مع أن بلدية بن عكنون من بلديات العاصمة المحسوبة على البلديات الراقية، إلا أن المحتك بالسكان والمتغلغل في أعماق حياتهم اليومية، يكشف خبايا يجهلها حتى مسؤولوهم، بل و يسقط القناع عن حياة بئيسة وتعيسة يتخبط فيها" ناس بن عكنون"، حياة مليئة بأزمات لم تجد لها أي حل لحد اليوم، ابتداء من أزمة البطالة التي لا تزال تلاحق الشباب مرورا بأزمة السكن و انتهاء بالطرقات المهترئة والمقابر المكتظة والأسواق والمصحات المفقودة، ما يطرح الكثير من الأسئلة في مقدمتها، متى يفي رئيس البلدية كمال بوعرابة والمنتخبون بوعودهم التي قطعوها للمواطنين خلال الحملة الانتخابية؟، وما الذي يعطلهم عن تجسيد المشاريع التنموية؟ "العيش ببلدية بن عكنون صعب جدا..صحيح نحن نعيش في بن عكنون، لكن ما يجهله الجميع هو أننا نعيش في بلدية تشبه القرى والدواوير.. أين وعودك التي قطعتها معنا يا بوعرابة خلال الحملة الانتخابية"؟، هذا ما قاله له لنا بعض السكان". وتحدث السكان مع "الحوار"، خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتنا على مستوى أحياء بلدية بن عنكون عن شبه غياب للمشاريع التنموية على غرار سوق منظمة ومقبرة ثالثة ومصحة للولادة وسكنات تحتوي أزمة السكن وفرص العمل، وبالمقابل غياب دور المسؤول الأول عن البلدية والمنتخبين على أرض الواقع، مبرزين أن اجتماعات رئيس البلدية اليومية وخرجاته مع المنتخبين وظهورهم لا طائل منه ولا فائدة، ماداموا لم يقدموا أي خدمة للمواطن. السكن.. أزمة لا حل لها ببن عكنون وبحسب بعض شباب بلدية بن عكنون، فإن الملفات المودعة على مستوى بلدية بن عكنون طلبا للعمل والسكن منذ سنوات مهملة، بدليل الاستفحال الملفت للانتباه للبطالين والارتفاع المتزايد لعدد ملفات طلب السكن. ويتهم المواطنون رئيس البلدية والمنتخبين بالتخاذل عن أداء مهامهم و عدم الاكثرات بمعاناتهم، بل وخدمة مصالحهم الشخصية على حساب خدمة مصالح السكان. ويقول بعض سكان: " مع أن السكان أودعوا ملفاتهم على مستوى بلدية بن عكنون ظنا منهم الاستفادة من السكن و القضاء على الضيق، إلا أنهم لم يحصلوا على شقة بسيطة"، متسائلين عن الشروط التي يجب أن تتوفر فيهم لأجل الاستفادة من سكن اجتماعي مادامت ملفاتهم المستوفاة الشروط لم تحمل على محمل الجد، ويؤكد آخرون" لقد سمعنا أن أي شاب يبلغ الواحد والعشرين من عمره و لم يستفد من سكن ويعيش ظروفا اجتماعية صعبة داخل البيت العائلي، لديه كل حق في الاستفادة من سكن اجتماعي، وهو الأمر الذي لم يتم ولم يحدث على أرض الواقع"، موجهين نداءاتهم لرئيس البلدية، ومطالبين إياه بضرورة اتخاذ التدابير الاستعجالية والمواتية، لأجل حل أزمة السكن مادام اختار أن يكون مسؤولا عنهم. "المعريفة" وسعت دائرة البطالة الانطباع نفسه سجلناه من أفواه شباب بن عكنون حول أزمة البطالة التي لا تزال تلاحقهم، سيما ذوي الشهادات الجامعيات، متسائلين عن شروط الحصول على التوظيف وعن كيفية إدماجهم في مناصب داخل البلدية. ويتهم البعض ممن تحدثت معهم "الحوار" المسؤولين على رأس البلدية بالعمل على توظيف المقربين والأصحاب وحتى الذين لا يقطنون بالبلدية بدل توظيفهم، لافتين إلى أن البلدية توظف الغرباء بدل أبناء المنطقة، وهو ما يطرح الكثير من التساؤل في مقدمتها دورهم في توظيف أبناء البلدية، ومن سيوظفهم مادامت بلديتهم حرمتهم من هذا الحق ولم تفتح لهم بابها؟ تساؤلات عن مشروع ال100 محل وأفرز تأخر مسؤولي مصالح بلدية " بن عكنون" عن إنجاز مشروع ال100 محل، تذمرا واستياء شديدين وسط الشباب البطال الذين يلحون على الجهات المعنية ضرورة التعجيل في إنجازها قبل أن يخرجوا عن صمتهم. ويتهم بعض البطالين ممن تحدثت معهم " الحوار" المسؤولين المحليين بالتقاعس والتماطل في إنجاز ال100 محل، مؤكدين على الرئيس الجديد للبلدية ضرورة احتواء انشغالاتهم وعدم التقليل من المشاريع التي من شأنها أن تحتوي مشكل البطالة لأن الشباب ينتظر على أحر من الجمر مثل هذه المشاريع ولا يتقبل ويرفض رفضا قطعيا العبث بمصالحه ". ويردف بطال آخر " لقد بلغنا أن بلدية بن عكنون قد استفادت من مشروع ال100، لمَ لم تنطلق بها الأشغال؟، أم أن في الأمر تلاعب لحرمان البطالين من حقهم"، مشيرا إلى أنهم لن يصمتوا عن حقهم وسيخرجون إلى الشارع في حال وزعت المحال بطريقة عشوائية. لا سوق منظمة للسكان ومن معضلات سكان بلدية بن عكنون غياب أسواق المنظمة، ما يجبر قاطنيها على اقتناء حاجياتهم من المحال وبأثمان مرتفعة أو التنقل بشكل يومي على مستوى بلدية الأبيار أو حيدرة. وطالب السكان سيما منهم النسوة، رئيس البلدية التعجيل بالوفاء بوعده وإنجاز سوق منظم يعفيهم عناء قطع مسافات طويلة وبشكل يومي لأجل التبضع. مقبرتا "زيدان" و" سيدي مرزوق" ضاقت بموتاها ويشدد سكان بلدية "بن عكنون" على مسؤولي مصالح البلدية، ضرورة توسيع المقبرتين أو إنجاز مقبرة ثالثة بعدما ضاقت مقبرتي" زيدان" و" سيدي مرزوق" بموتاها أو على الأقل الذهاب نحو إنجاز مقبرة جديدة. وقال أحد المواطنين ل" الحوار" السلطات المعنية وكأنها لا تريد أن تطبق برامجها التنموية أو أعتقد أنها تجهل تماما أن مطلب توسيع المقابر على مستوى البلديات من بين انشغالات المواطنين وضرورة ملحة أمام ارتفاع الكثافة السكانية"، مضيفا" نحن كسكان نناشدها أن تأخذ بعين الاعتبار هذا المطلب وأن تسعى في أقرب الآجال نحو توسيع مقبرتي "زيدان" و"سيدي مرزوق"، حتى لا يأتي اليوم الذي لا نجد فيه مكانا لدفن موتانا"، ليتدخل مواطن آخر" مصالح البلدية عليمة بمطلبنا وتدرك جيدا أن المقبرتين ضاقتا بموتاها، غير أنها تأخرت عن إنجاز مقبرة جديدة، بل مثل هذا المشروع نعتقده غير مدرج في أجندتها وليس ضمن مشاريعها التنموية". زبائن البريد بحاجة إلى مكتب جديد ولا يزال مقر مركز بريد بلدية" بن عكنون" يثير استياء الكثير من الزبائن، بسبب ضيق مساحته التي تجبرهم على الانتظار خارجا لأجل سحب أجورهم. ولم يخف سكان بلدية "بن عكنون" تذمرهم واستياءهم الشديدين لعدم إقدام الجهات المحلية على إنجاز مركز بريد جديد أوسع من المركز القديم الذي لا تتجاوز مساحته مساحة شقق السكان. ويؤكد السكان أن هذا المركز القديم جد ضيق ولا يسع لعدد الزبائن المترددين عليه يوميا، لاسيما خلال الأيام الأخيرة من الشهر، أين يزداد عدد الزبائن وأين يتفاقم في الوقت نفسه الوضع وترتفع درجة الاستياء لديهم، وحتى لدى العمال وأحيانا تتطور الأمور إلى الشجار والخصام بين الزبائن والعمال. رئيس بلدية بن عكنون كمال بوعرابة في حوار مع"الحوار" نطالب زوخ بحصص سكنية اجتماعية إضافية… ونقص العقار سبب غياب التنمية بعد استعادة العقار الذي استولى عليه لمداني سنبني سوقا ومصحة نصف موظفي بلدية بن عكنون في السجن ونصفهم أحيل على التقاعد أكد كمال بوعرابة، رئيس بلدية بن عكنون، في حوار له مع "الحوار"، أنه " لا ترحيل في الوقت الحالي، وأن حصة ال75 سكن اجتماعي الممنوحة لهم من قبل مصالح الولاية لن توزع في الوقت الحالي"، مطالبا عبد القادر زوخ بحصة سكنية اجتماعية إضافية، باعتبار حصة 75 سكنا غير كافية لاحتواء طلبات السكن. ونفى كمال بوعرابة، أن يكون التوظيف على مستوى البلدية بالمحسوبية، مبرزا أن التوظيف أصبح بيد مديرية الوظيف العمومية. وكشف رئيس البلدية على صعيد آخر، أن ما يعرقل مشاريعهم التنموية، هو غياب العقار غير أنه أكد على بناء مصحة للولادة وسوق منظمة مباشرة بعد استعادة القطعة الأرضية البالغ مساحتها 2000 متر مربع التي استولى عليها المنتخب، علي لمداني. * السكان طرحوا مشكل السكن، فهل من ترحيل؟ -لا ترحيل في الوقت الحالي. * و ماذا عن حصتكم من السكنات الاجتماعية؟ – منحتنا مصالح الولاية مؤخرا، 75 وحدة سكنية، وقد جمعنا الملفات المودعة على مستوى البلدية من قبل الراغبين في الحصول على السكن الاجتماعي، وأودعناها على مستوى الدائرة. *ومتى يتم توزيعها؟ -نجهل لحد اليوم متى يتم توزيع السكنات الاجتماعية. *قياسا بعدد طلبات السكن الاجتماعي، هل ال75 وحدة سكنية كافية لاحتواء أزمة السكن ببلدية بن عكنون؟ -حصة ال75 وحدة سكنية غير كافية على الإطلاق. *وهل طلبتم من مصالح الولاية منحكم حصة إضافية؟ -أكيد طلبنا من مصالح الولاية منحنا 30 حصة سكنية إضافية، ولم ترد على طلبنا. *وبالنسبة للسكن التساهمي، هل استفادت بلدية بن عكنون من هذه الصيغة السكنية؟ -بلدية بن عكنون لم تستفد من السكن التساهمي. *شباب بن عكنون يقولون إن البطالة لا تزال تلاحقهم لأن التوظيف من قبلكم يتم بالمحسوبية، ما قولكم؟ -ما عطّل المشاريع التنموية وسيرورة عمل البلدية نقص الموارد البشرية، والتوظيف لا يتم بالمحسوبية لأنه هذا التوظيف لا يتم على مستوى البلدية وإنما على مستوى مديرية الوظيف العمومي. *كيف ذلك؟ -أقول إن هناك نقص يعرفه العنصر البشري وتحديدا الإطارات، ونسبة التأطير في بلدية بن عكنون لا تتعدى ال3 بالمئة، لأن أغلب الموظفين نصفهم أحيل على التقاعد ونصفهم الآخر دخلوا السجن، وأوضح هنا لسكان بلدية بن عكنون وتحديدا شبابها في الوقت الحالي ليس هناك إمكانية لإدماج الموظفين، سيما وأننا أدمجنا مؤخرا 8 إداريين وأعوان نظافة، وقد كان توظيفهم على مستوى مديرية الوظيف العمومي وعلى أساس الشهادة، كما وأشير هنا إلى أننا أردنا توظيف مهندس في التسيير التقني الحضري ونشرنا إعلانا في الجرائد وعلى كل المستويات ولم يتقدم أي شخص من بلدية بن عكنون، فيما جاءني طلب من شاب يقطن بوهران فقبلت توظيفه. *تريد أن تقول إنه لا أحد من أبناء بلدية بن عكنون درس هندسة التسيير التقني والحضري؟ -نعم، فلا يوجد أي خريج جامعي حاصل على شهاد مهندس في التسيير التقني والحضري في بن عكنون، ولو كان أحدهم حاصل على هذه الشهادة لتقدم على مستوى البلدية ولدمجناه لأننا كنا بحاجة ماسة ومستعجلة إلى توظيف مهندس في التسيير التقني والحضري. *بكم قدرت الميزانية المالية لهذه السنة؟ -قدرت الميزانية المالية لهذه السنة ب56 مليار سنتيم. *هل هي كافية لتنفيذ برامجكم التنموية؟ -غير كافية، خصوصا وأن أكثر من 50 بالمئة تصرف على أجور العمال. *السكان يشكون ضيق مقبرتي"زيدان" و"سيدي مرزوق"، هل من مشروع لتوسيع هاتين المقبرتين أو إنجاز مقبرة ثالثة؟ -صحيح مقبرتا "زيدان" و"سيدي مرزوق" ضاقتا بموتاها، ونقص العقار حال دون إنجاز مقبرة ثالثة أوتوسيع المقبرتين القديمتين. *والحل؟ -الحل المتاح في الوقت هو ترخيص لسكان بلدية بن عكنون بدفن موتاتهم في القبر الذي يتجاوز عمره ال 5 سنوات أو دفن الموتى بمقابر بني مسوس. *وماذا عن مشروع ال100 محل تساؤلات كثيرة من قبل الشباب، هل من توضيح؟ -استفادت بلدية بن عكنون من مشروع ال100 محل، وقد منح لنا قطعة أرضية ببلدية بني مسوس لإنجاز المشروع، لكن القطعة الأرضية استغلت لإنجاز الطريق الوطني رقم 41، لذا ألغي مشروع إنجاز ال100 محل. *إذا ال100 محل لن تنجز لشباب بن عكنون؟ -في الوقت الحالي وأمام نقص العقار، ليس لنا أن ننجز ال100 محل. *يشتكي سكان بن عكنون من غياب الأسواق المنظمة، متى يتم حل المشكل؟ -نعم، هناك مشروع لإنجاز سوق بلدية لإعفاء السكان من التنقل على مستوى البلديات القريبة. *والتغطية الصحية أيضا محل انتقاد؟ -صحيح نريد أن نبني عيادة طبية للأمومة، وقد قررنا إذا استعدنا القطعة الأرضية التي استحوذ عليها المنتخب علي لمداني، والمقدرة مساحتها 2000 متر مربع قررنا استغلالها لإنجاز عيادة طبية للأمومة وكذا إنجاز السوق الجوارية.