قالها دائماً بومدين، إن الرأس دائماً تبقى مرفوعة .. بالعزة والكرامة لهذا الوطن، وظل وفيا لمبادئ ثورة نوفمبر حتى وفاته.. وقدمات فقيراً لا يملك غير راتبه ومسكن بسيط .. حتى لقد أوصى قرينته باستكمال دراستها بل وشجعها على العلم حتى لا تعتمد على اسم زوجها وتجد مدخل رزق لها في حال وفاته. إن ما يجعلنا نتذكر سير الزعماء العطرة دائماً أننا نحتاج إليهم كقدوة في حياتنا .. فحينما تشتد رائحة العفن نحتاج إلى العطر. . بدون مناسبة وبلا ذكرى يبقى بومدين رمزا بيننا وأيقونة في قلوبنا. أما ما يجمع بينه وبين الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر فهو المبادئ ذاتها فجمال عبد الناصر الذي مرت ذكرى ميلاده منذ أيام، ظل منتصراً لشعبه وكرامته فمات فقيراً وليس في جيبه سوى ثمانين جنيها وعاش بسيطا متواضعاً، فضلاً عما يجمع بينهما وهو انتصارهما للقومية العربية وإيمانهما المطلق بها . . . لقد كان عبد الناصر أكثر من آمن بالوحدة العربية ونادي بها، وظهر ذلك جليا في مساندته للحركات الثورية في الوطن العربي أولها القضية الفلسطينية وثورة الجزائر العظيمة أيضاً والوحدة مع سوريا وغيرها .. جمال عبد الناصر ابن الجنوب وابن الطبقة المتوسطة الذي انتصر للشعب .. فبنا السد العالي وقام بتأميم قناة السويس .. وغيرها من إنجازاته لمصر على مستوى المسارات الداخلية التي كانت موازية للمسار الخارجي. تحقيق الاشتراكية، العدالة الاجتماعية وكرامة المواطن كانت هذه هي كلمات السر في حياة الزعيمين خالدي الذكر جمال وبومدين. غير أن حديثي هذا يبقى حديث الأدبية التي تهوى السياسة بحذر، (حيث واجب المواطنة يحتم علينا التفاعل مع هموم المواطن البسيط ومتابعة أحوالنا وأوضاعنا ) . لذلك أهيب بالأساتذة الباحثين في مجال السياسة والتاريخ والمؤرخين الأكفاء -وهم كثر في هذا الوطن-، الدارسين بعمق أن يكتبوا عن السيرة المشتركة بين الرجلين بومدين وعبد الناصر ويكتبوا الجوانب الفكرية والسياسية بين الزعيمين لتتعلم الأجيال .. وتعرف وتفهم تاريخ أمتها العربية .. فما أحوجنا- اليوم -إلى تبني التوجه العربي وبناء جسور الوحدة العربية من جديد علنا نكون أقوى في وجه العدو المشترك. . . ولأنه ليس من العافية أن تنسجم مع مجتمعات لا تحلم . دعونا نحلم. ونحلم.. ففي الحلم عمر .. رحم الله الأيقونتين الخالدتين جمال عبد الناصر وهواري بومدين وعاشت أمتنا العربية . . ولو بعطر الحلم. . . . [email protected] com