بحضور أطباء ومختصين في التغذية وفي التربية والتوعية الصحية، أقامت جمعية مرضى السكري يوما تحسيسيا فتح الباب لكل المواطنين، حيث تم من خلاله التشخيص المبكر وتقديم مختلف النصائح الصحية المتعلقة بالمرض ومضاعفاته، فضلا على توجيه المصابين الجدد إلى مراكز العلاج. أقامت جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر يوم أمس، وبالتنسيق مع المؤسسة الاستشفائية للصحة الجوارية للقبة "العناصر"، يوما تحيسيسيا وتوعويا لفائدة العمال والمواطنين بصفة عامة بدار المرضى في رويسو، تحت شعار "السكري يعيق التنمية"، وذلك بمناسبة يوم الصحة العالمي الموافق ل 7 أفريل، والذي اختارت منظمة الصحة العالمية أن يتم التركيز خلاله على داء السكري الذي يعاني منه مئات الملايين من البشر حول العالم. أكد رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، فيصل أوحادة في تصريح للحوار أنه يتم سنويا بالجزائر اكتشاف ما يقارب 15 ألف حالة جديدة مصابة بالسكري، مشيرا إلى أن الحصة الأكبر من الإصابات تسجل في المدن، وأوضح أن الناس في المدينة ابتعدوا مرغمين عن الطبيعة فتغيرت عاداتهم الغذائية، وباتوا يعتمدون على أنظمة أكل غير صحية وغير متوازنة، فضلا على الاستعمال المفرط لوسائل النقل على غرار السيارات، ما خفض من نسبة النشاط البدني والمشي لديهم، ما يزيد من احتمال الإصابة، بالإضافة إلى عامل التدخين الذي يعد أيضا سببا من أسباب الإصابة بهذا الداء، وأضاف فيصل أوحادة أن هذه الأبواب المفتوحة تسمح للمواطنين بالاستفادة من المعلومات التي تخص المرض من المختصين مباشرة، حيث تكون لهم الفرصة في الاستفسار حول كل ما يهمهم عن المرض، وأن يحصلوا على النصائح التوعوية اللازمة، وفي حال تكتشف إصابات جديدة أثناء عمليات الكشف يوجه المريض مباشرة إلى المراكز المختصة للتداوي. أكثر من 1.5 مليون وفاة سببها السكري خلال سنة أكدت منظمة الصحة العالمية في تقريرها أن داء السكري كان السبب المباشر في وفاة أكثر من 1.5 مليون شخص عام 2012، وحدث أكثر من 80 بالمائة منها في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل، كما توقعت أن يحتل السكري المرتبة السابعة في الترتيب بين أسباب الوفاة الرئيسية بحلول عام 2030، وعليه قررت المنظمة التركيز على داء السكري بمناسبة اليوم العالمي للصحة، تحت شعار "اهزم السكري"، نظرا للانتشار الواسع لهذا الداء خصوصا بالنسبة للبلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل، مع العلم أن الوقاية من السكري ممكنة إذ أظهرت تدابير بسيطة تتعلق بنمط الحياة فعاليتها في الوقاية من النمط 2 من داء السكري أو تأخير الإصابة به، كما أنه بالإمكان السيطرة على داء السكري وتدبيره علاجياً للوقاية من مضاعفاته، ومن العناصر الحيوية للاستجابة تعزيز إتاحة التشخيص والتوعية بالتدبير العلاجي الذاتي وإتاحة العلاج الميسور التكلفة، وعليه ستكون للجهود الرامية إلى الوقاية والعلاج من داء السكري أهميتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والمتمثل في تخفيض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية بمقدار الثلث بحلول عام 2030، ولمختلف قطاعات المجتمع دوره في هذا الصدد، بما يشمل الحكومات وأصحاب العمل والمعلمين والصانعين والمجتمع المدني والقطاع الخاص ووسائل الإعلام والأفراد أنفسهم، والهدف من ذلك تعزيز الوعي بزيادة الإصابة بداء السكري، وبعبئه الهائل وعواقبه الضخمة، بالإضافة إلى تدشين مجموعة من الإجراءات المحددة والفعالة وميسورة التكلفة للوقاية من داء السكري وتشخيصه وعلاجه ورعاية مرضاه، فضلا عن إصدار التقرير العالمي الأول عن داء السكري، والذي سيصف عبء داء السكري وعواقبه، وسيدعو إلى تقوية النظم الصحية لضمان تحسين ترصد داء السكري وتعزيز الوقاية منه وزيادة فعالية تدبيره العلاجي. آمنة/ ب