لا يضير الحديقة الغناء شيئاً إذا ازدانت بوردة جميلة وعطرة و لا ينتقص من بنيان قوي وشديد يضم عائلة متماسكة ، لو ازداد بنيانه بعمود جديد إنه يزداد -بالتأكيد قوة-أقول هذا الحديث بمناسبة انضمام اسم جديد إلى أسرة الحوار من الكتاب الكبار -ولا أحسبني سوى أصغرهم- ،لقد سعدت أيما سعادة بومضة الضوء للبروفيسور "ضو جمال"،و أنا الحقيقة لا أعرفه بصفة شخصية غير أنه بيننا صلة قرابة الفكر والحرف… جميل أن تحرص الحوار على تجميع هذه الكوكبة من الأقلام التي أثق أن الحوار لم تكن لتستكتبها لولا ثقتها في أنها ستقدم وعياً جديداً يناسب ما سطرته الحوار لنفسها كجريدة تحترم الآراء وتقدس الإختلاف..مثلما أذكر أسماء أخرى أتشرف "بزمالتها" كتابيا الكاتب الصحفي" عامر دراجي " والأستاذ" محمد بوعزارة" والأستاذ الدكتور " جباب" وأسماء أخرى أعتذر لو خانتني الذاكرة في استحضارها الآن.وبعيدا عن "الشوفينية والوطنية"الحمدلله أنني ورثت هذه التقاليد من بيئة ثقافية ونفسية تحتفي بالآخر فالحياة لوحة فسيفسائية كبيرة كل له دور في الظل واللون حيث صناعة الجمال ،حتى تكتمل اللوحة …لقد تعلمت من الدكتور أحمد زويل صاحب جائزة نوبل والذي حاورته بعد حصوله عليها أثناء إقامتي بالقاهرة وكان ذلك لصالح إحدى الصحف الجزائرية السيارة آنذاك ، وقال لي إنه يعزو حصوله على نوبل لفريق العملteamwork ،نعم كان من التواضع وحب العمل الجماعي ما جعلني أنبهر بشخصيته ..وليس بعيدا عن جمال تلك الشخصية فقد تعلمت من أصدقاء كثيرين كتابا وشعراء كيف نحتفي ببعض ونقرأ لبعض ،كان الراحل الأستاذ "محمود أمين العالم "يحتوي كتاباتي بكل فرح ،فكلما قرأت عليه قصيدة جديدة قبل أن أنشرها لأستأنس برأيه أستاذا لي، إلا وشجعني بل وحدث آخرين عنها كأنه كاتبها،و كان الشاعر الكبير أحمد الشهاوي يبعث لي بكل ما يكتب عني في الصحافة المصرية والعربيةمتابعا ومحبا وكانت غادة السمان تكتب عني بكل حب كلما أرسلت إليها ديوانا جديدا إلا وفرحت به ربما أكثر مني . كانت هي أيضاً ترسل لي ما تجمعه مما يكتب عني في الصحافة أيضاً العربية كنت أشعر كأنها أمي الثانية، أمي الروحية، ودائماً ما تشجعني بكلماتها الصادقة:(سلمت أناملك الملتهبة يا حبيبة)…و لم تر في ظهور كاتبة جديدة ما ينتقص من عظمتها.. لقد تربيت في دنيا الأدب والثقافة على تقاليد تكرس لحب الآخر وتفرح بكل نص جميل،لم نكن نعرف سوى الجمال منبراً والسمو أخلاقا والإحتفاء بالآخر منهجاً. فأبدا لن ينتقص منك أن تفرح بقلم آخر وبرفيق درب في الكتابة .. فدنياالجمال تتسع للجميع . فأهلاً بالبروفيسور جمال ضو و بكل قلم يعلو بذوق القارئ وبفكره ووعيه ففي الأول والأخير نحن جميعاً في خدمة القارئ العزيز. [email protected]