لست مختصا في الأمازيغية وما يهني هو التراث فقط اوضح المؤرخ محمد ارزقي فراد ان كتابه الاخير "ابو القاسم سعد الله والامازيغية: من الاجحاف الى الانصاف" ليس له علاقة بالأمازيغية، وإنما جاء بعد وفاة الرجل، متساؤلا في السياق ذاته ان كان لموقفه من الامازيغية علاقة بتأسيس المحافظة السامية للأمازيغية عام 1994.
* قدمت في آخر أعمالك "أبو القاسم سعد الله والأمازيغية: من الإجحاف إلى الإنصاف" موقف شيخ المؤرخين من الأمازيغية.. حدثنا عن الكتاب؟ أبو القاسم سعد الله قامة في الفكر والثقافة الجزائرية، ومن سمات الباحثين الكبار أنهم يراجعون مواقفهم عندما يقتنعون بضرورة ذلك، وسعد الله راجع موقفه حول القضية "اللغة الأمازيغية وترسيمها"، حيث غير رأيه ابتداء من عام 1994 بعدما كان يدعو إلى وحدة اللسان. شيخ المؤرخين نتيجة للتدافع والحراك الذي كان موجودا في الساحة واطلاعه على ما أنتجته الامازيغية، أدرك ان هناك ارثا إسلامي بلسان امازيغي، بالإضافة الى عوامل أخرى جعلته يراجع موقفه، فدعا إلى ضرورة تأسيس هيئة علمية تتكفل بالأمازيغية في الجزائر وشمال إفريقيا ككل. وفي عام 1994 كان هناك إضراب "المحفظة" من اجل تدريس الأمازيغية في المدرسة الجزائرية، وهو نفس العام الذي تأسست فيه المحافظة السامية للأمازيغية، وهنا اتساءل: هل أخذت الدولة برأي ابو القاسم سعد الله رحمه الله؟ وهل سعد الله هو الذي اثر في قرار إنشاء المحافظة؟
* الكتاب صدر مباشرة بعد ترسيم الامازيغية.. لماذا اخترت هذا التوقيت؟ الكتاب عنده علاقة بوفاة المؤرخ ابو القاسم سعد الله، حينها طلبت مني احدى الجرائد كتابة مقال عنه فاخترت هذه النقطة لتكون موضوع الكتاب، وجمعت كل النصوص التي كتبها شيخ المؤرخين عن الامازيغية في عمل واحد، وتزامن ذلك مع ترسيم الامازيغية في الدستور كلغة وطنية الى جانب العربية.
* بعد حوالي عام من ترسيم الأمازيغية.. كيف تراها؟ انا كمؤرخ اقول ان الجهود التي أضاعتها أجيال وأجيال لا يمكن استرجاعها الا بنشاط اجيال وأجيال اخرى، لهذا الامازيغية اليوم تحتاج الى جهود، وعلينا ان لا نتسرع، وقد أكون مخطئا في رأيي. ترسيم الامازيغية هو كسر الطابو وإلغاء للإقصاء وإنهاء للتشنج الذي كان قائما بين انصار الامازيغية وخصومهم.. والآن يفتح لنا مجال البحث العلمي، ولترقيتها يجب بذل جهود كبيرة لا يمكن للفرد ان يقوم بها بمفرده. الآن نحن الحمد لله الامازيغية لم تعد في الهامش، لم تعد مقصية، وباب البحث مفتوح، وترقية الامازيغية يحتاج الى تظافر الجهود.
* كل أبحاثك حول التراث الأمازيغي بالعربية.. هل ستكتب مستقبلا بالأمازيغية؟ لست متخصصا في اللسان الامازيغي، أنا مؤرخ وأهتم بالجانب الثقافي الامازيغي، اكتب باللغة العربية التي تعلمتها، أما قضية اللسانيات فهذا شأن آخر لست ملما به.. لست متخصصا في اللغة الامازيغية، وما يهمني الثقافة الامازيغية، واعتبر أن اللسان الامازيغي أداة للحفر في الماضي، وأقصد تاريخ شمال افريقيا، ولا بد ان يملك المؤرخ اللغة الامازيغية لفهم هذا التاريخ. حنان حملاوي