العاصمة تتصدر قائمة المترشحين المقصيين بسبب الغش والتأخير عرف امتحان شهادة البكالوريا دورة رمضان الكثير من نقاط الظل التي تتقاطع من الإجراءات الاحترازية التي أقرتها وزارة التربية الوطنية، ولعل أبرزها وجديدها هو العدد الكبير من الإقصاءات والغيابات وسط المترشحين المتمدرسين والأحرار على حد سواء، وهو ما أسال الكثير من الحبر حول واقع يكاد يصبح مسلما به من طرف الأولياء الذين يدافعون عبر كل المنابر عن تصرفات أبنائهم اللامسؤولة، ضاربين رهان الوصاية في رفع المستوى والعودة إلى مدرسة الجودة عرض الحائط. وكشفت في هذا الشأن مصادر من وزارة التربية الوطنية، أن عدد المترشحين الأحرار والنظاميين الذين تم إقصائهم خلال دورة بكالوريا جوان 2017 قد بلغ 8396 تلميذ، وتظهر وثيقة لإحصاءات التلاميذ المقصيين تحوز "الحوار" على نسخة منها 3308 من المتمدرسين، وكانت ولاية الجزائر العاصمة على رأس القائمة، تليها ولاية وهران و5088 بالنسبة للأحرار، وكانت ولاية الجزائر العاصمة في الصدارة ب 466 مقصي، تليها الأغواط وأم البواقي على التوالي. فيما بلغ عدد المتمدرسين الذين اجتازوا امتحانات البكالوريا 482.695 تلميذ "فقط" من بين 761.701 مسجل لهذا الامتحان على المستوى الوطني، وأضاف نفس المصدر أن نسبة الغيابات في امتحانات شهادة البكالوريا عند المتمدرسين بلغت 2.04 بالمائة، أما فئة الأحرار فقد وصل عدد الغيابات إلى بنسبة 34.51 بالمائة، وهو ما يعادل مجموع 279006 مترشح. من جانبه، قال مدير الدراسات بوزارة التربية مولود بولسان أن نسبة المترشحين المتمدرسين المتغيّبين والمتأخرين عن موعد امتحانات البكالوريا قد بلغت 2 بالمئة خلال دورة جوان 2017، في حين تمّ ضبط أكثر من 440 مترشحا في حالة غش خلال الأيام الأربعة الأخيرة من الامتحان. وأوضح المتحدث أن الحكومة اتخذت كل الإجراءات لضمان وصول المترشحين المتمدرسين في الوقت المحدد إلى الامتحان، واصفا تأخر المترشحين المتمدرسين عن امتحان البكالوريا ب"غير المقبول" لا سيما أن توزيعهم على مراكز الإجراء على مستوى الولاية تم بطريقة مدروسة أخذت بعين الاعتبار مكان إقامتهم، فيما اعترف بإمكانية وصول المترشحين الأحرار متأخرين نظرا لبعد المسافة بين مقر سكناهم والمراكز التي تم توجيههم إليها. وبخصوص حالات الغش في الامتحان، أكد نفس المسؤول أن 441 مترشحا للبكالوريا ضبطوا في حالة غش، مؤكدا أنه سيتم تطبيق القانون تجاه كل مترشح ضبط متلبس وبحوزته وسائل الغش، مذكرا بتحذيرات وزيرة التربية الوطنية في هذا الشأن والعقوبة التي تتمثل في إقصاء 5 سنوات بالنسبة للمترشحين النظاميين و10 سنوات بالنسبة للأحرار. هذا وفي انتظار أن تغلق وزارة التربية الوطنية الفصل الأخير من فصول الامتحانات الرسمية بإعلان نتائج شهادة التعليم المتوسط يوم 27 جوان وامتحان البكالوريا 15 جويلية، ستشرع مصالح الوزارة في التحضير لامتحان شهادة بكالوريا 2018 بداية من شهر جويلية القادم، وسط ترقب كبير لما ستحمله الدورة القادمة من مفاجئات لا سيما وأن التركيز واقع على تقليص أيام الامتحان إلى ثلاثة أيام، وتغيير محتوى المواضيع من الجانب البيداغوجي من خلال إقرار أسئلة مرتبطة بالفهم بدل الحفظ لمواجهة كابوس الغش. وكانت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت قد أكدت في وقت سابق بأن هذه الامتحانات مهمة للغاية باعتبار أنها تثبت المستوى الحقيقي للتلميذ وليس من أجل الحصول على شهادة ورقية، مؤكدة أن هدف القطاع هو العودة إلى مدرسة جودة خلال سنتي 2019 و2020، مشددة على أن الإجراءات الأمنية التي اعتمدتها الوزارة لتأمين أسئلة امتحان شهادة "الباك" كانت بهدف تحقيق تكافؤ الفرص خلال الامتحان، وهو ما يعكس إرادة السلطات في إضفاء مصداقية أكثر على هذه الامتحانات المصيرية، والتي يجب أن تتحلى بصفة الشفافية والمصداقية. نسرين مومن