أعربت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان عن قلقها إزاء التصعيد الذي باتت تشهده في الآونة الأخيرة ميانمار (بورما سابقا) من أعمال وحشية تقوم بها جماعة متطرفة بوذية ضد المسلميين الروهينجا، والتي نجم عنها تقول انتشار خطاب الكراهية، تطهير عرقي، ومنعهم من دخول المدن والقرى، وتقييد حرياتهم في التنقل، تدمير منازلهم وحرق مساجدهم ومزارعهم وممتلكاتهم وطردهم من قراهم. وفي هذا المجال، نددت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بهذه الأعمال الشنيعة ولا إنسانية، مطالبة المجتمع الدولي بتحرك عاجل للضغط على هتين كياو رئيس جديد لميانمار من أجل مطالبته بالعمل على اعتماد سياسة عادلة، شفافة وشاملة لوقف كل ممارسات الاضطهاد ولاسيما إنهاء الإفلات من العقاب الذي يتعين إنزاله بمرتكبي الانتهاكات ضد هذه الأقلية المسلمة "الروهينجيا" التي تعد واحدة من أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم. وفي هذا الصدد، دعا هواري قدور الأمين الوطني المكلف بالملفات المختصة للرابطة المجتمع الدولي وخصوصا الدول المسلمة إلى طرح مشروع قرار أمام مجلس الأمن حول تطورات الأوضاع في ميانمار الخاصة بالانتهاكات ضد الروهينجيا المسلمين والأقليات الأخرى التي تشهد التقتيل، الاغتصاب، التهجير القسري، التطهير العرقي، نشر خطاب الكراهية، والتمييز العنصري، معتبرا أن الأقلية المسلمة "الروهينجيا" وهي كارثة إنسانية بكاملها، وجريمة عظيمة في حقّ المجتمع الدولي وضد القانون الدولي، وإن إبادة فئة معيّنة داخل ميانمار لا يعتبر شأنا داخليا يخص ميانمار وحدهاّ، بل هي تستدعي اهتمام وعناية الجميع في العالم. وأشارت الرابطة أنه وخلال الست سنوات الأخيرة أسفرت أحداث العنف ضد المسلمين في بورما عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص، وأجبر أكثر من مليونين على الفرار من البلاد ومنهم ماتوا غرقا قبالة سواحل ماليزيا وتايلند وإندونيسيا. ونددت الكثير من الجمعيات المهتمة بحقوق الإنسان مؤخرا باستمرار أعمال عنف والانتهاكات بحق المسلمين في ميانمار، وتأتي هذه الإدانة بعد الأنباء التي وردت حول ما قامت به مجموعة بوذية متطرفة من تدمير مسجد ومدرسة للمسلمين بمقاطعة باغو وسط ميانمار بورما سابقا، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف هذه الجرائم ضد المسلمين في ميانمار، مشيرة إلى أن تصاعد حدة هذه الانتهاكات هو نتيجة "للصمت الدولي المخجل" تجاه ما يحدث من تهجير قسري وإبادة جماعية للمسلمين في ميانمار. وأكد أن ما يرتكب ضد المسلمين في ميانمار من انتهاكات وأعمال عنف نجم عنها مقتل وتشريد عشرات الآلاف من الأبرياء يمثل انتهاكا صارخا لجميع المواثيق والأعراف الدولية. نورالدين علواش