في مثل هذه الأيام، وبالتحديد ذات الثالث عشر من مارس العام 1941 ولد الشاعر محمود درويش بقرية البروة بالجليل بفلسطين الحبيبة.. حقاً على هذه الأرض ما يستحق الحياة، الأرض تستحق، الوطن يستحق، الأمة تستحق، العرض يستحق.. وفضلاً عن أن محمود درويش شاعر كبير، وأهم الشعراء العرب الذين طوروا الشعر العربي، فهو مثلاً أدخل الرمزية فيه، فإنه مناضل سياسي كبير، قاوم العدو الإسرائيلي بالشعر والكلمة الحرة، وظل وفيا لوطنه وأرضه وقضيته -التي هي قضيتنا جميعاً وقضية جميع الأحرار في العالم العربي والعالم-. ومحمود درويش هو من قام بكتابة وثيقة إعلان استقلال فلسطين الذي تم إعلانه في الجزائر.. وكنت قد شرفت بلقاء الشاعر الكبير محمود درويش، حبيب الجزائر والجزائريين، أكثر من مرة، وآخرها كان بالقاهرة أثناء تكريمه بدار الأوبرا المصرية في (الملتقى الدولي للشعر العربي) وذلك قبل وفاته بفترة ليست ببعيدة.. كان ضيف شرف كل المبدعين، كما كان بهي الحضور كعادته، سامقا كنخلة ومنتصب القامة ككل فلسطيني وشامخا ككل عربي… سجل أنا عربي.. نعم كم كان صوت كل العرب التواقين للحرية.. في القاهرة حين كان يكرم، رأيته كالطفل يتقدم مسرعاً نحو المنصة بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية ليتسلم درع التكريم من وزير الثقافة آنذاك، وكان يبكي تأثراً بالحفاوة التي يلاقيها، ثم عاد مسرعاً إلى مقعده بالصفوف الأخيرة، وليست الأولى (كما يحب أن يجلس هواة الأضواء من أنصاف الموهوبين) وكنت أجلس بالقرب منه، ومددت له يدي لأقدم له التهنئة على التكريم فنظر إلي بعينيه الفاحصتين اللتين تشعان توهجا وذكاء وشعرا وقال لي: (أهلاً ببنت الجزائر)….. رحم الله صديق الجزائر، عاشق فلسطين. [email protected]