حاورتها:آمنة بولعلوة كشفت رئيسة المرصد الوطني للنساء الجزائريات، شائعة جعفري، أن العنف ضد النساء يشهد تراجعا في الجزائر، مشيرة إلى تسجيل وفاة 27 امرأة خلال التسعة أشهر الأخيرة من 2014 جراء العنف، وهذا بفضل الإستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد النساء التي اعتمدتها الدولة الجزائرية لرفع الغبن عن المعنفات، وكشف اللثام عن حالات التكتم التي ما زالت تسيطر على بعض العقول.
* ما هي أهم أشكال العنف الذي تتعرض له النساء في الجزائر ؟ تتعرض المرأة في الجزائر إلى شتى أنواع الاعتداء والعنف، على غرار العنف الجسدي، الجنسي واللفظي وحتى سوء المعاملة، حتى أن العنف ضد المرأة انتقل في كثير من الحالات إلى الجريمة، حيث سجلت مصالح الأمن في التسعة أشهر الأخيرة من سنة 2014 تحديدا، 27 جريمة قتل ضحاياها من النساء المعنفات.
* ما هي آخر الإحصائيات المسجلة عن العنف ضد المرأة في الجزائر؟ تشير آخر الإحصائيات المسجلة عن العنف ضد المرأة بالجزائر إلى تسجيل 6985 امرأة ضحية عنف في غضون 9 أشهر الأخيرة من سنة 2014، تم إحصاء منهم 3847 امرأة متزوجة، متبوعة ب 1875 ضحية عزباء، و751 من فئة المطلقات، أما بالنسبة لمكان الاعتداء فغالبا ما يكون البيت بنسبة 47.41 بالمائة.
* إلى أي درجة تعبر الإحصائيات المقدمة عن الواقع، وهل كل النساء المعنفات يبلغن عن المعتدين لدى مصالح الأمن؟ الإحصائيات المقدمة لا يمكن أن تعبر عن حقيقة العنف ضد النساء في الجزائر، لأن الكثير من النساء لا يبلغن مصالح الأمن حين التعرض للاعتداء، وخصوصا إذا تعلق الأمر بالعنف اللفظي، فبحكم طبيعة المرأة الجزائرية الخجولة والمحافظة، فإنها تفضل في الكثير من الأحيان التكتم على ما تتعرض له من عنف على فتح دعوى بالأمر.
* هل المرأة المعنفة تنتمي إلى شريحة معينة من المجتمع، أم أن العنف مس كل الفئات بما في ذلك النساء المثقفات والبسيطات؟ لم يعد الاعتقاد القديم بأن المرأة المعنفة، هي تلك المرأة غير المتعلمة والماكثة بالبيت له علاقة بواقع المجتمع الجزائري، حيث تتعرض النساء بمختلف درجاتهم التعليمية والاجتماعية إلى شتى أنواع العنف، والدليل تسجيل مصالح الأمن الوطني خلال نفس الأشهر، 1909 حالة عنف ضد امرأة من مستوى تعليمي متوسط، متبوعة ب 1554 ضحية ذات مستوى ثانوي، و بعدها 1267 ضحية دون مستوى، و603 ضحية من ذوات المستوى الابتدائي.
* تشير بعض الدراسات إلى أن المتسبب الأول في العنف ضد المرأة هم الأزواج، فهل اختفى عنف الآباء والإخوة ؟ صلة القرابة بين الضحية والمعتدي تختلف من حالة إلى أخرى، فقد يكون المعتدي أجنبيا عن الضحية، كما يمكن أن يكون زوجها أو فردا من عائلتها، وقد سجلت مصالح الأمن في غضون التسعة أشهر الأخيرة من السنة الفارطة، فيما يخص المعتدين، 3362 حالة اعتداء تمت على يد شخص أجنبي عن الضحية، و1701 حالة اعتداء بطلها الزوج، أما الأقرباء فلم يسجلوا سوى 1001 حالة.
* يقول بعض المختصين أن أغلب حالات العنف سببها مادي "راتب الزوجة " أو يتعلق بالخيانة الزوجية، خصوصا وأن المحاكم الجزائرية تعج بقضايا من هذا النوع، ما رأيك ؟ تتصدر المشاكل العائلية دوافع الاعتداء على النساء في الجزائر بنسبة 58 بالمائة، تليها حالات سوء التفاهم التي بلغت 2406 والجنس ب210 حالة، ليأتي العنف لدوافع مالية ب256 حالة من ضمن 6985 حالة عنف تم تسجيلها، وبالتالي فإن المشاكل المالية وراتب الزوجة تحديدا لا يتسبب في هذا القدر من العنف المطبق على المرأة، بل أنه من أضعف مسببات العنف. * ماهي أهم الأسباب التي تعرض المرأة للعنف داخل وسطها الأسري؟ تتعدد أسباب تعرض المرأة للعنف داخل محيطها الأسري، ولعل أهم الأسباب هي صفة الخضوع والسكوت الذي تتميز بها العديد من النساء، على غرار تدني المستوى الثقافي للأسرة والأفراد، والاختلاف الثقافي الكبير بين الزوجين، فضلا عن العادات والتقاليد الجزائرية التي تميز الذكر عن الأنثى، دون أن ننسى عامل التضخم الاقتصادي الذي ينعكس على المستوى المعيشي للأسر ومشكلة البيئة التي تضغط على الإنسان وتجعله ينفجر لأتفه الأسباب كالازدحام المروري الذي يضغط على الفرد.
* نتحدث اليوم عن العنف المضاد، أي عنف بعض الزوجات تجاه أزواجهم، ما رأيك في الظاهرة ؟ حالات مماثلة موجودة فعلا بمجتمعنا الجزائري، إلا أنها تعتبر حالات قليلة وشاذة لا يقاس عليها.
* ماذا حققت الإستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة ؟ حققت الإستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة، والإرادة السياسية الواضحة، الكثير في الحد من نسبة العنف، حيث ساهمت بشكل واضح في تدني نسبته من سنة إلى أخرى، والدليل على ذلك الإحصائيات المسجلة والتي تعبر على انخفاض العنف المسجل ضد النساء تدريجيا، وذلك بفضل نشر الوعي لدى الأفراد وبفضل نشاط المجتمع المدني أيضا.