أول الحديث: يقول" ابن الفارض" مخاطباً محبوبه (قلبي يحدثني بأنك متلفي، روحي فداك عرفتَ أم لم تعرفِ). وشائج كثيرة تربط بين ا دب والفلسفة بشكل عام وبين التصوف وا دب، أهمها أن كليهما أي ا دب والتصوف يحيل إلى العاطفة والوجدان، وإحساس الصوفي عموماً إنما إحساس فلسفي ووجداني بالدرجة ا ولى. إن العلاقة بين التصوف وا دب علاقة حميمة تفرضها مجموعة العوامل المشتركة التي تجمع بينهما والتي تتمثل في الطابع الذاتي للتجربة لدى كل من المتصوف وا ديب، وفي فاعلية الخيال وفي ميل كل من المتصوف وا ديب إلى التعبير بالرمز، وفي توهج العاطفة وصدق التجربة والمعاناة فيها، ومن هنا كان استخدام الصوفي لغة ا دب خاصة الشعر، كما كان استخدام ا دباء منهج الذوق الصوفي منارا لإدراكهم و وعيهم، ومما يجمع بين التصوف وا دب أنهما يؤسسان وحدة ينصهر فيها الفكر والشعور، فا دب فكر يستهوي القلب، والفكر أدب يتجلى بجمال، في ثنايا العقل، وأنهما ينتظمان في نسيج متلاحم، بحيث يؤول الشعور إلى فكر وينقلب الفكر إلى شعور وكأننا نشعر بأفكارنا ونفكر بمشاعرنا، فالمتصوف وا ديب كلاهما يعتمد في تجربته على التأمل، وا ستكشاف، والحدس، وتجربة كليهما تجربة ذاتية خاصة. حقا .. و من ذاق عرف.. يتبع… [email protected]