ينتظر سكان الأقبية والبيوت القصديرية ومراكز العبور وحتى القاطنين بالبيوت الضيقة القديمة ترحيلهم إلى سكنات لائقة، والقضاء على ما يتكبدونه من عناء وقساوة داخل بيوت لم تعد صالحة للعيش فيها، وتفتقد لأدنى ضروريات الحياة، مشددين على الجهات الوصية وتحديدا رئيسة البلدية الرأف لحالهم ومنحهم سكنات تنهي هذه المعاناة. وحسب السيدة نصيرة، فإن بيتها الضيق أشبه ببيت للفئران، فهو لم يعد يصلح للعيش ولا لاستيعاب ثلاثة أفراد حتى أنها باتت تعيش شبه يوميا في بيت والدتها هروبا من الضيق، كاشفة أن زوجها أودع ملف طلب سكن على مستوى بلدية بلوزداد منذ أكثر من عشرين سنة، لكنه لم يحصل على سكن اجتماعي. ولفتت السيدة، إلى أن مسؤولي مصالح بلدية بلوزداد في كل مرة تطمئنهم وتعدهم بشملهم في عمليات الترحيل، بيد أن كل تلك الوعود ذهبت في مهب الريح لأسباب تبقى مجهولة. ونفس الوضعية المزرية تتخبط فيها عائلة "ب. ك" داخل البيوت قصديرية تفتقد لأدنى أدنى الشروط الضرورية على مرأى ومسمع المسؤولين المحليين وحتى والي العاصمة الذي، كما ذكرت، وعد بالقضاء على كل البيوت القصديرية المتواجدة بالعاصمة، لكن مع الأسف، مثلما قالت" نسي أن هناك جزائريون يعيشون في بلوزداد عيشة المشردين". وتعيش عائلة السيدة في البيت القصديري منذ سنوات، وقد أودعت ملف طلب سكن اجتماعي، كما حققت مصالح البلدية في وضعيتها الاجتماعية داخل هذا البيت مرات عديدة إلا أنها وكل قاطني هذه البيوت لم يتم ترحيلهم، مشيرة إلى أن ظروفهم الاجتماعية الصعبة حالت دون شرائهم لبيت من حر مالهم وليس طمعا في الحكومة. وقالت" وضعنا الاجتماعي المزري ومدخول زوجي الضعيف وحتى أبنائي لا يسمح لنا بشراء بيت من جيوبنا ولو كان لدينا من المال ما يكفي لكراء شهريا بيت يحافظ على كرامتنا وعزتنا ما بقينا في هذا البيت الذي يفتقد لكل الحياة الكريمة ويشوه صورتنا أمام المجتمع"، خالصة بالقول" لا أحد يرضى العيش في بيت مثل هذا البيت وجيوبه مليئة بما يمكنه من شراء شقة بسيطة محترمة". سكان الأسطح والأقبية ينتظرون حظهم من السكن من بيوت سكان القصدير إلى سكان الأسطح والأقبية، حالهم لا يختلف تماما، جميعهم يعيش الغبن والعناء والشقاء، وجميعهم ينتظر على أحر من الجمر، موعد ترحيلهم إلى بيوت جديدة. السيد "ن. و" يقطن بأحد أسطح بنايات بلوزداد منذ سنوات هروبا من البيت العائلي الضيق وازداد ضيقا بازدياد أفراد عائلته، معتقدا أن الحياة ستكون أسهل فوق بيت في السطح، بيد أن اعتقاده خاب بعدما تحول ذلك البيت إلى مصدر للأمراض التنفسية. وحسب السيد، فإنه أودع ملفه على مستوى مصالح البلدية وهذه الأخيرة طمأنته بالترحيل، إلا أنه كما قال" لا يزال ينتظر وعد رئيسة البلدية". بنايات هشة تهدد قاطنيها بالموت تضم بلدية بلوزداد بنايات مشيدة منذ الحقبة الاستعمارية، وطبيعي جدا أن يكون وضعها كارثي، فالبنايات هشة بشكل لافت للانتباه، أسقفها وجدرانها متصدعة تكاد تسقط على قاطنيها ومهترئة، وعليك أن تتخيل كيف تعيش أسرة على وقع تهديدات انهيار هذا البيت في أي لحظة. و عبرت العائلات التي تحدثت مع"الحوار"، عن استغرابها لعدم إقدام مصالح البلدية على ترميم البناية أو ترحيلهم لسكنات جديدة وإنقادهم من موت أكيد. وقالت لنا إحدى قاطنات الحي" لم نعد نقوى على العيش في هذه الشقق الهشة، فالكل منا يعاني والكل لم يجد وسيلة للخروج منها، لأن وضعنا الاجتماعي لا يسمح لنا باكتراء سكنات أخرى، لذا نسأل أين المسؤولين من كل ما نعانيه؟، ومتى يوفون بوعودهم التي قطعوها معنا؟ وخلصت بالقول"بيوتنا تكاد تنهر علينا والمسؤولون لا يحركون ساكنا، بل نعتقد أن ترحيلنا سيكون بعد أن تسقط علينا ونستخرج من تحت الأنقاض موتى". رئيسة بلدية بلوزداد نعيمة دهينة ل"الحوار": سيتم ترحيل سكان البيوت القصديرية والهشة قريبا طمأنت رئيسة بلدية بلوزداد نعيمة دهينة، سكانها ببعث مشاريع تنموية هامة، أكثر من هذا كشفت المسؤولة عن ترحيل قريب لسكان البيوت الهشة وقاطني البيوت القصديرية ومراكز العبور. واستفيد من السيدة دهينة، خلال اتصال هاتفي مطول ب"الحوار" أن مصالحها تنتظر ترحيل 211 عائلة تقطن ببنايات هشة مهددة بالانهيار، فضلا عن ترحيل 25 عائلة تقطن بالبيوت القصديرية، و40 عائلة تقطن بمراكز العبور، فضلا عن ترحيل قاطني السطوح والأقبية قريبا، بعدما تم إحصاء 520 ساكن بالقبو، وبعدما شرعت المصالح المعنية بدراسة الملفات. مليكة ينون