"استطاع تطبيق "الفي بي ان" الذي اتجه إليه معظم مرتادي شبكة الأنترنت في الجزائر بعد شروع الحكومة في تطبيق قرارها بحجب مواقع التواصل الاجتماعي قصد كبح الغش في البكالوريا الجزئية، الإطاحة برئيس سلطة الضبط للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية توفيق بسعي أمس إلى جانب عدد من مدراء الهيئات العمومية. وجاء إنهاء مهام رئيس سلطة الضبط للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية توفيق بسعي على خلفية سوء إدارة ملف حجب مواقع التواصل الاجتماعي، الذي كلل بالفشل عقب اهتداء الفايسبوكيين إلى وسيلة أخرى لتفعيل مواقع التواصل الاجتماعي تتمثل في تغيير عنوان ip لشبكات الأنترنت الخاصة بهم وتصفح المواقع الإلكترونية من بلدان أخرى على غرار فرنسا، ألمانيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، وغيرها، مما جعل من الحكومة وعلى وجه الخصوص وزيرتي التربية الوطنية نورية بن غبريت ووزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال مادة دسمة للسخرية عبر الفايسبوك وتويتر كونهم أثبتوا فشلهم في التحكم في ملف حجب مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد خلال المدة التي يمتحن فيها تلاميذ البكالوريا الجزئية. وإضافة إلى رئيس سلطة الضبط للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية توفيق بسعي، أنهى الوزير الأول عبد المالك سلال مهام المدير العام لأملاك الدولة محمد حيمور، ومهام الرئيس المدير العام لمجمع صيدال محمد حموش وعين تونسي ياسين مديرا عاما بالنيابة، كما عين كربوب حسين رئيسا لمجلس إدارة مجمع صيدال، وذلك في إطار الحركة التي أجراها ومست أبرز مدراء الهيئات العمومية، التي شملت قطاعات المالية والبريد والصناعة. ………………… ....فرعون ترد على منتقديها وتصرح: "الباك" أولى من"الفيسبوك" أكدت وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال إيمان هدى فرعون أمس الثلاثاء أن الهدف الرئيسي من حجب مواقع التواصل الاجتماعي يكمن في وضع المترشحين لشهادة البكالوريا في منأى عن محاولات التشويش. في حديث خصت به وكالة الأنباء الجزائرية أوضحت فرعون قائلة "قمنا بالتعاون مع سلطة ضبط البريد والاتصالات وكافة متعاملي الاتصالات بحجب أهم مواقع التواصل الاجتماعي خلال فترات معينة بهدف وضع مترشحي البكالوريا في منأى عن محاولات التشويش عبر نشر مواضيع زائفة وإشاعات مغرضة مرتبطة بهذه الامتحانات"، وحسب الوزيرة فإن هذه الإجراءات سمحت "بإفشال محاولات إجرامية كانت تهدف إلى التلاعب بمصير آلاف المترشحين لشهادة البكالوريا". وبخصوص الضرر الذي سببه هذا الإجراء لمستعملي شبكة الأنترنت أوضحت الوزيرة أن مستقبل المترشحين لشهادة البكالوريا "يلزمنا بالتضحية والتنازل عن بعض من رفاهيتنا الشخصية خدمة للمجتمع كافة"، واسترسلت قائلة "أنا على يقين أنه رغم ردود فعل بعض المواطنين المستائين التي نتفهمها إلا أن الجزائريين المعروفين بحس الوطنية والمسؤولية والثائرين ضد الغش والراغبين في رؤية أطفالهم في منأى عن أي مساومة والحريصين على تكافؤ الفرص بين المترشحين راضين عن هذه الإجراءات ويقبلون برحابة صدر حرمانهم لساعات قليلة من متعة تصفح حسابهم على الفايسبوك وغيره". لكنها حرصت على التأكيد أن الأمر لم يكن يتعلق ب "قطع الأنترنت بل بمجرد التقليص في نسبة التدفق خلال النصف الأول من توقيت أول امتحان" وذلك بغرض "إحباط أي محاولات لمجموعات صغيرة تنشط من أجل التشويش على سير الامتحانات". وأضافت أن الحجب ليلا لم يشمل سوى شبكات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن الحكومة "تتمتع بكل الصلاحية" لاتخاذ "إجراءات تحفظية في حالات استعجالية ما دام ذلك يخدم المصلحة العامة". في ردها على أولئك الذين يزعمون بأن الجزائر سجلت "سابقة" بحجب مواقع التواصل الاجتماعي أشارت الوزيرة إلى أن الجزائر "لا تمثل بذلك استثناء إذ سبق لدول أخرى حجب بعض مواقع التواصل الاجتماعي لأسباب متنوعة لا سيما تلك المتعلقة بالبكالوريا". وأوضحت أنه "لا بد من الإضافة بأن شبكات التواصل الاجتماعي ليست سوى جزءا مما نسميه تطبيقات OTT التي تستخدم الشبكات التي ينشرها متعاملو الاتصالات لأغراض تجارية ودون مقابل مما يؤدي إلى اكتظاظ الشريط العريض"، وأشارت إلى أن "إشكالية هذه التطبيقات شكلت موضوع جدل بين متعاملي الاتصالات والمجتمعات المدنية ومتعاملي OTT عبر كامل الدول الأوروبية والأمريكية وبعض الدول الآسيوية"، مضيفة أن الأمر يتعلق بالتشكيك في مبدأ حيادة الأنترنت، وأكدت الوزيرة أن عدة دول "سمحت لمتعاملي اتصالاتها بحجب مؤقتا أو نهائيا الOTT بل والتفاوض معها بشأن شروط التعريفة لإبقاء الخدمة". وردا عن الخبراء الذين زعموا بأن حجب مواقع التواصل الاجتماعي خلال امتحان البكالوريا لم يكن مجديا لكون مستعملي الأنترنت تمكنوا من استعمال الشبكات الخاصة الافتراضية VPN أوضحت الوزيرة أن حجب الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) من شأنه أن "يلحق أضرارا جسيمة بالتبادلات غير المحظورة على الشبكة لا سيما البريد الإلكتروني"، وحسب الوزيرة فإن "حجب الشبكات الافتراضية التي تعتبر شبكات خاصة أي مشفرة يتم مقابل تصفية وفرز كل التبادلات المشفرة مما سيلحق أضرارا جسيمة بالتبادلات غير المحظورة على الشبكة لا سيما البريد الإلكتروني ولهذا فضلنا تفادي هذا النمط من الحجب". واعترفت فرعون أن هذ "التلاعب" الذي يهدف إلى تعميم استعمال الشبكات الافتراضية الخاصة في أوساط الشباب "يتعدى بكثير مجال محاولات الغش العادية"، وأكدت الوزيرة في هذا السياق أنه "سيتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد الغشاشين الذين يلجأون إلى مثل هذه التقنيات إضافة إلى الأطراف التي تقف وراء هذا التلاعب. وتأسفت الوزيرة لكون وسائل الإعلام تحث الشباب على اللجوء إلى مثل هذه التقنيات موضحة أن استعمال البروكسي (proxy) وهو تطبيق معلوماتي وسيط بين طرفين لتسهيل أو مراقبة التبادلات بينهما بغرض تفادي الحجب من شأنه أن "يلحق ضررا كبيرا" بالمعطيات الخاصة المخزنة على الحواسيب أو الهواتف الذكية. سفيان.ب/ ليلى عمران