أثارني أحد طلاب الدراسات العليا بأحد المواضيع التي يريد أن يشتغل عليها في بحثه حول (الأخبار الخاطئة في شبكات التواصل الاجتماعي) والحقيقة أن شبكات التواصل الاجتماعي تحمل بمرور الدقائق حتى لا أقول الثواني كما هائلا من أخبار الحوادث في كل بقاع العالم، وللأسف أصبحت هذه الشبكات مرتعا لكل من هب ودب أن يفشي بأخبار وأسرار وفي مواضيع عظام تهم العام وتحدد مصير شعوب وأمم وحتى في أمور الدين وخصوصيات فقهية..ونسبة مايكتب يحمل في طياته كذبا وبهتانا وأخبارا خاطئة ومغلوطة، طعن في هيئات ومؤسسات وأشخاص بصور مفبركة (وممنتجة) بطريقة ذكية جدا، حيث أسقطت في فخها ليس عامة الناس فقط بل من مثقفيها وحتى من أسرة الإعلام والطامة الكبرى أن تجد وسائل إعلام يرمز لها بالبنان تعيش على تغذية برامجها على اختلافها أنواعها على تلك الأخبار المغلوطة والمكذوبة..إما جهلا بأدوات التمحيص والتدقيق والتحري أو تعمدا خدمة (لأجندات) سياسية واقتصادية وأمنية. كنا بالأمس القريب نتحدث عن التعتيم الإعلامي والغلق فأضحينا اليوم نعيش تدفقا إعلاميا فاق التصور قائم على الإشاعة والدعاية والطعن، حيث طغى الاستهزاء والتهكم والسخرية في يوميات الجد في حياتنا. الشاهد في هذا المقام يجب التحري في النقل والمشاركة والإعجاب فيما ينشر فبعضها يخدم الغير الذي هو في الأخير لايكون إلا عدوا وليس غير ذلك في وجهه الجديد.