آمنة/ب لا يختلف اثنان على أهمية تاج المرأة في إبراز الجمال والمظهر الأنثوي الساحر، لذا فالشعر المتعافي والجميل هو أقصى ما تتمناه بنات حواء، وليس هناك أحسن من "الكيراتين" حلا لاستعادة صحة الشعر وبريقه بكل ما يتعرض له من قساوة الحرارة والرطوبة هذه الأيام. شاع استعمال "الكيراتين" عبر كل دور التجميل منذ فترة في الجزائر، وزاد الإقبال عليه خلال فصل الصيف، ذلك لأن الشعر غالبا ما يتعرض للتقصف والتضرر بسبب الحرارة، ورغم أسعاره الغالية التي لا تقدر عليها الكثيرات ونداءات المختصين المحذرة من آثاره الجانبية التي قيل أنها تسبب السرطان، إلا أن ذلك لم يثن عزيمة الجزائريات من اللجوء إلى "الكيراتين" وإلى الجمال المؤقت الذي يوفره هذا الاختراع البرازيلي الذي يقلب نوعية الشعر قلبا، يفرده ويجعله ناعما ومفعما بالحيوية كما يحميه من عوامل الطقس، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هذه المادة السحرية تجر وراءها مخاطر كبيرة وتأثيرات تعود سلبا على صحة الحلاقة والزبونة في آن واحد، تظهر على المدى القصير نظرا لاحتواء الكراتين الكيميائية على مادة "الفورمالين" التي لا ينبغي أن يتعدى تركيزها 0.2 بالمائة، وفي حالة لم تراع نسبتها فإنها تتسبب في السرطان والأمراض التنفسية.
موظفات يصرفن مرتبات كاملة على "الكيراتين"
خلال جولتنا الاستطلاعية التي قمنا بها عبر صالونات العاصمة التقينا براضية في صالون حلاقة راق بحي عميروش قصدته لتطبيق الكيراتين على شعرها، حيث بدا جميلا وناعما جدا تماما كشعر الممثلات، كلفها ذلك مبلغ قدره 27 ألف دينار، ولم تحصل على تلك النتيجة حتى بعد ترددها على الصالون مدة ثلاث أيام، وفي استفسارنا من صاحبة الصالون والعاملات به عن أسرار هذا النوع من التمليس الذي يغير تماما نوع الشعر وطبيعته، أدركنا أنه تمليس مؤقت لا يمكن أن يدوم أكثر من تسعة أشهر في حال اتبعت الزبونة النصائح واستعملت الشامبو الخاص به، كما قد لا يدوم أكثر من ثلاثة أشهر في حالة لم تتبع تعاليم الحلاقة. وعن أنواعه وثمنه، قالت أن منه نوعين الأول يطبق خلال يوم واحد ويعتبر أكثر فعالية، يختلف ثمنه حسب نوع وطول الشعر، أما الثاني وهو النوع القديم فإن تطبيقه يدوم على مدار ثلاثة أيام، في اليوم الأول يطبق الكيراتين على شعر الزبونة، يجفف بعدها بالسشوار ويليه الليسور "مكواة الشعر"، وفي اليومين المواليين يستخدم الليسور لوحده، ويمنع منعا باتا ملامسة الشعر للماء خلال مدة التطبيق. أما حورية وهي حلاقة تعمل بنفس الصالون استعملت الكيراتين عدة مرات، تقول وزميلاتها أن شعرها الأصلي كان جعد جدا وأشبه بشعر أصحاب البشرة السوداء، إلا أن استعمالها المتكرر لمادة الكراتين عالجه وغير من طبيعته. وفي استفسارنا من آسيا وهي امرأة في العقد الرابع من العمر، طبقت الكيراتين مرتين على شعرها، عما إذا كان فعلا يغير من طبيعة الشعر، أكدت أنه لم يغير من طبيعة شعرها، وفي كل مرة يزول عنه بعد انقضاء حوالي ست أشهر من تطبيق الكيراتين عليه يعود خشنا ومجعدا كأنها لم تستخدمه قط، وعليه أكدت قائلة "لا أقوى على تطبيق الكيراتين في كل مرة يزول عن شعري لأنه مكلف جدا، وفضلا عن ذلك ليس علاجا للشعر وإنما هو نوع من التغطية المؤقتة". وخلال زيارتنا لصالون آخر بمنطقة شوفالي، أكدت لنا نادية وهي حلاقة متمرسة أن المبالغ التي تقبضها بعض الحلاقات مقابل تطبيق الكراتين تعد مبالغ فيها وغير مبررة بأي شكل من الأشكال، وأنها شكل من أشكال السرقة والاستغلال، وأضافت أنها لا تقبض أكثر من 12 ألف دينار مقابل تطبيقها للكراتين مهما كانت كثافة الشعر وطوله، كما أثنت على جودة المنتج الذي تستخدمه وأكدت أنه أصلي ومستورد من البرازيل، وفي استفسارنا عن نوعية الكراتين الأفضل أكدت أن ذاك الذي يطبق خلال ثلاثة أيام أفضل لأنه يعطي شكلا جيدا للشعر عكس الذي يطبق في يوم واحد لأنه يجعله منساب إلى درجة كبيرة تحول دون إمكانية التغيير في تصفيفه.
الكراتين يسبب حساسية الجلد والجهاز التنفسي
أكد البروفيسور مصطفى خياطي للحوار، أن تطبيق الكراتين على الشعر يتسبب في حدوث حساسية الجلد والجهاز التنفسي، كما أشار إلى أن حملة الإشهار التي تروج لهذه المادة تعتبر غير مقبولة وغير رسمية، ومن الممكن أن تؤدي إلى مخاطر كبيرة، خصوصا أن استعمال هذه المادة بات عشوائيا وصار البعض يقتنيها ويطبقها في البيت، وعن علاقة الكراتين بالسرطان، فقد نفى البروفيسور مصطفى خياطي وجود أي دراسة موثوق بها تؤكد تسبب الكراتين في الإصابة بالسرطان.
مهارة المصففة تصنع الفرق وتحدد النتيجة
ويحتاج تطبيق الكراتين حسب نسيمة الحلاقة الضليعة في هذا المجال إلى شروط معينة حتى يعطي نتيجة جيدة على الشعر، حيث تعمد المصففات إلى غسل الشعر من رواسب الغبار باستعمال شامبو خاص بالكراتين وبعدها يتم تطبيق الكراتين عليه، ويراعى إبعاده عن فروة الرأس وتدليكه جيدا وتركه لمدة 20 دقيقة حتى يتغلغل فيه، وهنا تظهر مهارة الحلاقة، فلا تحصل كل زبونات الكراتين على نفس النتيجة وتؤثر طريقة تطبيقه وتدليكه في ذلك، وبعدها لا يغسل الشعر إنما يجفف مباشرة ويفرد باستعمال المكواة الخاصة بالتمليس، وتكرر عملية التمليس لثلاثة أيام متتالية مع تفادي ملامسة الماء. كما أنه من الضروري على مصففة الشعر والزبونة معا وضع ماسك يغطي الأنف والفم، لتفادي الحساسية وتفادي استنشاقه، ومع ذلك تعاني بعض المصففات خلال تطبيق الكراتين من حساسية العين والأنف، فلا تتوقف الدموع من التهاطل عليهم طول مدة التطبيق.
"الفورمالين" يسبب سرطان الجهاز التنفسي
نشرت مجلة "ألير ماقازين" الأمريكية دراسة حديثة تحذر من استخدام الكراتين بتركيز عال، وأشارت إلى أن الحد المسموح به لاستخدام "الفورمالين" في مستحضرات التجميل، والمصرح به من قبل إدارة التغذية والعقاقير الأمريكية، لا يتجاوز 0.2 بالمائة، وكشفت المجلة أن النسبة الموجودة في معظم منتجات "الكراتين" المستخدم لفرد الشعر تتجاوز ال2 بالمائة، أي أكثر من 10 مرات التركيز المسموح به. وأكد الخبراء أن وجود مادة "الفورمالدهايد" التي تستخدم لفرد الشعر قد يشكل خطورة على الجهاز التنفسي، وقد يسبب وجودها الإصابة بسرطانات الجيوب الأنفية والجهاز التنفسي، حسب دراسات الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية. كذلك، حذرت رابطة مصففي الشعر في البرازيل من استخدام مادة "الكراتين" الممزوجة ب "الفورمالين" لفرد الشعر، في بيان منشور على شبكة الإنترنت. وتعتبر مادة الكراتين المستخدمة غير مغذية للشعر على الإطلاق، خلافا لما يدعي البعض، بل هي تدمر الشعر تماما على المدى الطويل، وننصح كل من قامت بخوض تجربة الفرد "بالكراتين"، لمرة أو أكثر بالإسراع إلى علاج ما حدث للشعر، عن طريق برنامج تغذية مكثف لمدة سنة، عبر حمامات كريم لعلاج فتلة الشعر، مع استخدام شامبو جيد يحتوي على الزيت، مع البعد تماما عن الصبغات، لمدة 3 شهور بالحد الأدنى.