قال الشيخ علي عية، إمام جامع المسجد الكبير، إن حكم احتكار المواد الغذائية الضرورية في المجتمع على غرار البطاطا التي وصل سعرها في بعض الأسوق إلى 100 دج، حرام في الإسلام، داعيا إلى ضرورة توقف المحتكرين عن هذه السياسة غير الشرعية والتي تتنافى مع ديننا الحنيف، مؤكدا انه من حق القاضي إخراج البطاطا من المحتكرين، لكن بشروط. * كيف تعرفون الاحتكار؟ الاحتكار أو ما يطلق عليه اسم الاحتباس، هو شراء ما يحتاجه الناس من الضروريات، سواء كان طعاما او ملبسا او غيره من الاشياء، التي يحتاجها الناس في حياتهم اليومية. * ما حكم الاحتكار في الدين الإسلامي؟ الاحتكار حرام فيما يتعلق بكل ما يحتاجه الناس من أطعمة وشراب وملابس وحتى مراكب تكون نادرة في السوق من خلال شراء ما هو موجود في السوق وإخلاء السوق من الضروريات ووضعها في مستودعات، حيث قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لما تولى الخلافة "لا احتكار في أسواقنا" مما يحتاجه الناس في أسواق المسلمين فلا يجوز احتكارها، إلا إذا كانت موجودة في السوق وليس للناس حاجة إليها. أما إذا كانت متوفرة في السوق فلا ضير من إخفائها في المستودعات. * ما هي الخطوات الواجب اتخاذها نحو المحتكرين؟ أفتى الفقهاء قديما وحديثا أن يستدعي قاضي البلاد من يحتكر ويحتبس الناس أرزاقهم، كما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه "هذه أرزاق ساقها الله عز وجل لنا، فكيف انتم أن تحبسونها عن أكلها وشربها"، واليوم يجب على القاضي أن يلزم المحتكر لما احتكر للسوق، وإذا بغى وتماطل وأبى حسب مذهب ابن مالك في الموطأ، يعمل القاضي على تعيين قواه ممن يخرجون هذه الأشياء ونحن نتحدث عن البطاطا اليوم ويعرضوها للبيع في السوق، لكن هناك شرطا لا بد للقاضي أن يعمل به وهو المحافظة على رأس مال الأصل لصاحبه والفائدة لصاحب السلعة، أي لا ضرر ولا ضرار، فإذا قام القاضي بإفراغ مستودعات البطاطا فهنا تم رفع الضرر على المواطنين الذين يحتاجون للبطاطا وتكون متوفرة بالأسعار المعقولة، وأيضا رفع الضرر عن المحتكر للبطاطا من خلال المحافظة على رأس مال صاحب البطاطا. * ما هو جزاء المحتكرين شرعا؟ إن جزاء كل محتكر للبطاطا التي تعتبر قطن بلادنا، إذ وصل سعرها اليوم 100 دج بسبب سياستهم الاحتكارية في السوق، وهو السعر الذي يجعل المواطن البسيط عاجزا عن شرائها، خاصة ان البطاطا تعتبر منتوجا ضروريا للأطفال والفقراء وللأشخاص المحتاجين في المجتمع، كما قالها سيدنا عمر بن الخطاب رضوان الله عنه "يموت بمرض الجثام ويموت فقيرا جدا، ليمحق الله هذا الربح" وفعلا عندنا في الكتب الفقهية نجد كثيرا من الوقائع الحقيقية التي حصلت مع المحتكرين الذين قاموا باحتباس ما يحتاجه الناس وهم مرضى بالجثام، وإن مصيرهم في الأخير هو الفقر. * ما هي رسالتك للمحتكرين إذن؟ أقول لكل الناس الذين يحتكرون البطاطا ويرفعون بها الأسعار، إن هذا الأمر لا يجوز، فقد حرم الإسلام الاحتكار، وهي كلمة كبيرة تلزم الجميع بالتوقف عن ذلك وإخراج البطاطا إلى السوق ليستفيد منها الناس. حاورته: زهرة علي