انتقد مثقفون وكتاب جزائريون بشدة تصريحات الكاتب الفرانكو جزائري بوعلام صنصال التي نشرها في جريدة "لوموند" الفرنسية، نهاية الاسبوع يشبه فيها هجوم نيس الإرهابي الأخير، بنضال الشعب الجزائري ضد المستعمر إبان الثورة التحريرية. أثارت تصريحات بوعلام صنصال الاخيرة والتي شكك من خلالها بقيم الثورة التحريرية موجة سخط عارمة وسط المثقفين والكتاب الجزائريين الذين قالوا بانه يعيش اغترابا عن وطنه الاصلي الجزائر جعله يتبنى اطروحات استعمارية بمساواته بين الارهاب والكفاح من اجل التحرر من المستعمر.
* الروائي بشير مفتي: صنصال تفوح منه رائحة الاغترب عن وطنه وتاريخه ليس عندي مشكلة أن أنتقد بوعلام صنصال في فكرة أراها مضللة وخطيرة وهو يتحدث عن معركة الجزائر كما لو أنها معركة إرهاب ضد مواطنين مسالمين ابرياء وينسى صنصال أن يذكر بجرائم الاستعمار ضد المدنيين الجزائريين في 8 ماي 1945 أو في كل فترات الاستعمار تقريباً. بهذه الكلمات علق الروائي بشير مفتي على تصريحات صنصال وكتب على صفحته على الفيس بوك "ليس عندي مشكلة أن أرحب بفكرة قد أراها جديرة بالتنويه أما كونه كاتبا مشهورا وحقق نجاحا أدبيا كبيرا فهذا لا يجعله فوق الاعتراض والنقد ..ولا يعطيه صكا أبيض ليرمي فوقنا فضلاته الوسخة التي تفوح برائحة الاغترب الكامل عن وطنه وتاريخه، كما أن كثيرا من الكتاب قد يكونون كبارا في الأدب وبلا مواقف مشرفة تذكر لهم ..فهذا غير مربوط بذاك ..".
* الكاتب الصحفي إبراهيم قارعلي: موقف من أجل الاستهلاك السياسي والإعلامي كتب الصحفي والنائب البرلماني السابق عن جبهة التحرير الوطني ابراهيم قارعلي، في صفحته على "فيسبوك" ردا على تصريحات صنصال "الروائي بوعلام صنصال يعلنها صراحة فيقول إن إرهابيي مجزرة نيس لا يختلفون عن إرهابيي ثورة التحرير الجزائرية، وهو الموقف نفسه الذي يخفيه الآخرون لأنهم تنقصهم الصراحة التي تجاوزت عند بوعلام صنصال حد الوقاحة.
مضيفا "الحقيقة أن هذا الموقف العدائي لم يزعجني أبدا فهو موقف من أجل الاستهلاك السياسي والإعلامي، فالجوائز الأدبية الفرنسية للأهالي لابد أن يمر أصحابها عبر مطار أورلي !!". وذكر قارعلي في منشوره "ما يقلقني ويزعجني أكثر، بل والذي يحزنني ويحز في نفسي، أن ما يعبر عنه بوعلام صنصال من موقف سياسي في تصريح إعلامي أو حديث صحفي يعبر عنه الآخرون في رواياتهم، حيث يشبهون المجاهدين الجزائريين أو الفلاڨة بالإرهابيين والمجرمين والأمر نفسه بالنسبة إلى ثوار المقاومة الفلسطينية، فهم يعرفون كيف تؤخذ الجوائز الأدبية الفرنسية في باريس ويعرفون جيدا كيف يشتغل اللوبي الأدبي الفرنسي !!!".
* المؤرخ رابح لونيسي: من غير المسموح لصنصال التشكيك في قيم ثورتنا الوطنية واستغرب الكاتب والمؤرخ الجزائري، رابح لونيسي، في رده، هذا الجهل المتعمد أو المقصود من صنصال بالتاريخ من خلال اعتماده هذا التشبيه، مشيرًا إلى أن الإرهاب الذي يشبه تنظيما إرهابيا مثل داعش، هو الاستعمار الفرنسي الذي مارس التقتيل والإرهاب الوحشي ضد شعبنا، وكان يقطع الرؤوس تمامًا مثل الدواعش.
وأوضح لونيسي -في تصريح اعلامي له أنه "من غير المسموح لصنصال التشكيك في قيم ثورتنا الوطنية ومشروعية كفاحنا التحرري، لأن ما كتبه ما هو إلا خدمة يقدمها لأي عدوان استعماري في المستقبل على شعوبنا الضعيفة، ومحاولة منه لزرع الغموض بين حركات التحرر والجماعات الإرهابية".
ويشدد الكاتب رابح لونيسي على أن هدف صنصال الأخير مما كتبه، هو أن توصف حركات التحرر الوطني بأنها تنظيمات إرهابية، خاصة المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني، معتبرًا أنه بذلك "يريد تقديم خدمة لهذا الكيان الذي لم يتوان عن زيارته".
* الكاتب والإعلامي حسين موفق: صنصال يبحث عما يناقض توجهات الجزائريين من أجل الحصول على إشهار لكتاباته ويرى الإعلامي الجزائري حسين موفق، أن "الروائي صنصال يبحث دوما عما يناقض توجهات الجزائريين ويمس بعواطفهم من أجل الحصول على إشهار لكتاباته". ويضيف "موفق" "ليست هذه المرة الأولى التي يسيء فيها الرجل للثورة والمجاهدين الجزائريين الذين طردوا الاستعمار". حنان حملاوي