* نناشد رئيس الجمهورية رفع الشروط التعجيزية لقانون الانتخابات * ترشح الوزراء لا يخيفنا.. والتحالفات صعبة التطبيق ميدانيا * مشاركتنا استجابة لنداء الوطن وحتى نفوت الفرصة على أعداء الجزائر
يخوض رئيس الحزب الوطني الجزائري ومهندس مجموعة ال20، يوسف حميدي، في الرهانات التي تنتظر الأحزاب في التشريعيات المقبلة، خاصة أمام قانون الانتخابات الجديد الذي يفرض كما قال شروطا "تعجيزية"، خاصة فيما يخص إجبارية جمع التوقيعات، التي تعد "اهانة" للإصلاحات السياسي، كاشفا أن الهيئة الوطنية للأحزاب السياسية تعمل رفقة الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، على ازالة هذه العقبات، مبديا حسن نيته في عبد الوهاب دربال وهيئته. بالمقال، تطرق محدثنا في لقاء مع "الحوار"، إلى التحالفات الجارية في الساحة السياسية بين الأحزاب، قائلا إنها تبقى ورقة محتملة، لكن تحقيقها سيكون جد صعب في الميدان، كما يشدد أن ترشح الوزراء لهذا الموعد التشريعي "لا يخيفنا"، خاصة اذا كانت العملية الانتخابية نزيهة.
* قررتم المشاركة في تشريعيات الرابع من ماي المقبل؟ لماذا؟ نعم قررنا المشاركة في تشريعيات ماي 2017، والاستجابة لنداء الوطن ككل مرة حتى نفوت الفرصة على أعداء الجزائر، لكن الظاهر أن هناك أياد خفية متوغلة في عدة أجهزة لكسر كل ما هو أمل في الجزائر وإحباط مجهود إصلاحات السيد رئيس الجمهورية المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، وأكبر دليل على ذلك هي العقبات التي يوجهها ممثلوها في اغلب الولايات، لكسر إرادتهم وإفشالهم حتى لا يشاركوا في بناء الجزائر، ويبقى الجو فارغا وبدون منافسين شرفاء، لكن عزيمتنا قوية ولا تكسر لأننا احفاد من حرروا ارض الشهداء، مستعدون ان نضحي بالغالي من اجل الجزائر، فهذه رسالة نوجهها لمن يظنوا أنهم سيكسرون عزيمتنا، كل ما جاء في القانون العضوي للانتخابات نسج بدون مشاركة الأحزاب السياسية، ولم يخطوا نفس خطوات مشروع الدستور، الذي جاء مدعما للحريات وحقوق الانسان والتنافس الشريف وبالمناصفة بين كل المواطنين، فكيف نطلب من المواطن ان يدلي بصوته علنيا عبر استمارات فرضت علينا بدون حق، والمادة 34 من القانون العضوي للانتخابات تأكد ان التصويت شخصي وسري، وأن الحياة الشخصية للمواطن وسرها مضمونة دستوريا، وندعوه مرات أخرى ليصوت سريا يوم الاقتراع، فهل هذا منطق قانوني، وهل هذه هي النصوص التي جاءت مدعمة للحريات وحرية الفرد وحقوقه الدستورية، نعم كل هذه العراقيل والطاقم الحكومي يدعو المواطن أن لا يبخل بأداء واجبه الانتخابي في التشريعيات، يا سبحان الله ينهون عن منكر ويأتون مثله، وفاقد الشيء لا يعطيه، والحديث قياس.
* أين وصلت تحضيراتكم لهذا الموعد؟ تحضيراتنا مرتبة على إرادة الإدارة، فإن كانت هناك إرادة سياسية حقيقية لإنجاح الانتخابات التشريعية، فنحن جنود للواجب الوطني، وإن كان غير ذلك فسوف لن نشارك في مهزلة من مهازل التاريخ السياسي ونحمل المسؤولية الكاملة لأصحاب هذه المهزلة.
* ماذا عن ضبط القوائم، وكم عدد الولايات التي ستشاركون فيها؟ السؤال مرتبط بالجواب السابق، وعدد الولايات التي ننوي المشاركة فيها تترتب على الشروط الإعجازية والعقبات، فإن تدخل القاضي الأول للبلاد السيد رئيس الجمهورية شفاه الله ووصفنا كأحزاب ناشئة، وهذا ما نتمناه، فسوف تكون مشاركتنا قوية في معظم الولايات وسنرفع من نسبة المشاركة، وإن لم يكن ذلك فلسنا مسؤولين على العزوف والنتائج الخارجة عن إرادة الشعب.
* أنتم معنيون مثل الكثير من الأحزاب بجمع التوقيعات، كيف تتعاملون مع هذا الشرط، وهل تواجهون صعوبات في ذلك، خاصة أمام عزوف المواطنين على الفعل الانتخابي، والشروط "التعجيزية" التي تحدثت عنها؟ جمع التوقيعات هو إجبار فئة من المواطنين للاقتراع علنيا، وهذا أمر غير دستوري، ولن يقبله أي مواطن لأن معظم الناس أصبحوا لا يثقوا في أحزاب السلطة، ولن يشاركوها هزائمها لأن معظم وزرائها اثبتوا فشلهم في عدة مجالات، وفرض التوقيعات يعد إهانة في حق الإصلاحات السياسية التي جاء بها السيد رئيس الجمهورية، ونحن نعمل في الهيئة الوطنية للأحزاب السياسية رفقة الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، نعمل على إزالة العقبات التي تعد جريمة في حق الديمقراطية والحريات، وسنصل الى تحقيقها ان شاء الله في المستقبل القريب، وسينعكس كل شخص كان السبب في وضعها ليقطع الطريق على الشباب والنخبة الجزائرية، فالمكر السيء لا يحيق إلا بأهله، وسينصفنا الله سبحانه وينصرنا على كل من خان أمانة الشهداء.
* ما هو موقفكم من هيئة عبد الوهاب دربال، وهل ترون أن بإمكانها تحقيق انتخابات حرة وشفافة أمام "هيمنة" الإدارة؟ الهيئة هي سيدة، ولا نستطيع الحكم عليها مسبقا، ورئيسها السيد عبد الوهاب دربال رجل مناضل وشخص نزيه وخبير في القانون، ولنا فيه كل الثقة، واختيار السيد رئيس الجمهورية كان صائبا، وقد ثمنا هذا الاختيار وساندناه، ومعظم الأشخاص المقربون منه نعرفهم ويعدون من الكفاءات الوطنية، ونتمنى لهم كل التوفيق، ونحن سنعمل معها لإنجاح هذه المهمة.
* الساحة السياسية عرفت في الآونة الأخيرة تشكيل تحالفات انتخابية، خاصة في معسكر الإسلاميين، البعض رحب، والأخر يرى أنها تحالفات ظريفة؟ ما هو موقفكم منها؟ التحالفات تبقى ورقة محتملة، لكن تحقيقها سيكون جد صعب مع بعض الأحزاب، ولا نزكي على الله احدا، فيمكن ان تكون ظرفية او دائمة، يبقى الامر يترتب على أصحابه، والوقت سيكشف لنا كما كشف من قبل أوراق احزاب المعارضة، التي لم تتخندق معها لأننا نعرف خلفيتها مسبقا، فنحن مناضلون وسنبقى نناضل من اجل تحسين ظروف المعيشية للمواطن، وصيانة كرامته وتحسن نمط حياته وترقيته في كل الظروف.
* ما رأيكم في ترشح بعض الوزراء، وهل تعتبرون هذا أمرا منصفا للمترشحين الآخرين؟ تعودنا على هذا الأمر في كل المناسبات، ونحن لا يخيفنا ترشح أي وزير لأن هناك من يستحق بجدارة العودة للطاقم الحكومي، وهناك من يجب ان يحفظ ماء وجهه، لكن بكل أسف، هناك من لا يبالي بحفظ ماء الوجه او سمعة أهله، والمهم عنده المنصب وفقط، وحديث سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام يبين لنا في قول: ان لم تستحي فصنع ما شئت، والحديث قياس.
* بعض أحزاب المعارضة أعلنت استعدادها للمشاركة في الحكومة، على ضوء هذا هل يمكن أن نرى قيادات من تشكيلتكم في الحكومة المقبلة اذا تم عرض ذلك عليكم؟ من المفروض ان كل حزب له طموح للوصول إلى السلطة، فمن قال ذلك فهو إما كاذب أم لا يعرف ماذا يفعل، فكل سياسي يطمح أن يشارك في الجهاز التنفيذي لترجمة برنامج حزبه على أرض الواقع ويساهم في بناء الوطن، وإنما الأعمال بالنيات، ولكل مرئ ما نوى.
* كيف تتوقعون نتائج التشريعيات المقبلة؟ أمة محمد صَلى الله عليه وسلم لا ينقطع فيها الأمل، ويبقى قائما إلى يوم الدين، فنحن مستبشرون خيرا بتوكلنا على الله وعزيمتنا في التغير للأفضل، وأملنا قائم ومبني على أسس متينة، فنتائجها الذي سيظفر بها جنودنا أكيد سنرضى بها، لأنا لا نقبل الا الأصوات التي يعطيها الشعب لقوائمنا، اما النتائج التي يُزعم من يزرعون اليأس والاحباط في نفوس المواطنين، أكيد أننا لا نقبلها ولا يقبلها اأي مواطن شريف لا يقبل الباطل ويناضل من اجل الحق والعدالة الاجتماعية. وأدعو الشباب العازف والنخبة العازفة ليقتحموا المجال السياسي ويعملوا معنا لنغير مستقبل بلدنا الغالية بأيدينا بتوكلنا على الله وحده، لأن الله سبحانه يقول في كتابه الحكيم بعد بِسْم الله الرحمن الرحيم "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسم" صدق الله العظيم، فتعالو نضع اليد في اليد لنغير معا مصيرنا ومستقبل ابنائنا ونحقق رسالة الشهداء الذين وهبوا أنفسهم لنعيش احرارا في وطننا الغالي، وخير ما اختم به هو كلام الله "و قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" صدق الله العظيم، والله يحفظ وطننا الغالي من مكر الماكرين. حاوره: نورالدين علواش