* الأفلان: أيدينا ممدودة للجميع * حمس: لا توجد قطيعة بيننا وبين الأفلان طفى على سطح الساحة السياسية، حديث عن تقارب واضح عاد ليتشكل من جديد بين حزب جبهة التحرير الوطني "الأفلان" بقيادة عمار سعداني، وحركة مجتمع السلم "حمس" بزعامة الراديكالي عبد الرزاق مقري، بعد خلاف في الرؤى حول القضايا المطروحة، و"طلاق بائن" بين الحزبين دام لمدة زمنية ليست بالقصيرة، تعود إلى سنة 2012 تاريخ فك حركة الراحل محفوظ نحناح الارتباط مع التحالف الرئاسي. وما غذى هذا الطرح، مشاركة قيادات من "الأفلان" في الملتقى الأخير لحركة مجتمع السلم، حول الاتحاد المغاربي، بدعوة من هذه الأخيرة. وحول الموضوع، أصر، أمس، الناطق باسم "الأفلان" حسين خلدون في اتصال ب"الحوار" على الحديث حول ما سماه السياق التاريخي والسياسي الذي رافق مشاركتهم في اللقاء "حينما أطلق الأفلان بقيادة عمار سعداني مبادرته السياسية الجدار الوطني، التزم على أن تكون فضاء للحوار بين جميع المكونات، ونؤكد أن كل الأحزاب متفقة حول القضايا الكبرى للأمة، تختلف في الجزئيات، ولكن لا تختلف في الأساسيات كالأمن والاستقرار، ونجدد أننا في فضاء الجدار الوطني أيدينا مملوءة ومفتوحة للجميع"، مضيفا: "حمس استدعتنا ولبينا الدعوة، عمار سعداني أكد منذ مدة أنه إذا تلقينا أي دعوة للحديث حول القضايا الكبرى فلن نتخلف عنها". وبعد حديثه عن طبيعة مشاركتهم وما أدلوا به من تصريحات خلال اللقاء الذي جاء تحت عنوان الاتحاد المغاربي، أكد محدثنا أن الأفلان لا يملك أي مشكلة مع أي فصيل سياسي، مشددا أن "ما يجمعنا مع حركة حمس أكثر مما يفرقنا، وهذه هذه التعديدية الحزبية التي نؤمن بها، وهذا اللقاء مظهر من مظاهر الديمقراطية الحقيقية"، وقال إن الأفلان ليس له أي حرج في الجلوس في طاولة واحدة مع حركة مقري، موضحا "أنا مرتاح لخطاب حمس، رغم أنها تصنف نفسها في المعارضة، وهو حقها، وعلى الطبقة السياسية أن تتحاور وتتبادل الأفكار، خاصة في الظروف الصعبة التي تمر بها الجزائر، و تبقى كل تشكيلة تحافظ على برامجها". وعلى الجميع ان يعي يقول محدثنا "بلغنا الطبقة السياسية أننا لا نملك أي مشكل مع التيارات الحزبية، إسلامية كانت أو غير ذلك، نحن نؤمن ببيان أول نوفمبر، ولا توجد خطوط تفصل بيننا، ولكن بالعكس هذه الخطوط تمتد بيننا". بدوره، القيادي في "حمس"، ناصر حمدادوش، صرح ل"الحوار" ان حضور قيادات أفلانية في اللقاء: "عادي وطبيعي، فنحن لسنا أعداء، ولا توجد قطيعة بين الأحزاب، والدعوة كانت موجهة لجميع الأحزاب، بغض النظر عن موقعها السياسي في الموالاة أو المعارضة، خاصة أن الموضوع تناول قضية مغاربية تهم الأحزاب الوسطية، وهي مبادرة من الحركة انسجاما مع بيان أول نوفمبر في نفخ الروح في وحدة المغرب العربي وشمال إفريقيا، وبالتالي فالموضوع لا علاقة له بالتنافس والاستقطاب الداخلي" معتبرا أن حضورهم سلوك حضاري وفعل سياسي راق، ينم عن المسؤولية السياسية اتجاه القضايا المشتركة: "فما يجمعنا أكثر مما يفرقنا فيما يتعلق بقضايا الأمة والثوابت والهوية ووحدة التاريخ والجغرافيا، وقد حضر في هذا الملتقى من كل أطياف الطبقة السياسية، والحركة ليست في مشروع حرب مع أحد، فعندما نعارض نعارض من أجل الوطن وخدمة البلاد، وعندما نلتقي مع الآخر نلتقي من أجل خدمة المنطقة وقضايا الأمة"، مشددا أن الحركة مسؤولة، وهي تفرق بروحٍ عالية "بين ما نختلف فيه مع غيرنا وبين ما يمكن التعاون والتوافق عليه، ونحن نعارض الأفكار والبرامج ولا ندخل في عداواةٍ مع الأشخاص والهيئات، ونحن نؤسس لفعلٍ سياسي يعيد الاعتبار للطبقة السياسية، والأصل أننا نلتقي والاستثناء أن نختلف، والحركة تعمل بكل أريحية وسيادةٍ مع الجميع، وعبرت عن بعدها الاستراتيجي، وأنها أكبر من الخلافات القُطْرية، وتستطيع أن تقفز إلى آمال جمع الأحزاب الفاعلة في بلدان المغرب العربي". نورالدين.،ع