ألهم “الحراك الشعبي” الذي يدخل أسبوعه ال36 أقلام الكتاب الجزائريين وشكل مادة لهم تحوّلت فيما بعد إلى نصوص أدبية ومجموع مقالات تحليلية بدأت تصدر في عناوين واحدة تلوى الأخرى منذ انطلاق المسيرات. ح. ط كتاب يوثق للمسيرات الشعبية ..ويجيب على أسئلتها يحاول الكاتب تهامي مجوري الإجابة عن بعض الأسئلة المتعلقة بالحراك الشعبي في الجزائر في كتابه “من قلب الحراك”: ما أسباب اندلاع حراك الجزائر؟ من وراءه؟ وما الذي يترتب عليه بالنسبة للشعب والسلطة؟ في كتابه “من قلب الحراك”. ويتطرق الكاتب بالتحليل السياسي إلى الأشهر الأربعة الأولى للحراك، من خلال قضايا ووقائع عايشها خلال المظاهرات. ويعتبر ماجوري أن الكتاب يندرج ضمن عمل الصحافي الذي يتصيد الأخبار والمشاهد واللقطات، ولكنه في هذا الكتاب تعامل مع الحدث تعامل الدارس والمحلل وليس عمل المخبر الإعلامي، مؤكدا أنه يتناول الأشهر الأربعة الأولى من الحراك بالدراسة والتحليل والمواقف والأمور التي أثيرت، إضافة إلى المساهمة في تطوير الثقافة السياسية بالساحة الجزائرية، وصناعة رأي عام وطني قوي بعيد عن الاصطفاف الحزبي والتشبث بالأحداث الآنية العاجلة تعلقا بالغايات الكبرى التي يناضل في سبيل تحقيقها الشعب. عمر أزراج يرصد “آفاق” الحراك و “خياراته” ويرصد الشاعر “أزراج عمر” الذي رافق المسيرات من بدايتها بتاريخ 22 فيفري الماضي آفاق وخيارات الحراك الشعبي ونقدها من خلال كتاب جديد يحمل عنوان “يوميات الحراك” الصادر عن دار الخيال الجزائرية، والذي سيكون حاضرا في معرض الجزائر الدولي للكتاب. واسيني الأعرج .. “الحراك” و”الدرجة صفر” أما الروائي واسيني الأعرج الذي رافق التحولات السياسية الأخيرة في الجزائر، فاختار أن يقدم مقاربة للحراك الشعبي والسياقات التي أنتجته من خلال كتاب “الدرجة الصفر للدولة” والذي سيكون بمثابة قراءة في الراهن والمآلات. رماد يذروه السكون ..لحظة إنسانية من داخل الحراك وطرح الكاتب عبد الرزاق بوكبة تأملات في المظاهرات الشعبية التي تشهدها الجزائر منذ 22 فيفري الماضي من خلال كتاب “رماد يذروه السكون: تأملات في الحراك الجزائري” حيث يعد العمل توثيقا لمسيرة الحراك الذي ألهم المبدعين والمثقفين في الجزائر وهو يرصد جوانب عميقة وإنسانية وقّعها الشعب الجزائري. الكتاب الصادر عن دار نشر "ضمة" ينقسم إلى قسمين يتناول الأول تأملات في الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية والسلوكية والحضارية للحراك، بعضها سبق الحدث بفترة وبعضها نتج عنه، بينما يتطرق القسم الثاني إلى ومضات مكثفة ترصد لحظة إنسانية من داخل الحراك. نور الدين خبابة ..نحو جمهورية جديدة ويتحدث الكاتب نور الدين خبابة في كتاب “نحو جمهورية جديدة” المقسم عبر خمسة فصول عن الحراك الشعبي من وجهتة نظره ويقدم تحليلات مختلفة. ففي الفصل الأول: يُقدِّمُ الكاتب من خلال الإشكالية التي يطرحها بحثا موضوعيا مُفصّلا، يغوص من خلاله في أغوار ودهاليز الأزمة الجزائرية وفي الفصل الثاني يشرح كيفية تطويق الأزمة الجزائرية وطمأنة الشعب الجزائري من خلال بعث الأمل حتى لا تضيف الأزمة أزمات أخرى، الشعب في غنى عنها، وترهن مصير أجيال المستقبل. ويشرح كيفية الوصول إلى وعي عامّ في الجزائر عن طريق اقتراح مشروع مجتمع كبديل حضاري يتلاءم مع طبيعة الشعب، تدفع إليه مؤسّسة وقناة المصالحة المستقلة بغرس ثقافة الحوار وتبادل الأفكار والاهتمام بالأسرة وتبنّي ضحايا المأساة الجزائرية وفتح برامج توعوية وتنموية… تنافسية، ومحاربة الرّذائل والآفات الاجتماعية المختلفة. في الفصل الثالث: يشرح خيارات التغيير، وما يحمله كل خيار من مخاطر على أمنِ واستقرار البلاد والمنطقة بصفة عامة، ويُبيّن الخيار الأمثل والأسلم الذي يليق بالجزائر دولة وشعبا، يحفظ وحدتها، ويحصن تاريخها وحاضرها، ويصنع مستقبلها الزاهر. أما في الفصل الرابع: يُقَدِّمُ المؤلّف كيفية معالجة الأزمة الجزائرية، وبناء جزائر الغد المنشودة، لتحقيق التنمية المستدامة، عبر محطة تاريخية فاصلة، تهيئ المناخ لمستقبل واعد، وتدفع بالجزائر نحو الأحسن. وهذا بعقد مؤتمر الجزائر، الذي يصادق فيه المؤمنون بالتغيير المرحلي التوافقي على ميثاق وضمانات، ويُفضِي إلى تشكيل حكومة وطنية تشارك فيها الكفاءات في الداخل والخارج. ويكون مؤتمر الجزائر مُنطلقا لتأسيس جمهورية جزائرية جديدة عبر مراحل في إطار مشروع مجتمع جديد، يحفظ الذاكرة الجماعية، وهوية الشعب. ويؤسّس لمصالحة وطنية حقيقية، كسلوك حضاري يُنهي عصر الضغائن، ويؤسّسُ لعصرٍ جديد يهدف إلى نهضة شاملة. وفي الفصل الخامس والأخير: يُقَدِّمُ اقتراحات لحل النزاعات في المنطقة وبناء المغرب الكبير في إطار مُصالحة مغاربية تُبنى على أسس متينة لتُساهم في جعل المغرب قوة في المنطقة ويدفع إلى مصالحة عربية تُساهم في رأب الصدع، وتقضي على الحروب والنزاعات، وتسُدُّ النزيف الدموي الحاصل، وتفتح الآفاق بين الشعوب لإرساء دعائم الأمن والسِّلم والتعايش في العالم في ظل بيئة جديدة بعيدة عن الحروب، بل للإعمار والإصلاح في الأرض، والتّنافُس على خدمة الإنسانية جمعاء، في إطار مؤتمر عالمي، وميثاق دولي جديد. الخلفيات الاجتماعية للحراك وتطرق منصور بختي في كتابه “فلسفة الثورة رؤية من واقع المجتمع الجزائري” إلى الخلفية الاجتماعية والتاريخية للحراك الجزائري ضد نظام الحكم، حيث أعطى رأيه من وجهة نظر علمية من خلال التاريخ الجزائري وفلسفة الثورة وتاريخ بعض الثورات ضد الإمبريالية أو ما يسميه هو بالإمبريالية الجديدة. “بوتفليقة والزنزانة رقم 5” باكورة أعمال الإعلامي محمد علال واختار الإعلامي محمد علال أن يكون باكورة أعماله عن الحراك، حيث سيصدر كتابا بعنوان “بوتفليقة والزنزانة رقم 5″، حيث يقدم قراءة للأحداث التي عاشتها الجزائر عام 2019، من منظور صحفي ومتابع على أرض الواقع، منذ اللحظة الأولى لانطلاق قافلة “22 فيفري” من ساحة “أول ماي”، لتتحول “العهدة الخامسة” إلى كابوس في حياة أنصارها، ويزف عدد كبير من رموز نظام بوتفليقة إلى سجن الحراش. ولا يزعم صاحب الكتاب تقديم الحقيقة المطلقة، وإنما قال إنه يحمل انطباعات أولية وإرهاصات ستة أشهر من الحراك الشعبي، والمنعرجات التي واجهها بين لحظات الفرحة والانكسار والتحديدات، مبرزا أن هذا الكتاب ليس دراسة تاريخية لأنه خال من التحليل والتنظير، بل هو تذكرة للسفر إلى محطات لا يعتقد علال أن من عاش عام 2019 من الجزائريين سينساها، يسرد العديد من المواقف وأبرز ما حدث خلال الستة أشهر الأولى من الحراك الشعبي الجزائري. أرزقي فراد ..في ظلال الحراك الشعبي وجمع الباحث والمؤرخ محمد أرزقي فراد مقالاته التي كتبها على امتداد الأشهر الأخيرة، فضلا عن بعض التغريدات وكذا بعض الشعارات المتعلقة بالمطلب الديمقراطي التي رفعت في مسيرات العاصمة في كتاب “في ظلال الحراك الشعبي”. محمد بغداد يقدم مقاربة دستورية للحراك طرح الدكتور محمد بغداد كتابه الجديد بعنوان (المقاربة الدستورية.. الجيش وإدارة الأزمة في الجزائر)، لتسليط الضوء على الزخم الإعلامي والتفاعل الاجتماعي وعلاقتهما بتفاصيل الأزمة في الجزائر، والاستراتيجية التي اعتمدها الجيش الجزائري في مواجهة تلك الأزمة. واعتمد الدكتور محمد بغداد في دراسته الموسومة ب (المقاربة الدستورية.. الجيش وإدارة الأزمة في الجزائر) على المنهجية العلمية في التتبع والتحليل العلمي للاحتجاج الشعبي الذي تعرفه الجزائر منذ بداية السنة الجارية (2019)، مزاوجا في دراسته بين الزخم الإعلامي والتفاعل الاجتماعي وعلاقتهما بتفاصيل الأزمة التي يقول إن التوقع العام لا يعطي الانطباع بظهور أزمة منذ البداية، إلا أن عنصر المفاجأة قلب موازين المعادلة، وهنا تعمل الدراسة على قراءة الموضوع من زاوية سوسيو إعلامية. دراسة (المقاربة الدستورية.. الجيش وإدارة الأزمة في الجزائر) للدكتور والإعلامي محمد بغداد، تناولت الاستراتيجية التي اعتمدها الجيش الجزائري في مواجهة الأزمة، التي تعرفها البلاد بعد اندلاع الحراك الشعبي، الذي أدى إلى سقوط النظام الحاكم، وما نتج عن ذلك من تداعيات سياسية تكاد تعصف بالدولة الجزائرية. وجاء في دراسة (المقاربة الدستورية) أن التوقع الأولي، يؤكد أن الاحتجاج الشعبي الذي أخذ عنوان (الحراك الشعبي) برز بصفة مفاجئة وغير منتظرة، وإن كانت عوامل التذمر بادية من قبل دون أن تصل قوتها إلى درجة انفجار الغضب الشعبي بتلك القوة وبذلك الحجم، وهو ما وضع النخب والنظام السياسي القائم، وحتى الرأي العام في موقع المفاجأة. وبعد مقاومة نسبية ومرتبكة، سقط النظام السياسي ووجدت البلاد نفسها في مواجهة المجهول، وانعدام البديل السياسي الذي يحل محل النظام السياسي المنهار. مرايا عاكسة في قلب الحراك ويجمع الكاتب والمترجم السعيد بوطاجين مقالاته الصحفية التي نشرت على صفحات النادي الأدبي لجريدة الجمهورية في (مرايا عاكسة في قلب الحراك) عن دار الوطن اليوم. ويوضح بوطاجين بالخصوص: “الكتاب لا يتناول الحراك لأنه عبارة عن مقالات صحفية متنوعة تناولت عدة موضوعات، إضافة إلى بعض المقالات التي تنتقد الموقف السلبي لبعض النخب من الحراك، ومن الأنظمة”. نوارة لحرش تجمع تصورات وآراء المثقفين حول الحراك . . وجمعت الكاتبة والإعلامية نوارة لحرش في كتاب “الحراك أسئلة ومآلات” الصادر عن دار خيال تصورات وآراء نخبة من الباحثين والمثقفين الذين رافقوا الحراك الشعبي من بدايته. جاء في كلمة دار “خيال” المنشورة على ظهر الغلاف: في المحطات الفارقة سياسيا وتاريخيا يصبح المثقّف مسائلا ومساءلاً عن دور السياسي وعن دوره باِعتباره قوّة اِستشارة وتغيير في المجتمعات التي تنشد الحفاظ على أمكنتها داخل التاريخ، ويتضاعف دوره ضمن المجتمعات التي تعطّلت تاريخيا وتجتهد للقبض على اللحظة التي قد تعيدها لسكة هذا الأخير. لحظة الحراك الشعبي الجزائري المُؤرخة ب22 فيفري 2019، والتي اِمتدت لأسابيع وشهور طويلة، ضاعفت جهود أقلام ظلّت ولعقود مسكونة بالتغيير، كما أبرزت جهودا جديدة في النقد السياسيّ والثقافيّ والاِجتماعيّ بشكلٍ عام والّذي رافق الحراك الشعبي منذ بداياته. رصدت “نوّارة لحرش” من موقعها الإعلامي والثقافي في هذا الكِتاب كثيرا مِمَّا عجزت المنابر الرسمية عن رصده، ووُظِفت قوى الجهل والشعبوية لعقود ليبقى ما جاء في هذا الكِتاب وما يقترب من سياقه خارج الاِهتمام الشعبي في ظل نظام اِتسم بالاِنغلاق الشديد والتخوّف من صوت الثقافة الحقيقية وكلّ ما هو عميق ومنتج للنّور. لقد قارب باحثون جزائريون ومثقفون الحراك من زوايا لا حدود لها وبرهنوا على وجود نخبة بإمكانها الذهاب بعيدا بسياسة وثقافة البلد لو تعود الأمور إلى نصابها ويُمنح الصوت كاملا للمثقّف. في هذا الكتاب (الذي وُلِد مِن رحم ملفات وندوات، تناولها الملحق الثّقافيّ “كراس الثقافة” الّذي يصدر كلّ يوم ثلاثاء عن جريدة النصر). تتجلى القدرة التحليلية للمُثقّف الجزائري، ويظهر الدور الحساس الّذي قامت به الإعلامية “نوّارة لحرش” من حيث طرحها لأسئلة مركزية ودقيقة داخل الحراك وخارجه، مِمَّا يجعلنا نتفاءل بتحوّل هذا المنجز لوثيقة تؤرخ للرؤى الثقافية المُواكِبة لهذا التحوّل الكبير كما نأمل أن تُوضع المقاربات في مختبر التنفيذ الّذي بقدر ما يبدو عسيرا بقدر ما يمكن أن يصنع بلدا جديدا حاضنا للحداثة والمعرفة والمستقبل. حنان حملاوي