سيمون ديبوفوار بالفيلسوف سارتر بعقد لمدة سنتين قابل للتجديد ودامت العلاقة إلى أن بلغا من الكبر عتيا، وذلك راجع إلى أن سيمون كانت تحمل مشروعا ثوريا وتصحيحيا حول المرأة التي أرادت منها أن تكون شخصية مستقلة عن الرجل وليست ناقصة عقل ودين، فألفت كتابها الشهير "الجنس الآخر" سنة 1949، ولكن ردود الفعل كانت متباينة حول هذه الحركة النسوية، فمن جهة قالت الكاتبة اليزابيت بادنتر "يا نساء العالم أنتن مدينات بكل شيء لسيمون"، و من جهة أخرى انتقدها البعض بالقول بأنه لا يحق لها التحدث باسم النساء لأنها لم تنجب أولادا بل وأضاف الفيلسوف كامو معلقا على كتابها "الجنس الآخر" بأنه "إهانة للرجل"، وبالتالي هل محنة الدكتورة أسماء في أنها أخطأت الطريق حينما اختارت الشيخ بدل الفيلسوف وتكمن كذلك في تأثرها بالفيلسوف سيمون في نظرتها الجنسية، فهي كذلك كان ارتباطها بالقرضاوي بشكل مؤقت شبيها بزواج المتعة الذي اختارته سيمون في علاقتها مع سارتر، ولم تنجب أولادا ومولعة هي كذلك بالفلسفة والفكر، وقبل نهاية حياتها الصاخبة أصدرت سيمون سنة 1981 الجزء الرابع من مذكراتها بعنوان "وداعا سارتر" والذي اعترفت فيه بالقول "كنت أشعر بأنني النصف الذي يكمل النصف الآخر، أخذت منه وأخذ مني وبالتأكيد لم أكن تابعة له.."، والسؤال يا ترى ماذا أخذت أسماء من القرضاوي وماذا أخذ منها ثم لاحقا ماذا أخذت من بلخادم وماذا أخذ منها ؟ جواب ذلك ننتظره في مذكراتها التي نرجو أن تكون بعنوان "وداعا يوسف..هيت لك بلخادم"…