شدد السيد محمد لمين فرجوني، المدير التجاري لفرع الجزائر لشركة "كويكو بايبي" الأجنبية المختصة في صناعة مستلزمات الرضع من قنينات الحليب والمصاصات، على ضرورة حسن اختيار زجاجة الحليب من طرف الأمهات، وقال "إنه من المستحسن اقتناء القارورات الزجاجية بدل البلاستيكية، لأن هذه الأخيرة قد تكون مستوردة من مصانع أجنبية لا تحترم معايير السلامة العالمية، كونها تحتوي على مادة "ثنائي الفينول أ" المحذر استعمالها من طرف المنظمة العالمية للصحة. تعد الرضاعة الطبيعية أصل العلاقة بين الأم والرضيع، فهي تقوي روح الأمومة بالنسبة للوالدة، وتنمي المحبة والأمان عند الطفل، إذ أن فوائد لبن الأم لا تعد ولا تحصى من حيث التغذية وتقوية المناعة، فضلا عن الفوائد النفسية التي تربط الأم بالرضيع وتمنحه السكينة والهدوء والاطمئنان. لكن يبقى بديل الرضاعة الطبيعية؛ الرضاعة الصناعية التي تلجأ إليها الأم لأسباب مختلفة، أهمها نقص إدرار الحليب الكافي لنمو الرضيع، أو ضعف البنية الجسدية للأم أو مرضها، مما يجعل الرضاعة الطبيعية مضرة لها وللرضيع، فينصحها الطبيب باللجوء إلى هذا البديل، لكن هل يرفق الطبيب نصيحته بإرشادها عن نوع قنينة الحليب التي تختارها للطفل؟ تتعدد قنينات حليب الرضع التي تباع في السوق بأشكال وألوان وأحجام متعددة، منها البلاستيكية والزجاجية، بعضها يباع في الصيدليات وأخرى في المحلات المختصة أو في المساحات التجارية، وتحتار الأمهات أيهما تقتني لرضيعها، في حين تنتقي أخريات واحدة دون أي تفكير. وحول هذا الموضوع، اقتربنا من محمد لمين إطار في شركة مختصة في تصنيع مستلزمات الرضع من قارورات الحليب، اللهايات والألعاب الخاصة بالرضع، أكد لنا أن الشركة التي تعمل في المجال منذ 23 سنة، تثمن شعار "سلامة الرضيع قبل كل شيء"، موضحا أنه من الضروري تبني الأولياء ثقافة حسن اختيار ما يتم وضعه بين يدي الرضيع بداية من قارورة حليبه إلى غاية الألعاب بأنواعها، وأشار إلى أنه من المعروف أن فضول الأطفال يدفعهم إلى حمل كل ما يقع بين أيديهم نحو أفواههم، من أجل تذوقها والتعرف عليها، فالطفل حاسته تنطلق باللمس والتذوق والعض والمص وغيرها من الحركات التي يقوم بها بدافع التعرف على ما يحيط به، وعلى هذا، يعد من الضروري حسن اختيار تلك الأشياء وتعد قارورة الحليب إحداها، ولابد أن تكون معقمة وإلا شكلت خطرا على صحة الطفل. وأوضح قائلا: "إن بعض الأولياء يهملون هذا الجانب، إذ يشترون تلك المستلزمات من محلات غير مختصة، قد تكون مستوردة من دول أجنبية لا تراعي معايير السلامة، وأضاف أنه من المستحب اختيار النوع الزجاجي الذي يكون أكثر أمانا، فهو مصنوع من الرمال ولا يحتوي على أية مادة سامة، كما أنه سهل التعقيم عند وضعه داخل ماء مغلي لا يطلق أية مادة مهما كانت درجة الغليان، في حين أن البلاستيك غير الصحي وغير المعالج قادر على طرح مواد قد تكون سامة عند وضع حليب ساخن أو أية مادة سائلة أخرى داخله.. من جهة أخرى، قال الخبير أنه رغم تحذيرات المنظمة العالمية للصحة من استعمال مادة "ثنائي الفينول أ"، وهي مادة كيميائية صناعية تستخدم في صناعة البلاستيك، خطيرة لاعتبارها مادة سامة تتسرب داخل الحليب وتؤدي إلى مخاطر صحية تصيب الدماغ وتؤثر سلبا على السلوك وتضر بصحة الطفل.. في تصنيع القارورات البلاستيكية الخاصة بالرضع، إلا أنه لا يمكن الجزم بأن تلك القارورات مجهولة المصدر لا تحمل تلك المادة الخطيرة على صحة الطفل، فعلى الأم البحث عن المنتجات الخالية من مادة ال"ثنائي الفينول أ" التي يرمز لها بالحروف اللاتينية "BPA"، لكن ثمة منتجات بلاستيكية مجهولة الهوية تتحفظ في ذكر احتواء منتجاتها عن هذه المادة، وهنا يكفي البحث عن الرقمين 3 أو 7 اللذان يعتبران كرمز للتدوير، فهذا يدل على احتوائها في تركيبتها على "ثنائي الفينول أ". تحتوي بعض القارورات، حسب محدثنا، على حلمة واسعة كثيرا أو ضيقة كثيرا أو مسطحة، تسمح بدخول الهواء أو تكدسه فيها، مما يجعل الطفل يبتلع ذلك الهواء في انتظار وصول الحليب، وهذا يجعله يصاب بعسر الهضم الناتج عن الغازات التي تدخل بطنه الصغير، والتي تسبب له عدم الراحة.