الرئيس حرص دوما على أن تجرى المواعيد الانتخابية في وقتها تعيش الساحة السياسية على وقع حراك سياسي يتزايد من أسبوع لآخر تحسبا للانتخابات الرئاسية المقبلة لاسيما بعد تراجع فكرة تأجيل هذا الموعد الانتخابي الذي صنع الحدث المدة الأخيرة بعد إعلان رئيس حزب تاج عمار غول عن تأجيل الانتخابات من أجل استمرارية الرئيس بوتفليقة في الحكم لمدة تتفق بشأنها الأحزاب من خلال تنظيم ندوة وطنية يتم على إثرها دراسة مختلف النقاط المتعلقة بالتأجيل. إلا أن كل هذه المعطيات مرتبطة باستدعاء الهيئة الناخبة حيث أنه بمجرد استدعاء الرئيس لها ستسقط كل التخمينات والمبادرات التي شيّد البعض حولها طموحاته السياسية وراح يسارع الوقت والزمن بحثا عن تموقع جديد في الساحة السياسية الوطنية تحسبا للمواعيد المقبلة. لكن تغيرت جميع معطيات الساحة السياسية وهي التي كانت تعيش على وقع تأجيل الرئاسيات وتمديد عهدة الرئيس ودخلت العديد من التشكيلات السياسية في مرحلة التحضير للندوة الوطنية المتعلقة بتأجيل الموعد الرئاسي قبل أن تتراجع الأحزاب عن المبادرة وتتحدث عن انتخابات رئاسية في موعدها وعهدة خامسة للرئيس. وقد كان أول رد فعل من صاحب المبادرة في حد ذاتها عمار غول الذي سارع إلى اقتراح مبادرة من أجل تأجيل الرئاسيات وتمديد عهدة الرئيس بوتفليقة وتنظيم ندوة وفاق وطني تكون بمثابة اللقاء الذي سيتم خلاله مناقشة جميع النقاط والآليات اللازمة والضرورية لتجسيد الفكرة. إلا أن نفس المسؤول تراجع عن مبادرته وراح يؤكد نهاية الأسبوع المنصرم أن ” ما جاء على لسانه مجرد اقتراح لا يقصد به الجزم بتأجيل الانتخابات وإنما مجرد مبادرة مثل جميع المبادرات التي تم اقتراحها من طرف بعض الأحزاب السياسية في إطار تنشيط الساحة السياسية”. وكان عمار غول قد اقترح فرصة انعقاد مؤتمر حزبه ليقترح المبادرة بحضور أحزاب التحالف الرئاسي التي رفضت التعليق على المبادرة واكتفت بالإشارة إلى تسجيلها للمبادرة التي ستتم دراستها في وقتها. وتزمن تراجع تاج مع خروج الأفلان عن صمته أول أمس ليؤكد على لسان وزير العلاقات مع البرلمان محجوب بدة أحد قيادييه أن ” الانتخابات ستجرى في وقتها المحدد وأن الحديث عن تأجيل هذا الموعد الانتخابي من صلاحيات الرئيس بوتفليقة لوحده”. وتابع أن ” كل التصريحات التي تتحدث عن تأجيل الموعد أو اقتراح ندوة وطنية حول هذا الموضوع مجرد مبادرات سياسية من أجل تنشيط الحياة السياسية أو لفرض تواجد الأحزاب في الساحة”. كما شككت لويزة حنون في مصادر عمار غول حين قالت أن ” الأطراف التي يتصل بها رئيس حزب تاج لا تعطيه المعلومة الصحيحة” وبالتالي فهو خارج مجال التغطية وأن ” المبادرة التي تحدث من خلالها عن تأجيل الانتخابات لا أساس لها من الصحة”. وبالنسبة لرئيسة حزب العمال فإن ” أكبر مؤشر على إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في وقتها هو استدعاء الرئيس بوتفليقة للهيئة الناخبة في موعدها وهو كفيل بوضع حد لكل الإشاعات التي تم تداولها من خلال المبادرات المختلفة للتشكيلات السياسية”. كما تساءل رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد عن جدوى تأجيل الرئاسيات في الظرف الحالي وأن هذا الموعد الانتخابي سيجرى في وقته المحدد وأنه لا يوجد مانع للجوء إلى مثل هذا الإجراء. ويؤكد المتتبعون للساحة السياسية الوطنية أن ” الرئيس بوتفليقة حرص منذ مجيئه إلى سدة الحكم على إجراء كل المواعيد الانتخابية في وقتها مما يعزز فرضية تنظيم الرئاسيات في وقتها المحدد إلا إذا كانت هناك معطيات جديدة قد تغير الأجندة السياسية للبلاد”. مالك رداد