الروح الوطنية التي تسري هذه الأيام في ربوع الوطن بل في كل بيت جزائري عقب العملية الإجرامية ضد عناصر الجيش في عين الدفلى، تدل دلالة قاطعة أن موضوع الإرهاب انتهى بغير رجعة من هذه البلاد ولم يبق سوى بعض الجيوب الغادرة هنا وهناك كفيلة شجاعة جيشنا بالتصدي لها. أقول هذا الكلام وقد رأينا كيف هب سكان عين الدفلى والمدية يريدون مرافقة عناصر الجيش إلى الجبال لتعقب العناصر الإجرامية والنيل منها، مثلما نالت من شباب يافعين حملوا السلاح للدفاع عن الوطن، وهو ما يريحنا ويطمئننا على وقوف جميع طبقات الشعب خلف الجيش للقضاء على هذه الجيوب الجبانة هنا وهناك، وأعتقد أن ذلك هو الضمان الوحيد أن البلاد بخير وقد استعفت من داء الإرهاب عندما استرجعت ثقة مواطنيها في بعضهم البعض وفي جيشهم، على عكس التسعينات عندما كان الإرهاب يتغذى من جيوب الدعم والإسناد في القرى وحتى المدن، أما اليوم فلا أعتقد أن ثمة جزائريا لم تهز كيانه صور الجنود المقتولين، ولا أعتقد أن ثمة جزائريا يمكن أن يتواطىء أو يسكت الآن أو مستقبلا على فضح وتتبع الخونة والمجرمين في الجبال وفي المدن، فحاجز الخوف انكسر منذ زمن واتضحت صورة المشهد عن قرب بالنظر إلى الدمار الذي ألحقه الإرهابيون بالعالم المحيط بنا. التطرف يجب أن يحارب بكل الطرق وليس فقط بواجب قتال هؤلاء المجرمين، بل أيضا بمحاربة الشذوذ الفكري المفضي إلى حمل السلام وتجنيد المراهقين ووضع حد لانتهاك الحريات والمساس بالمقدسات التي من شأنها استفزاز المشاعر والدفع بها نحو التطرف.