قال أبو جرة سلطاني إن منتداه للوسطية الذي أسسه قبل أسابيع رفقة نخبة من الشخصيات التي تنتمي الى كل التيارات السياسية، مفتوح للجميع، عكس ما ورد أمس على صفحة جريدة وطنية “لا مرحبا ببن حاج”! وفِي هذا السياق، قال سلطاني إنه تكلم هاتفيا أمس مع علي بن حاج، وأوضح له أنه غير مسؤول عن هذا العنوان، وأنه يحترم قناعات وخيارات بن حاج، ولا يمكن أن يصدر منه هذا الكلام، وأن منتدى الوسطية لا يمكن ان يقصي جزائريا له حق المواطنة، بل يدخل في صلب أهداف المنتدى التقريب بين الجزائريين باحترام قناعاتهم وخياراتهم وتوجهاتهم. وفِي نفس السياق، أكد الروائي رشيد بوجدرة استعداده للانضمام الى منتدى الوسطية الذي أسسه ابو جرة سلطاني ويضم شخصيات من مختلف التيارات السياسية، ويعتبر انضمام بوجدرة الى منتدى الوسطية حدثا مهما بالنظر الى القناعات السياسية والدينية التي يحملها بوجدرة، والتي تبدو مناقضة تماما لتلك التي يحملها ابو جرة سلطاني، الا ان صداقة الرجلين ربما ساهمت في تقريب المسافات الايديولوجية المتباعدة، إذ يعرف عن بوجدرة تصريحاته المتتالية حول الالحاد وموقفه من الاسلام السياسي، ما يجعل انضمامه الى منتدى الوسطية يخلق جدلا كبيرا في الساحة السياسية، وقال سلطاني ان منتداه للوسطية فضاء رحب لتعايش وتسامح الجزائريين على اختلاف تياراتهم وسيشكل على مدار المرحلة القادمة صمَام أمان لردم الهوة بين مكونات الجزائر المتنوعة سياسيا وثقافيا ولغويا. وفِي هذا السياق سينظم المنتدى انطلاقه الرسمي نهاية هذا السهر ليبدأ رحلة التقريب بين الجزائريين والبحث عن فضاءات الأمل وردم حفر اليأس والاحباط في المجتمع. ومن بين الاسماء المؤسسة للمنتدى الذي انتخب سلطاني رئيسا له، يوجد الدكتور فاتح ربيعي، وقيادي الارندي بلقاسم ملاح، وبعض ممثلي الزوايا، بالإضافة الى عشرات الشخصيات المعروفة باعتدالها وتوازنها. وبالرجوع الى خلفية تأسيس هذا المنتدى، تشكل حالة الاستقطاب الخطيرة في الساحة سياسيا وثقافيا وإيديولوجيا خطرا كبيرا على النسيج الاجتماعي للجزائريين ووحدتهم الفكرية والتاريخية، خاصة مع اختفاء منابر وفضاءات الاجماع ورحيل اغلب الشخصيات الوطنية التي كانت تشكل حالة اجماع في المجتمع، جاءت فكرة المنتدى لإعادة توسيع المنطقة الرمادية التي يلتقي فيها كل الجزائريين شركاء الوطن والدين، بغض النظر عن خلافاتهم وتوجهاتهم في محاولة لرأب الصدع واعادة اللحمة للمجتمع الجزائري وتجاوز كل الخلافات التي كانت سببا في العشرية الحمراء حتى لا تكون سببا في صراعات خطيرة اخرى لا تحمد عقباها. ن. ع