لا تزال كوارث التسيير الجامعي تطبع يوميات الطلبة في كل موعد خاص بالتسجيلات في الماستر ومسابقة الدكتوراه، ولعل التلاعب بقوائم الناجحين أصبح حديث العام والخاص بعد انتشار مثل هذه الفضائح على مستوى إدارات عدد من الجامعات، مما يستدعي التدخل العاجل لمسؤولي وزارة التعليم العالي والبحث والعملي لوضع حد لمثل هذه التجاوزات التي أصبحت تهدد مصداقية الإدارة وتهز صورة الجامعة الجزائرية. وفي هذا الشأن رفع النائب البرلماني حسن عريبي تظلم طلبة جامعة التبسة قسم لغة انجليزية إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي طاهر حجار من أجل إنصافهم، حيث تفاجأ 40 بالمئة من الطلبة الذين تم قبولهم لاجتياز شهادة الماستر خلال الموسم الجامعي الحالي بطردهم الأسبوع الفارط، وهذا بعد أن باشروا الدراسة بشكل عادي من أصل 52 تم قبولهم. وتعود وقائع هذه الفضائح الجديدة بجامعة تبسة إلى يوم 10 أكتوبر الماضي أين قام عمد الكلية بالإعلان على لسان رئيس الجامعة عن قرار غريب مفاده أنه تقرر طرد 40% من الطلبة المقبولين في شهادة الماستر والبالغ عددهم 52 طالب من أصل 62 طالب متخرج وحاصل على شهادة ليسانس، وذلك دون أي تفسير أو تقديم أي مبرر قانوني أو منطقي لهذا الإجراء، علما أن هؤلاء هم طلبة الدفعة الأولى ولهم كامل الحق في متابعة الدراسة لشهادة الماستر. وصف النائب عن جبهة العدالة والتنمية حادثة طرد طلبة الماستر لغة انجليزية بجامعة تبسه، بعد شهر من متابعة الدراسة، بالمساس الخطير بسمعة وحرمة الجامعة الجزائرية وتعبير صارخ عن العبثية والعشوائية في التسيير، مطالبا وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالتدخل العاجل لتسوية هذه الوضعية والاعتذار للطلبة المعنيين. وساءل عريبي في نفس الصدد، الوزير حجار قائلا "عساكم تتداركون ما يمكن تداركه من المكانة الرفيعة التي يفترض أن تحوزها الجامعة الجزائرية لدى الطلبة أولا ولدى الرأي العام الوطني ثانيا ولسمعتها الدولية ثالثا"، مستطردا "هل وزارتكم على علم بهذه الحادثة الخطيرة التي اهتز لها الوسط الجامعي"، مضيفا "هل يحق لإدارة الجامعة أن تتصرف فيها كملية خاصة تقرر ما تشاء وقت ما تشاء دون خوف من سوط القانون أو الوصاية؟، مستفسرا عن مصير هؤلاء الطلبة الذين تم طردهم بعد شهر من مزاولة الدراسة في الماستر بقسم اللغة الانجليزية بجامعة تبسه؟". موضحا أن هذه الحادثة الغريبة هزت الوسط الجامعي وأحدثت تململا لدى الرأي العام "فما أنتم فاعلون عاجلا لاحتواء الموضوع؟". نسرين مومن