تنقل الإعلامي أمين مليط بين عدة منابر إعلامية، اعتبرها وهو في بداية مسيرته الإعلامية تجارب لابد منها لتقوية ثقته بنفسه والسير قدما في ميدان بدأ في الجزائر في استقطاب طاقات شبانية كثيرة خاصة بعد فتح ميدان السمعي البصري وبروز عدة قنوات جزائرية سمحت في مدة قصيرة بظهور وجوه إعلامية متميزة تستطيع مقارعة الكبار وتبشر بمستقبل واعد. * تنقلت بين شاشات عدة فضائيات خاصة، منها "البلاد"، "الشروق نيوز" و"نوميديا"، كيف توجز رحلتك هذه؟ – رحلة كانت شاقة ومتعبة لعدة أسباب مهنية وشخصية، لكن رغم ذلك تعلمت خلالها الكثير في ظرف وجيز، وهنا أود أن أفتح قوسا لأقول ولأشير إلى أن القنوات الجزائرية تعاني نقص التكوين والتأطير، بمعنى لا وجود لأصحاب الخبرة في هذا المجال، فالكل يتعلم من صحفيين، مذيعين وتقنيين، كما أن معظم من يعملون بهذه القنوات هم من خريجي جامعة جدد أو ممن سبق لهم العمل في الصحافة المكتوبة، باستثناء بعض الحالات القليلة جدا ممن عملوا من قبل بالتلفزيون الجزائري، من بينهم الأستاذ أحمد مقعاش الذي تشرفت فعلا بالعمل معه في قناة "الشروق"، لذلك فإن أي تطور في مستوى أي من شباب هذه القنوات فهو اجتهاد فردي يحسب لصاحبه. * ما هي أنجح أو أهم اللقاءات التي أجريتها والأحداث التي غطيتها خلال مسيرتك حتى الآن؟ – بالنسبة لي أعتبر نفسي محظوظا جدا، ذلك لأنني وخلال فترة وجيزة تمكنت من محاورة شخصيات سياسية بارزة استفدت منها كثيرا على الصعيد الشخصي، ربما كان أبرزها رئيس حزب الوطن الليبي عبد الحكيم بلحاج، رشيد نكاز، كريم طابو، الأستاذ عبد العالي رزاقي، اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد وعديد الشخصيات الأخرى. تعرف أن ما نسمعه مباشرة من شخصيات كهذه في الكواليس أهم بكثير مما يقولونه على الشاشات أو عبر صفحات الجرائد انطلاقا من واجب التحفظ أحيانا والتكتم لأسباب شخصية أو دواعٍ سياسية أحيانا أخرى، لأنه وكما تعرف ليس كل ما يعرف يقال. * كيف تنظر إلى مستوى الإعلام الجزائري الخاص والعمومي؟ – صراحة لا أعتبر نفسي أهلا لتقييم مستوى الإعلام في الجزائر بحكم أني لازلت في بداية المشوار، لكن أعتقد أن مستوى التلفزيون الجزائري تقهقر كثيرا ولا يليق بمدرسة أنجبت العديد من الإعلاميين الذين تربينا على إبداعاتهم وحضورهم الرهيب في الشاشة، لكن أين هو التلفزيون الجزائري اليوم مما بلغه أشقاؤنا العرب من احترافية؟ – للأسف أعتقد أن التلفزيون صار يتجاهل الكفاءة ويسير بمعيار واحد وفقط ألا وهو الموالاة والمحسوبية، نفس الشيء ينطبق على القنوات الخاصة لكن بدرجة أقل، بدليل أن هذه القنوات التي لم يتجاوز عمر أقدمها الخمس سنوات استقطبت أنظار المشاهد الجزائري مقارنة ب"اليتيمة" التي تجاوز عمرها نصف قرن من الزمن. لكن رغم ذلك هناك محسوبية في القنوات الخاصة، ورغم أننا لا زلنا بعيدين عن الاحترافية التي أعتقد أنه من الصعب إن لم يكن مستحيلا أن نبلغها يوما بحكم غياب ثقافة الاستثمار في العنصر البشري بدلا من البزنسة من أجل الحصول على الإشهار، إلا أن القنوات الجزائرية الخاصة وحتى قنوات التلفزيون الحكومي تزخر بطاقات شابة لم تنفجر كما ينبغي فقط لأنها لم تجد المناخ المناسب لذلك. * ما رأيك في بروز واستفحال ظاهرة ما يعرف بالتجوال الإعلامي في القنوات الجزائرية؟ – هذا التجوال هو نتيجة حتمية للفوضى الذي تسير بها وتتخبط فيها هذه القنوات، مشكلتنا هي مشكلة ذهنيات وعقليات تسير هذه القنوات تكرس الرداءة وتهمل الكفاءة، إذ كيف يعقل أن نرى أحمد مقعاش دون عمل ومدني عامر لا يعمر على رأس إدارة قناة إلا أشهر معدودات !!!. التجوال لن يتوقف مادام أصحاب هذه القنوات لا يفكرون في الاستثمار في الكفاءات الشابة والاستفادة من ذوي الخبرات كما يجب على الأمد البعيد. * من يعجبك من الإعلاميين الجزائريين والعرب؟ – هناك عديد الأسماء التي يمكنني أن أذكرها على سبيل الذكر لا الحصر طبعا جمال ريان، رشا قنديل، يسري فودة، طوني خليفة، غادة عويس، لخضر بريش، بلال العربي …إلخ. لا أتابعهم باستمرار لكن كلما أتيحت لي فرصة متابعتهم لا أفوتها، أحترم احترافيتهم ومعجب بأسلوبهم، أقول معجب بالأسلوب بعيدا عن توجه القنوات التي يعملون بها. * ما الذي يطمح إلى تحقيقه أمين مليط على الصعيدين المهني والشخصي؟ – طبعا أطمح للأحسن، أطمح للعمل بقناة دولية حتى أتطور أكثر، حتى أحظى بفرصة إخراج النفس الثاني، على الصعيد الشخصي الاستقرار المهني بإحدى القنوات المحترمة أكيد سيكون القاعدة والأساس من أجل التفكير في أشياء أخرى على الصعيد الشخصي. * ما رأيك في جريدة "الحوار" وما تقدمه للقراء والمشهد الإعلامي؟ – جريدة الحوار جريدة محترمة بما تقدمه من مادة إعلامية تعكس المستوى الراقي لصحفييها الشباب، يكفي أنها صنعت لنفسها اسما مهما ودورا هاما في المشهد الإعلامي الجزائري خلال فترة وجيزة. * كلمة أخيرة.. – كل الشكر لك سمير، تحياتي الخالصة لمدير يومية "الحوار" الجزائرية الإعلامي محمد يعقوبي، وكذا صحفيي وعمال الجريدة وقرائها الكرام. حاوره: سمير تملولت