أظهرت الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات المتعلقة بحصيلة ضحايا المولد النبوي الشريف تزايدا مستمرا في نسبة الإصابة بالحروق خلال السنوات الثلاث الأخيرة بحوالي 20 حالة، ما يؤكد تفاقم خطورة الألعاب النارية المسوقة بالجزائر إلى درجة تسببها في حروق من الدرجة الثانية لما يتجاوز عددهم 75 مراهقا تقل أعمارهم عن 15 سنة. كشف تقرير لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تلقت ''الحوار'' نسخة منه متعلق بحالات الإصابة بالحروق خلال الاحتفالات بالمولد النبوي والتي استقبلتها العيادة المركزية للمحروقين منذ سنة 2006 أن غالبية الإصابات كانت عبارة عن حروق عميقة من الدرجة الثانية مست كل الفئات العمرية دون تمييز مع تسجيل النسبة الأكبر لدى الفئة الأقل من 15 سنة. 60 محروقا السنة الماضية استقبلتهم العيادة تلقى غداة الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف السنة الماضية 60 شخصا العلاج اللازم على مستوى العيادة المركزية للمحروقين الكائنة بشارع باستور بالعاصمة، حسب ما ورد في تقرير وزارة الصحة. وقد فصل ذات التقرير الحالات على النحو التالي 38 شخصا تتراوح أعمارهم بين السنة وال 15 سنة، 19 آخرين بين 16 و30 سنة، وبالنسبة للفئة التي تتجاوز 31 سنة فقد تم تسجيل إصابة 3 أشخاص فقط، غادروا جميعهم المصلحة بعد تلقيهم الإسعافات الأولية مع ترددهم الدوري لفحص مدى تطور حالتهم الصحية خاصة وأن حروقهم كانت عميقة. وكانت نفس المصلحة قد سجلت في 19 ,2006 حالة من الفئة الأولى و16 من الثانية، و9 بالنسبة لمن فاقوا 31 سنة وهي الأرقام التي عرفت تراجعا طفيفا سنة 2007 بتسجيل حسب الفئات المذكورة على التوالي ,6 ,19 و 10 حالات لدى البالغين. ولم يتوقف التقرير عند تقديم أعداد المصابين وحسب وإنما أورد وبالتفصيل أنواع الألعاب النارية المتسببة فيها فكانت أسباب إصابات 2006، 39 مفرقعة، 3 ألعاب نارية مصدرة للألوان من النوع المستعمل في الملاعب، لعبة نارية واحدة ملونة ومصدرة للأشكال عند إطلاقها في السماء، وشمعة واحدة. بينما كانت المفرقعات السبب الأول وراء الإصابة بالحروق سنة 2008 ما يفسر تراجعا نسبيا في عدد الإصابات لتعاود قائمة المسببات الاتساع السنة الماضية بتسجيل 50 مفرقعة، 4 ألعاب نارية مصدرة للألوان من النوع المستعمل في الملاعب، صاروخ ناري، 4 شموع، وسلك حديدي ناري، حيث أدت هذه الألعاب جميعها إلى إصابة حوالي 140 شخص بحروق خلال 3 سنوات تلقوا علاجهم بالعيادة، وما خفي كان أعظم على مستوى باقي المصالح الاستشفائية. وحالات أخرى سبقت احتفالات هذه السنة تسببت الأجواء التي تسبق احتفالات المولد النبوي هذه السنة هي الأخرى في إصابة بعض الأشخاص بحروق طفيفة لم تستدع نقلهم إلى العيادة المركزية للمحروقين أو حتى توجههم إلى أقسام الاستعجالات، ما لم يسمح لنا بالحصول على الحصيلة الأولية من المصالح المعنية. فقد حول بعض الشباب الألعاب النارية وخاصة المفرقعات منها وسيلة للهو في الشارع والتسلية بإرعاب الناس وتحديدا النساء والفتيات بإلقائها بين المارة في الشوارع المكتظة، متسببين بذلك في بعض الحروق الخفيفة لهن، وهم مستمتعون بحالة الذعر التي يخلقونها وسطهن، ولعل تلك الشابة التي تعرضت لحروق على مستوى الرجل الأسبوع الفارط بشارع حسيبة بن بوعلي خير دليل على ذلك. يبقى هذا يحدث على الرغم من التحذيرات المتتالية من كافة الجهات الرسمية كوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، ومدرية الحماية المدنية من استخدام هذه المفرقعات، إلا أن ذلك لم يحد أبدا من انتشار هذه الظاهرة وتوسعها.