يكتبه: محمد يعقوبي بعض عبدة الأصنام يتضايقون حينما يجدونك تحترم عقلك وتقف عند المواقف التي تراها مجانبة للمنطق وفاقدة للرؤية حتى لو كانت صادرة عن الشيخ القرضاوي.. أقول الشيخ القرضاوي لأن بعض الاصدقاء الاعزاء لا يتقبلون مني الاعتراض على مواقفه السياسية التي أراها واحدة من أسباب الفتنة الحاصلة.. خاصة في ليبيا وسوريا.. أقول رأيي في الشيخ القرضاوي بكل أدب وأنا الذي تربطني به علاقة شخصية قوية، خاصة منذ دخوله مستشفى عين النعجة العام 2007 ثم كنت الاعلامي الجزائري الوحيد الذي وثق فيه الشيخ ومنحه اذنا بنشر كتاب الجهاد الذي انتهى منه العام 2009 ونشر جزء مهم من مذكراته، الى درجة أنني سميت ابني الثاني أيمن يوسف عليه العام 2008 وأكرمني الشيخ بمكالمة هاتفية حين ولادة يوسف وزاد في إكرامي بالدعاء له في أذنه.. وحينما وقع ما وقع بين الشيخ وطليقته السيدة اسماء بن قادة انتقدناه في الطريقة التي عامل بها ابناؤه زوجة أبيهم، وانتقدناها لأنها بالغت في الحديث عن الاسرار الزوجية.. وإلى اليوم أشعر بالفخر أنني تعاملت عن قرب مع هذا العلامة.. لكن لا يمكنني إلا أن أحترم عقلي عندما يتعلق الأمر بدماء المسلمين التي يتحمل الشيخ جزءا من مسؤوليتها السياسية.. كيف لا وقد ظل يربينا على جرم الخروج على الحاكم مهما كان تسلطه، ثم يقفز بنا سنوات ضوئية ليقول لنا بعد ذلك إن دماء القذافي والأسد في رقبته، ما خلق حالة من الفتنة عمياء جيشت آلاف الشباب للقتال في معارك لها بداية وليست لها نهاية.. معارك تتحكم في خيوطها محاور إقليمية جعلت من الشباب المسلم وقودا لها ولا يزال.. ولعل الشيخ انتبه لما فعلته فتاويه في سوريا وليبيا فكان موقفه مما حدث في مصر أكثر عقلانية وهدوءا.. رغم ان ما فعله السيسي في رابعة العدوية لا يقل جرما عن ما حدث ويحدث في ليبيا وسوريا.. الأمة تمر بأخطر انقسام في تاريخها بعد الفتنة الكبرى، انهارت خلاله حتى المرجعيات الدينية، وفقدت سلطتها الروحية، وعقلي لن يتحمل الوقوف في ضفة.. لمحاربة الضفة الاخرى، مجرد فضفضة موجهة لمن يقولون إن دماء العلماء مسمومة ولا ينتبهون الى أن دماء المسلمين مفرومة.