لم يقوَ عمار غول على مجارات الريتم السريع لسعداني وأويحيى خاصة بعد ظهورهما القوي في آخر ندوتين صحفيتين، فقد تكلما في كل شيىء وعن كل شيىء ورفعا السقف للحديث عن استحقاقات المرحلة القادمة، ودافع كل واحد عن القناعات التي يحملها حول الصراع سواء داخل النظام أو في أروقة السياسة، واعتقد غول أنه مجبر هو الآخر على رفع السقف للحاق بالركب خاصة مع الحديث عن تحالفات قد تعقد بين الأحزاب المساندة للرئيس في المرحلة القادمة، وأعتقد غول أنه لا يمكن مجارات "انتحاريين" سياسيين من طينة سعداني وأويحيى سوى بالحديث عن الجنرال توفيق وقائد الأركان قايد صالح وشقيق الرئيس السعيد بوتفليقة، وقد كان الرجل من قبل يتحاشى ويتحفظ في الاقتراب من هذه الحدود .. الجرأة والصراحة ولفت انتباه الرأي العام ومنافسة شخصيتين بثقل سعداني وأويحيى مستحيل أن تكون بمثل هذا التهريج السياسي الذي سمعناه من غول، لأن حجم ومستوى ونوعية القضايا التي أثارها سعداني وأويحيى لا يمكن أن تنافس بتوزيع المجاملات على مسؤولين كبار في الدولة، كان يقول إنه يلعب الكرة مع الجنرال توفيق وإنه يتواصل دائما مع شقيق الرئيس الذي لم يخبره بنيته في خلافة شقيقه، وإنه يعتبر قائد الأركان "عمه" !! هذه الأحاجي تصلح للتندر في المقاهي وتقال في جلسات السمر في رمضان أما أن يطرحها الرجل بين يدي الإعلاميين والرأي العام كمشروعه في الحياة، فأعتقد أن خللا ما يحصل في محيط الرجل يجعله لا يعرف أين يضع رجليه في ظرف سياسي حرج يتسم بحرب التموقع عموديا وأفقيا .. لا تستطيع أن تكون مع الجميع في وقت واحد خاصة إذا كان هذا الجميع ليس على قلب رجل واحد، وقديما قالوا يمكنك أن تكذب على كل الناس بعض الوقت ويمكنك أن تكذب على بعض الناس كل الوقت..لكن لا يمكنك أن تكذب على كل الناس كل الوقت…