يولي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أهمية جد خاصة للرياضة، ويتضح ذلك جليا في حجم المشاريع التي انجزت او التي هي قيد الانجاز، من منشات وهياكل رياضية تدعمت بها مختلف الولايات خلال عهدتيه الفائتتين، فضلا عن نوعية الرجال الذين اوكل لهم مهمة تسيير هذا القطاع الحساس الذي يستقطب اليه الاف الممارسين وملايين العشاق والانصار، حيث يشترك كل الذين مروا على مبنى أول ماي انهم ممن يتمتعون بثقة كبيرة لديه، بدءا من عميد الوزراء ابو بكر بن بوزيد وصولا الى الوزير الحالي لقطاع الشباب والرياضة ومستشاره السابق الهاشمي جيار مرورا برئيس المجلس الشعبي الوطني الحالي زياري ومدير حملته الانتخابية عبد المالك سلال وبوفسور العضام يحي قيدوم. وانطلاقا من قناعته بان الرياضة بامكانها تقديم انجازات للبلاد ولو معنوية، قد تعجز قطاعات عديدة اخرى على تحقيقها، مثلما اكد ذلك في خطابه امام الشباب قبل اسبوعين بسيدي بلعباس:'' بولمرقة (بطلة اولمبياد 1992 في سباق 1500 متر) و مرسلي (بطل اولمبياد 1996 في ذات المسافة) رفعا رأس الجزائر وعلمها وحولا أحزانها الى افراح في وقت كانت الجزائر تعيش سنوات الارهاب الأمقت من الاستعمار''، اختار الرئيس بوتفليقة المرشح بصفة مستقلة، عقد تجمع خلال حملته الانتخابية يوم الاحد المقبل بولاية سطيف لتقديم برنامجه المتعلق بقطاع الشباب والرياضة. ولم يكن اختيار بوتفليقة، لعاصمة الهضاب للحديث من خلالها الى جميع الرياضيين الجزائريين اينما كانوا عن جملة الامتيازات التي يحملها برنامجه للعهدة الثالثة في شقه الرياضي، من سبيل الصدفة، وانما لكون ولاية سطيف باتت تمثل احد الاقطاب المتألقة في سماء الرياضة الوطنية، بفضل الانجازات التي حققها فريقها لكرة القدم ''الوفاق'' الذي اصبح مثالا يحتذى به للنجاح وصنع الافراح وافتكاك الالقاب محليا وعربيا. كما ان مسيرته ماضية بخطوات ثابتة على عدة جبهات ينافس فيها هذا الموسم. ولكن كل هذه الانجازات التي حققها ''النسر الاسود'' تبقى دون تطلعات عشاق المستديرة وعلى غرار الاجراءات التي اعلنها لفائدة الفلاحيين والجامعيين والمرأة، فانه ينتظر ان يطلق رئيس الجمهورية من سطيف، عن جملة من الوعود والتعهدات التي ينوي تجسيدها خلال فترة حكمه الثالثة لفائدة الرياضة والرياضيين. لكن هذا لا يعني ان قطاع الشباب والرياضة لم يأخذ نصيبه من الاهتمام في برامج الرئيس السابقة وانما لكل فترة متطلباتها. وقد كان الاهتمام منصبا خلال السنوات الماضية على وضع ارضية وقاعدة صلبة للرياضة تقيها من الانكسارات، من خلال اصدار وزارة الشباب والرياضة لجملة من النصوص التنظيمية لكل الفاعلين في الحقل الرياضي من مدربين ولاعبين ومسيرين والتي جاءت كلها تطبيقا لقانون التربية البدنية والرياضية الصادر في .2004 بالاضافة الى انشاء هياكل ومشاريع رياضية متطورة على غرار افتتاح اربع ثانويات رياضية، في كل من البليدةورقلة بعد نجاح تجربة ثانوية درارية بالعاصمة. كما ان الامل معقود على ما سيقدمه مركز تحضيرات النخبة الوطنية بسيدي موسى الذي سيتم اغتتاحه هذه الصائفة. كما لا يفوتنا التذكير بالبرنامج الذي اطلقه الرئيس بوتفليقة بشان الرياضة الجوارية، والتي تدعمت من خلال برنامج الانعاش ودعم النمو، بعدة هياكل رياضية من قاعات متعددة الرياضات ومسابح وملاعب في مختلف بلديات الوطن.