يجهل الكثير من الآباء والأمهات الدور الهام الذي تلعبه الرضّاعة الصناعية أو ما يعرف ب "البيبرونة" على صحة أطفالهم، وأهمية أن تكون ذات نوعية جيدة ومحترمة لمعايير الصحة والسلامة، ما يجعلهم يقتنون هذا النوع من السلع من الأسواق التي تعرض أنواعا رديئة منها قد تشكل خطرا على صحة الرضيع. يفتقر الكثير من الأولياء للأسف لثقافة اقتناء الرضاعات الصالحة لأبنائهم، فيقف أمام بعضهم العائق المادي كحاجز، فيضطرون لشراء أي سلعة في متناول أيديهم، في حين يفتقر آخرون لثقافة اختيار الرضاعات الصالحة ويكتفون بكونها مصنوعة من الزجاج وفقط، في حين أن موضع الرّضاعة يبقى مصنوعا من المواد البلاستيكية التي تشكل خطرا على الرضيع وتتسبب في العديد من الأمراض منها الحساسية والربو وحتى السرطان. وهو ما دفع المهتمين بمجال الصحة وحماية المستهلك للدعوة إلى ضرورة اعتماد الرضاعات الصناعية التي تباع على مستوى الصيدليات لضمان جودة ونوعية هذه المنتج، وتجنب زجاجات الرضاعة المعروضة بالأسواق والتي كثيرا ما تكون تداعياتها خطيرة على صحة الرضع. * رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك.. مصطفى زبدي: على الأولياء اقتناء الرضّاعات من الصيدليات وتجنّب الأسواق أكد رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي في تصريح ل "الحوار" عن وجود رضّاعات صناعية "ببرونات" رديئة النوعية تباع بالأسواق، مشيرا إلى الحساسية الشديدة التي يحملها الأمر باعتباره يتعلق بصحة الأطفال الرضع، فقد تؤثر رداءة هذه السلعة مباشرة على صحة المولود، موجها في ذات الوقت نصحه للآباء والأمهات بضرورة الانتباه حين اقتناء الرضّاعات الصناعية للصغار، حيث يجب أن تكون "البيبرونة" مصنوعة من مادة سليمة، ما يستلزم الابتعاد عن تلك التي تباع بالأسواق العادية والتوجه إلى الصيدليات حين اقتناء هذا المنتج، وأضاف رئيسة المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك بأنه من الضروري أن تكون "البيبرونة" مستوفاة على الاسم التجاري، عنوان المصنع، وعلى المادة المكونة لها لضمان صحتها وسلامتها وأنها لن تشكل أي خطورة على صحة المولود. * بعض الرضاعات الرديئة تسبب السرطان والوفاة أفاد تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن الرضاعة الصناعية تزيد من معدل الوفيات في أوساط الأطفال الرضع، ويظهر ذلك من خلال انخفاض مناعة الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الصناعية، أما إذا كانت الرضاعات الصناعية رديئة الصنع، فالخطر أدهى وأمر. والأخطر أنها تحمل أسماء تجارية عالمية سليمة لكنها مصنوعة من البولي كربونات ومادة البيسفينول الخطرة. ورغم منع رضاعات الأطفال البلاستيكية التي تحتوي في تصنيعها علي مادة البيسفينول والعديد من الأوعية البلاستيكية حيث تبين أن هذه المادة غير ثابتة وتتحلل تدريجياً في درجات الحرارة العادية، إلا أن الأسواق تعج بالكثير منها للأسف وتلقى رواجا بسبب جهل بعض الأولياء. وتسبب مثل هذه الرضاعات أضراراً بالغة على صحة الأطفال تتمثل في الإصابة بسرطان الثدي والبروستاتا وقد تؤدي لحدوث أعراض مبكرة للبلوغ عند الأطفال. حيث تبين من مسح أمريكي أن 63بالمائة من الأطفال يتم رضاعتهم طبيعياً و37بالمائة يتم تغذيتهم صناعياً باستخدام زجاجات الرضاعة. وأشار ذات المسح أن 75بالمائة من الأمهات يعتقدن أن استخدام الماء مرتفع الحرارة نسبياً كاف لتعقيم زجاجات الرضاعة، وأن الكثيرين يعتقدون أن الزجاجات المصنوعة من الزجاج أكثر أماناً، وهو ما تقبل عليه الأمهات الجزائريين من أجل تعقيم "البيبرونات" كنوع من التقليد المتوارث، حيث تقمن بغليها في الماء من أجل قتل الميكروبات، إلا أن ذلك غير كاف خاصة مع النوعيات الرديئة والبلاستيكية. * تهدد الأطفال بمرض الربو والحساسية تحذر بعض الدراسات من استخدام رضاعات الأطفال البلاستيكية، باعتبارها تعرض الصغار لمادة "بيسفينول " الكيميائية المكونة للرضاعات البلاستيكية، والتي ترفع من نسبة إصابتهم بمرض الربو أو الأمراض المتعلقة بحساسية الصدر، ولأجل تحقيق رضاعة صحية أكثر نصت وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدةالأمريكية على عدم استخدام مياه الحنفية الساخنة أبدا في إعداد الحليب، إذ قد يحتوي الماء الساخن على نسبة مرتفعة من الرصاص، وعوض ذلك يستحسن غلي المياه الباردة، وقبل استخدام زجاجة الرضاعة للمرة الأولى، يجب القيام بتعقيمها لإزالة أي بيكتيريا، وذلك بوضعها في الماء المغلي لمدة 5 دقائق، وبعد تعقيمها للمرة الأولى لن تحتاجي إلى تعقيمها بعد كل استعمال، إنما يكفي فقط غسلها بالماء الساخن والصابون، كما لا يجب الاحتفاظ بالحليب بعد إعداده أكثر من ساعة واحدة في درجة حرارة الغرفة، وإذا لم يأت وقت تقديمها للصغير، احتفظي بها في الثلاجة، ولا تتركيها إلا لمدة 24 ساعة فقط وإلا عليك التخلص منها وإعداد غيرها، كما أنه في حال لم يكمل الصغير بقية الرضعة في غضون ساعة، فتخلصي منها ولا تحتفظي ببقاياها حتى لا تجمع بيكتيريا تضر الطفل، كما يتعين على الأم قراءة التعليمات قبل تحضير الحليب وإضافة القدر المناسب من الماء حتى لا يصبح غليظا وبالتالي لا يحصل الطفل على القدر المناسب من السوائل. آمنة/ ب