أول الحديث: (إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني) تشي غيفارا. ترى كم من حاكم في بلادنا قرأ هذه المقولة ؟ أو نقلها إليه مستشاروه أو سمع حتى عن تشي غيفارا ومبادئه، أو أحس بالظلم الذي يقع على مواطنيه، أو حاول الدفاع عن المظلومين والمحتاجين ؟كم من حاكم في بلادنا أحس بأي ألم من آلام شعبه ؟ وكم من حاكم أو مسؤول قرأ الحكمة أعلاه، فشعر بحمرة الخجل من شعبه الذي هو في الغالب شعب مغلوب على أمره ومظلوم، رغم أن هناك مقولة أخرى تفند هذا الكلام أو تكون ردا عليه وهي ل:"جورج أورويل"يقول فيها:(الشعب الذي ينتخب الفاسدين واانتهازيين والمحتالين والناهبين والخونة، لا يعتبر ضحية، بل شريكا في الجريمة). وبعيدا عن الجريمة أعود إلى "تشي غيفارا" الذي أكتب عنه اليوم، بمناسبة ذكرى وفاته في مثل هذا الشهر، أكتوبر من العام 1967، أو بالأحرى إعدامه، حيث أعدم الرجل دفاعاً عن الحرية وأصبح بعد ذلك أيقونة لكل الثائرين في العالم، وملأت صوره المتاحف والشوارع والبيوت.. ورغم أنه كان عسكريا بامتياز إلا أن تشي غيفارا كان مولعا بالشعر من جهة وبلعبة الشطرنج من جهة ثانية، وكانت خطبته في إدانة السياسات العنصرية الأمريكية -آنذاك-، خطبته في العام 1964بالأمم المتحدة بنيويورك هامة جعلت منه شخصية لافتة ذات حضور عالمي قوي، وظل يحتل مكانة القديس في قلوب الكثيرين، في كوبا التي عاش بها رغم أنه ولد في الأرجنتين، وفي العالم، وشخصيته الإنسانية العاشقة للإنسان في كل مكان جعلت منه روحا تهيم في سماوات الدنيا، وتعيش في قلوب الناس في كل العالم. رحل تشي غيفارا بعد أن أعدم لكن بقي تشي غيفارا الرمز. رحل الرجل/ الجسد، لكنه سيظل باق حيا في قلوب الملايين من عشاق الحرية، باق كرمز لكل ثورة حقيقية ترفض استلاب حق الإنسان في كرامته، باق قديساً في القلوب التي بدورها تقدس الحرية. [email protected]mً