سردت مصادر من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ل"الحوار" القصة الحقيقية لقضية "منع السلطات دخول الشيخ العريفي للجزائر" التي أحدثت ضجة كبيرة وسط الرأي العام، كاشفة أن جمعية جزائرية هي من أرادت توجيه دعوة للعريفي لإلقاء محاضرات بالجزائر، حيث قدمت طلبا لوزارة محمد عيسى، إلا أنها تلقت الرفض. وأصرت ذات المصادر أن الشيخ العريفي لم يقدم أي طلب لدخول التراب الجزائري، لتقديم محاضرات، وأنه لم يكن يدري أصلا بالطلب الذي قدمته هذه الجمعية، الا ان تصريح وزير الشؤون الدينية محمد عيسى حينما قال إن مصالحه رفضت دخول العريفي فهم بشكل غير صحيح. ونفى العريفى الخبر جملة وتفصيلًا، مؤكدا أنه كاذب "ومراد به إفساد العلاقات وتكدير النفوس"، حيث نشر، أمس الأول، في صفحته الرسمية على الفايسبوك، قائلا: "زرتُ أهلي وأحبابي في الجزائر قبل سنوات، زرت مساجدها وجامعاتها، والتقيت بعلمائها ومثقفيها وتعرفتُ عليهم عن قُرب.. فأحببتهم بزاف، فصرتُ أُثني عليهم، وأحدّث الناس بما رأيتُ من نُبل أخلاقهم، وكرمهم، وزكاء نفوسهم" ليضيف: "وقد نشرت اليوم إحدى الصحف بأني وصلتُ الجزائر لإلقاء محاضرات فمُنعت من دخولها! وهذا خبرٌ كاذب مصنوعٌ كله أُريد به إفساد العلاقات وتكدير النفوس، فالجزائر وأهلها أكرمُ من أن يردوا ضيفاً حلّ بديارهم، وأنا أيضاً لا أزور بلداً لنشاط ديني أو ثقافي إلا بدعوةٍ من جهات رسمية، وتنسيق مع السفارة السعودية، وغير ذلك من إجراءات، سائلاً الله أن يُعِزّ أمتنا، ويجمع كلمتنا، ويشملنا برحمته، ويديم ستره الجميل علينا.. في لامان، تبقى على خير". ونشرت وسائط إعلامية، أمس الأول، خبرا مفاده أن السلطات الجزائرية منعت العريفى من حضور ملتقى دينى بإحدى الولاياتها الشرقية، مرجعة قرارها إلى دواع أمنية وسياسية، وهو الأمر الذي تبناه وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، حينما قال إن الشيخ محمد العريفي كان قد قدم طلبًا لحضور ملتقى دينى بشرق البلاد، إلا أن الجزائر رفضته رفضًا تاما لدواع أمنية وسياسية بسبب انخراط العريفي في تنظيم جبهة النصرة المتطرف، إضافة إلى مباركته لثورات الربيع العربي. وأضاف "اسم محمد العريفي مرتبط بشكل وثيق بجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة بسوريا". كما اعتبر محمد عيسى أن محمد العريفي يعد من الشخصيات التي تروج للمجموعات المتطرفة، وهو من العناصر الفاعلة في التحريض لما يسمى بالربيع العربي الذي دمّر الدول العربية. جدير بالذكر ان الضجة الإعلامية هذه جاءت بعد أشهر من الضجة التي كانت قد صاحبت اعتزام العريفي المجيء للمغرب لإلقاء محاضرة، وكان عدد من الفاعلين في المجتمع المدني والمثقفين المغاربة رفضوا دخول "العريفي" إلى المغرب بسبب اتهامه بالترويج للعنف المرتكب باسم الدين ولأفكار تناقض العقل وتنتقص من مكانة المرأة، وقرر الداعية السعودي حينها إلغاء سفره إلى المغرب بعد الضجة التي أثيرت حوله لرفع الحرج عن من وجهوا له الدعوة، على حد قوله. نورالدين. ع