زفت لنا جريدة " الحوار " خبر حل " الدياراس" وإنشاء تنسيقية للأمن تحت رعاية رئيس الجمهورية، لمتابعتي لردت فعل القراء والنشطاء السياسيين وصلت إلى نتيجة أن الكثير لا يفهم ما يدور في أروقة النظام ولكل تحليله وقراءته وهذا في حد ذاته ظاهرة صحية. لكن ما يثير الاستعجاب والاشمئزاز هو تلك القراءة التي نتنصل بها من مسؤوليتنا التاريخية وهي الوقوف خارج الحدث واللامبالاة، بل ذهب البعض منا إلى المشاركة في اللعبة القذرة التي كان ينتهجها عملاء الدياراس وضباطه ضد كل من يقف في وجه بيت الأشباح …كل الأحزاب السياسية والتنسيقيات وقفت إما في صف توفيق وزريبته وإما في صف المتفرج … عندما خرج عمار سعداني بفكرة الدولة المدنية التي ناضل من أجلها الشرفاء من المعارضين الذين عجز النظام على شرائهم وتدجينهم، لم نرى نقاش لهذه الفكرة لكن كنا نسمع حكايات عن دربوكة سعداني الوهمية وعن أملاكه المفترضة، نردد ما كانت تتقيأه لويزة حنون وقنوات الاتصال التوفيقية … لوكان هناك نقاش في موضوع مدنية الدولة واغتنم الجميع تلك الظروف التي حوصر فيها الغول، لكنا اليوم أثرنا في القرار الأخير … اليوم جهاز المخابرات فقد الغطاء العسكري فهل سيتخلى عن ممارساته المقيتة ؟ هنا فقط سنعرف حقيقة وماهية هذا التغير، هل هو تغير الجلد أم تغيير العقل (الممارسات). غيابنا عن الساحة هو السبب الأول والأخير في كل ما يحصل، حالنا كحال زوج يكش في وجه زوجته لأنها طبخت له ما لا يشتهي لأنها لا تملك المؤونة اللازمة لكنه ينسى أنه كان عليه الذهاب إلى السوق ….