أكد الدكتور محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أن هيئته تبنت أفضل مقاربة لاستعادة عافية ومكانة اللغة العربية على جميع مستويات الدولة ومختلف فئات المجتمع، وأخذ على عاتقه مهمة إيصالها إلى المصاف الدولية تماشيا مع مقتضيات العولمة، حتى تتمكن من أن تدافع عن نفسها بنفسها، وتتأهل لاستيعاب جميع علوم العصر. ودعا ولد خليفة في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بمقر المجلس الكائن بشارع فروكلن روزفلت لتقديم المحاور الخاصة بالندوة الدولية التي ستعقد يومي 25 و 26 من الشهر الجاري تحت عنوان '' تحديث اللغة العربية ومستقبلها في سوق لغات العالم ..الراهن والمأمول'' إلى ضرورة إخراج اللغة العربية من تجاوزات الأدلجة، ومن الدوائر والاستخدامات السياسية التي تعمل على إضعافها وتهميشها. هذا وقد قدم ولد خليفة بالمناسبة حصيلة الأعمال الفكرية والأدبية التي سهر عليها المجلس منذ تأسيسه سنة ,1998 حيث سعى بعد سلسلة الاجتماعات التي عقدها أعضاء المجلس مع خبراء في قطاعات مختلفة وحركة المجتمع المدني إلى حصر النقائص والصعوبات التي تعترض عملية استعمال اللغة العربية في الحياة العملية وفي المحيط العام، موضحا أن الإدارة بصورة خاصة تحتاج إلى توحيد المصطلحات بالعربية التي تتعامل من خلالها مع الجمهور، وكذا العمل على تشجيع الأعمال في جميع التخصصات التي تقدم باللغة العربية، كما أعطى المجلس حسب ولد خليفة أولوية خاصة لحركة الترجمة من وإلى اللغة العربية، موضحا أن الوقت قد حان لوضع سياسة وطنية للغات الحية والاستفادة من نتاجها العلمي والتكنولوجي والإبداعي وتوظيفه لصالح التنمية والتحديث في المجتمع. ويذكر أن المجلس الأعلى للغة العربية أصدر بمناسبة مرور عشرية كاملة على إنشائه عددا خاصا من مجلته ''اللغة العربية يشمل حوالي 900 صفحة يضمها مجلد أنيق من الحجم الكبير وموسوم ب ''العربية الراهن والمأمول''.