شد انتباهي بعض الصور التي تبث وتنشر في بعض الصحف والقنوات الفضائية العربية، وكم كانت مفاجأتي كبيرة جدا حين وقفت على تلك الصور التي تعود في أصلها إلى أحداث أخرى تماما لا علاقه لها بالموضوع محل التغطية، ولست أدري كيف سقط القائمون على التحرير في هذا الخطأ الفظيع في مؤسسات إعلامية يقول أهلها أنها "دولية " وتصبوا للعالمية، وتدعي الاحترافية، هذا الأمر ذكرني بحادثة أخرى وقعت سنة 1999 في إحدى الصحف الجزائرية، إذ كتب أحد الزملاء موضوعا عن شبكات الدعارة، وكيف أضحت المظاهر غير الأخلاقية منتشرة في بعض الأماكن في الحدائق والساحات ودور اللعب والشواطئ ، ولما عجز عن إيجاد صورة مناسبة توقف به المطاف "بالنت " فاختار صورة عشوائية. وبعد أيام تتصل فنانة كولومبية تشكر الجريدة على ظهور صورتها ولكن تطلب ترجمة النص ..كارثة لو علمت المعنى. تساءلت في نفسي هل نحن عاجزون عن إيجاد صور ملائمة تعبر عن حقيقة مواضيعنا؟ أم أصبحت صور الواقع لا تعكس الحقيقة، أم أضحينا نتأثر بالصور وحقيقة الواقع لا أثر لها في نفوسنا. ربما العيب في المدرسة الفرنكو إعلامية التي لا تولي اهتماما بالصور في الصحف على اعتبار أن الصورة تعكس عجزا في النص، هذه النظرية تبدو محدوديتها في عصر الإعلام الجديد، إذ أن الصورة جزء لا يتجزأ من أهمية النص ومحتواه، بل إن سلبيتها في الوضوح والجودة قد تشتت فكر المتلقي، فبسبب الصورة يقرأ ويثار البعض وبالخصوص في المدرسة الأنجلو سكسونية، التي تتبنى مدرسة إعلامية في الصور قائمة على الاهتمام بها أكثر من النص، حيث تبلغ المعاني بالصور وفي مساحات تمثل في الغالب أكثر من ثلتي النص. ونحن وإلى اليوم لا يزال من يعتقد أن الصور حرام، حتى لو كانت ذكرى جميلة، لحظة تاريخية، تصورت أنه من مخافة الله أن نترك صورنا حتى نتذكر كيف كنا وكيف سنصبح أو نتذكر من سبقونا وإلى أين انتهوا .. هذا الهاجس الديني لازمني وأنا في الكعبة المشرفة حين طلب مني زميل أن أصوره بالقرب منها، فامتنعت أكثر من مرة وسط حيرته، قلت له أن صورنا في الكعبة محفوظة عند الله لو يرضى عنا عن هذه الزيارة الطيبة.