أدخلت المشاروات التي يقوم بها الوزير الأول عبد المالك سلال مع الأحزاب حول الحكومة المقبلة، المعسكر الإسلامي في تناقضات كبيرة ومواقف متباينة، بين رافض للمشاركة وبين مؤيد لها، حيث دخل كوادر هذه الأحزاب في حرب تصريحات معلنة وخفية، وتشكيك كل طرف في نية الآخر، وهو ما حدث بين حسن عريبي الذي قال بصريح العبارة إن مصادر أبلغته أن جهات رسمية تتحرك من أجل منح بعض المقاعد لأحزاب، منها فصيل إسلامي بعد أن التقى سلال من أجل مشاروات الحكومة، الأمر الذي فهمته حمس على أن عريبي يقصدها. ونشر المكلف بالإعلام في حركة مجتمع السلم، على صفحته الرسمية، أمس، ردا صريحا، على حسن عريبي دعاه فيه إلى الاهتمام بحركته وترك حمس لمناضليها و مؤسساتها قائلا: "إلى حسن عريبي.. اهتم بشؤون حزبك واتحادك، ودع حركة مجتمع السلم لمناضليها ومؤسساتها، والجزائريون يعلمون من يفاوض فوق الطاولات وتحتها". هذا التصريح المتأتي من حمس أثار حفيظة حسن عريبي الذي أكد ل"الحوار" أمس: "لما قلت إن بعض التيارات والفصائل الإسلامية التي شاركت في الانتخابات تتفاوض مع السلطة من أجل منحها بعض المقاعد البرلمانية كي تشارك في الحكومة، وهذا صحيح، لم أسمي لا حركة مجتمع السلم ولا حركة أخرى، وما دام حركة مجتمع السلم قد تنبأت وردت بهذا الرد فإنني أعتقد أنه فعلا أرادت أن تبرر وجود اتصالات سرية بينها وبين الحكومة من خلال ردة فعل مكلفها بالإعلام، لأنني لم اسمي في منشوري حركة مجتمع السلم، وهو تورط بنفسه، لما رأى ما كتبت، في قناعتهم ومن معهم أنهم يريدون الدخول في الحكومة من خلال رده علي، أنا لم أذكر حركته"، ليشدد قائلا: "حينما تحدثت عن بعض الفصائل لم أعمم، ولم أذكر حمس، ولم أقل حركة البناء، ولم أقل حركة النهضة، فهذا دليل على وجود اتصالات بين حمس والحكومة". وعن تباين موقف الاتحاد من اجل النهضة والعدالة والبناء، حول المشاركة في الحكومة من عدمها، خاصة أمام إبداء حركة البناء نيتها في المشاركة، وخروج الشيخ عبد الله جاب الله للعلن وتأكيده انه لن يشارك وإن اتصل به عبد المالك سلال فإنه لن يرد عليه، بداعي أن الانتخابات المنصرمة شابها الكثير من التجاوزات :"الاتحاد دخل في تحالف استراتيجي، ولكن هذا التباين لا يؤثر على التحالف ولا يؤثر على الوحدة الاندماجية المرتقبة، وهذه الطبيعة في السياسة، أن الإنسان يمشي وفق مصالحه، والسياسة مبنية على المصالح، ولا حرج في تباين هذه المواقف، ولا حرج كذلك في أي فصيل يبدي موقفه سواء في المشاركة أو عدمها".
* الشعب سينبذ الأحزاب الإسلامية التي تشارك في الحكومة.. وحول موقف جبهة العدالة والتنمية من المشاركة في الحكومة، وإن كان تصريح رئيسها عبد الله جاب الله نافذا ونهائيا أم أن لمؤسسات الحزب رأي آخر، شدد محدثنا قائلا: "طبعا، على أي قاعدة نشارك في الحكومة، وهذا البرلمان ثبت أنه مبني على انتخابات غير نزيهة، فكيف بنا نشارك في حكومة أفرزتها انتخابات فاقدة للشرعية والمشروعية، ولذلك نحن لا نشارك في الحرام". وفي الوقت الذي أكد حسن عريبي أن حركته لن تشارك في "الحرام" أبدت الكثير من الأحزاب الإسلامية نيتها في المشاركة في هذه الحكومة، أضاف قائلا: "الذي يشارك في الحكومة المقبلة سيكون منبوذا من قبل الشعب الجزائري، وهو بذلك دخل في مهاترات سياسية لا حد لها، ومن ثمة فهو يشارك في الحرام". وكان حسن عريبي قد أكد في منشور له على صفحته الرسمية الفايسبوك، أن جهات نافذة أبلغته أن جهات رسمية تتحرك من أجل منح بعض المقاعد لأحزاب منها فصيل إسلامي بعد أن ألقى سلال من أجل مشاروات الحكومة: "أبلغنا بأنّ جهات رسمية تتحرك من أجل منح بعض المقاعد لعدة أحزاب يتقدمهم حزب إسلامي لتشكيل كتلة سياسية، وذلك بعد دخولها في مفاوضات مع حكومة سلال من أجل المشاركة في الحكومة".