ليلى عمران/ يسرى.ع لقاء أويحيى بمقري يقسم الطبقة السياسة سلطاني: لقاء السلطة بالمعارضة جس للنبض حديبي: السلطة تهدف لتوريط المعارضة في قضية غرداية فراد: خطوة صحيحة لكن لن يكون لها أبعاد سياسية مستقبلا
اعتبر مختصون ومراقبون في الشأن السياسي، اللقاء الذي جمع أمس الأول، مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، برئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، تحضيرا لأجواء الجولة القادمة، ورؤية لما يمكن أن تنتهجه السلطة مع المعارضة، في ضوء رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة عيد الاستقلال، والتي أبان فيها تغيرا في المواقف اتجاه المعارضة، في حين اعتبرها البعض الآخر توريطا للمعارضة في قضية إطفاء نيران غرداية المشتعلة. وكان وزير الدولة رئيس ديوان الرئاسة، أحمد أويحيى، استقبل وفد حركة مجتمع السلم، ضم عضوي المكتب التنفيذي الوطني السيدين الهاشمي جعبوب وناصر حمدادوش برئاسة عبد الرزاق مقري، الذي سبق وأن قدم طلبا للقاء رئيس الجمهورية خلال الأيام القليلة الأخيرة، حيث اغتنم مقري الفرصة للتعبيّر باسم حزبه على ضرورة الحفاظ على استقرار البلاد، متطرقا منها إلى ندوة زرالدة للمعارضة، أين قدم باكورة ما نتج عنها في وثيقة سميت ب"ميثاق الإصلاح السياسي"، التي لخص فيها أهداف تلك الندوة التي أدارت لها السلطة ظهرها ووجهت لأصحابها انتقادات عن طريق الأحزاب الموالية لها، في حين أكد أويحيى، من جهته وحسب ما جاء في بيان الجمهورية، بأن الرئيس بوتفليقة، يولي أهمية لكل الطبقة السياسية، بما فيها أحزاب المعارضة، كما أشار أويحيى أن وثيقة ندوة زرالدة ستحظى بالدراسة، وأكد أن رئاسة الجمهورية مفتوحة على كل الأحزاب، "وكل الأحزاب مرحب بها في إطار إرادة الرئيس بوتفليقة في فتح قنوات الحوار مع كل الفاعلين السياسيين في البلاد".
مقري: الحكومة تضمد الجراح بينها وبين المعارضة من جهته أكد رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، في تصريح خص به "الحوار" أمس، بأن اللقاء الذي جمعه بمدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى، سيكون له أبعاد على المدى الطويل من خلال اتفاق الطرفين على أن تكون مصلحة الجزائر هي الهم المشترك مهما اختلفت المواقف ووجهات النظر، قائلا بأن السلطة تسعى لتضميد الجراح بينها وبين المعارضة وتعمل على بناء الثقة بينهما، في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية التي تشهدها البلاد. وأوضح عبد الرزاق مقري، رئيس حركة "مجتمع السلم"، أنه قد سبق وأن التقى مع وزير الدولة ومدير الديوان بالرئاسة، أحمد أويحيى، للبحث في المخاطر الكبرى التي تهدد البلد بسبب الإخفاقات المتتالية في التنمية وما سيتبعها من انهيارات محتملة في الجبهة الاجتماعية على مدى غير بعيد"، مؤكدا أن هذا اللقاء لا يتنافى مع الحركة ومبادئها، داعيا الأفافاس في الوقت ذاته إلى الالتحاق بركب الهيئة. وواصل خليفة سلطاني: إن "مجتمع السلم" قدم مبادرة تقترح حلولا لمشاكل البلاد، تتضمن خارطة طريق لمعالجة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية، أعدها العام الماضي أكثر من 30 حزبا معارضا. و أضاف "وتعاملت الحكومة مع "الأرضية"، في حينها، ببرودة شديدة، بحجة أن المعارضة لا تعترف بشرعية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وفي مقابل هذا الموقف، رفضت المعارضة المشاركة في الاستشارة حول تعديل الدستور، التي تكفل بها أويحيى العام الماضي بأمر من بوتفليقة. وللإشارة فإن رئاسة الجمهورية قد أصدرت بيانا تسلمت الحوار نسخة منه، توضح فيه فحوى اللقاء الذي جمع حركة مجتمع السلم، والمحسوبة على التيار المعارض، المسؤول الأول لديوان الرئاسةّ، وقال البيان "إن هذا الاجتماع جرى بناء على طلب حركة "مجتمع السلم". ويعود هذا الطلب إلى أكثر من سنة، بحسب مصدر من الحركة نفسها، التي كانت عضوا في الائتلاف الحكومي وخرجت منه على خلفية ما يعرف بأحداث "الربيع العربي". وطلب أويحيى من مقري، حسب نفس المنشور أن "اطلاع الأحزاب الأخرى التي يتقاسم معها الانتماء للمعارضة، أنه مرحب بهم أيضا في رئاسة الجمهورية، طبقا لإرادة رئيس الجمهورية الصادقة في ترقية الحوار مع جميع فاعلي الساحة السياسية".
حديبي: السلطة تهدف لتوريط المعارضة في قضية غرداية طرح المكلف بالإعلام لحركة النهضة محمد حديبي احتمالا بأن يكون الهدف من اللقاء الذي جمع رئيس حركة السلم أمس عبد الرزاق مقري، بمدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، محاولة من السلطة لتوريط المعارضة في حال عجزت عن إطفاء لهيب غرداية المشتعل منذ أيام، والذي حصد أرواح قرابة 23 شخصا في ظرف يومين فقط. وأكد حديبي في تصريح خص به "الحوار، بأن اللقاء الذي جمع بين الطرفين الممثلين للسلطة والمعارضة، يعتبر أمرا عاديا، ولا أثار سياسية له تذكر، مشيرا إلى أنه لا يعلم إن كان اللقاء ذو صبغة شخصية أو حزبية، مؤكدا على عدم وجود أي شيء يخص التنسيقية فيه، حيث احتمل في ذات السياق أن يكون الهدف منه هو حل أزمة غرداية بإشراك المعارضة في ذلك. وفي ذات السياق شدد حديبي على أن الحل هو بيد السلطة لوحدها وليس في يد المعارضة، نظرا لامتلاكها للأجهزة الأمنية، الاستخباراتية، القضائية والإدارية، التي لا تملكها قوى المعارضة، داعيا السلطة في حال رغبت بحل الأزمة الأمنية في غرداية إلى أن يكون لها إرادة جادة في ذلك، وفتح حوار حقيقي مع الأطراف المعنية والمكونات السياسية والاجتماعية بالإضافة إلى سكان غرداية، محملا بذلك تفاقم الأوضاع للسلطة التي لم تضرب بيد من حديد في بادئ الأمر، حيث أعرب حديبي عن استغرابه من عدم قيام مصالح الأمن منذ بداية الأزمة باعتقال المتسببين في الفتنة، في حين اعتقلت من روج لها عبر الفايسبوك بنشر الفيديوهات.
سلطاني: لقاء السلطة بالمعارضة جس للنبض قال وزير الدولة الأسبق أبو جرة سلطاني بأن اللقاء الذي جمع رئيس حركة مجتمع السلم أمس عبد الرزاق مقري، بمدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، هو لقاء لجس النبض، مشيرا إلى أن السلطة من خلاله تحضر الأجواء لجولة جديدة من المشاورات حول حاضر ومستقبل الجزائر انطلاقا من أزمة غرداية والأمن على حدودنا وما تشكله المسألة الأمنية من حرج مزدوج للسلطة والمعارضة. وأضاف سلطاني في تصريح خص به "الحوار"، بأن حركة مجتمع السلم تعتبر شعرة ميزان، تمتلك كثيرا من الأوراق التي يمكن أن تعيد بها ترتيب ثنائية المعارضة والموالاة، مؤكدا بأن السلطة اليوم عازمة على فتح الحوار مع المعارضة لكن بمرجعية ما جاء في رسالة الرئيس التي وجهها إلى الشعب في الذكرى 53 لاستقلال الجزائر، والتي حسم فيها الخيارات الكبرى منها المواعيد الانتخابية، والدستور، وعهدة الرئيس، كما قال سلطاني بأن اللقاء بالنسبة لمقري هو بداية لإنهاء مسلسل القطيعة مع النظام لأن الحوار المباشر مع السلطة هو السبيل الوحيد لتذليل الصعاب، ومناقشة القضايا المختلف حولها للوصول إلى قواسم مشتركة تجمع أبناء الجزائر حول المصلحة الوطنية العامة.
فراد: خطوة صحيحة لكن لن يكون لها أبعاد سياسية مستقبلا اعتبر المحلل السياسي أرزقي فراد لقاء مقري بأويحيى، مبادرة جيدة وخطوة صحيحة تخدم الوطن، إلا أنها لن يكون لها أي أبعاد سياسية مستقبلا، ولن تخرج الطرفين إلى أي نتيجة. وأوضح أرزقي فراد في تصريح ل"الحوار" أمس، أنه كان من الممكن أن يكون هناك تنسيق وحوار بين السلطة والمعارضة بالرغم من الاختلاف في المواقف، كأي بلد ديمقراطي، يفرض وجود تواصل مستمر بين الطبقة السياسية المعارضة والسلطة خاصة في أوقات الأزمات في إشارة منه إلى الفتنة الحاصلة بغرداية، قائلا فراد بأن اللقاء الذي جمع حركة مجتمع السلم لن تكون له أبعاد سياسية، حيث ذهب إلى أبعد من ذلك في اعتبار أن حزب أويحيى "الأرندي" هو جهاز لا يملك أي قرار وإنما هو منفذ فقط.
سفيان جيلالي: لقاء مقري بأويحيى لا يلزمنا كتنسيقية نفى القيادي في تنسيقة الحريات والانتقال الديمقراطي ورئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان، علم أعضاء تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي المسبق حول اللقاء الذي جمع مدير ديوان رئاسة أحمد أويحيى برئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري. هذا وأكد رئيس حزب جيل جديد في تصريح ل"الحوار" أن مبادرة زعيم حركة حمس فردية ولا تلزمنا كهيئة أو تنسيقية، مع تشديده أن خيارات بقية الشركاء من الأحزاب المنضوية تحت لواء هيئة التشاور والمتابعة فيما يخص شؤونها الداخلية وقراراتها فقال بهذا الشأن "ما يقرره شركاؤنا السياسيون في إطار حزبي لا يعنينا، بل ما يعنينا هو اتخاذ قرارات فردية باسم المجموعة". كاشفا في السياق ذاته أن حركة حمس لم تبلغ أو تطرح فكرة اللقاء على أعضاء التنسيقية، مشددا على حق حركة حمس كحزب سياسي في لقاء من تشاء وقتما تشاء.