بسم الله الرحمن الرحيم “الإعلام الجزائري نموذجا”، والمنعقد في يوم الاثنين الموافق الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر من العام ألفين وتسعة عشر في قاعة المرحوم هاني الشوا بمبني الكليات العلمية في جامعة الأزهر بمدينة غزة. الحضور الأفاضل كل بإسمه ولقبه ومكانته: تمر القضية الفلسطينية عامة وقضية الأسرى خاصة في ظروف استثنائية قد تكون الأصعب منذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ونشأة السجون الإسرائيلية، ومع هذه الظروف والصراعات المحلية والعربية والإقليمية التي طرأت إنشغلت وسائل الإعلام المختلفة بهذا الوضع الجديد، والتفتت الأنظار بقصد أو دون قصد عن القضية الفلسطينية، والتي تعتبر قضية الأسرى إحدى مكوناتها الرئيسية. الحضور الكريم: لقد ازدادت أهمية الإعلام في السنوات السابقة وذلك مع التطور الكبير والهائل الذي طرأ على تكنولوجيا المعلومات الدولية والفضاء الإعلامي، وإزداد هذا التأثير بشكل أكبر وأوسع نظرا لما أصبح يحدثه الإعلام في ثقافة وتوجهات الشعوب، وبات للإعلام نتائج أخطر بكثير من ساحات القتال، فالمعارك الإعلامية لا يسفك بها الدماء ولا تجتاح بها الأراضي ولكنها تجتاح اكثر الأماكن تحصنا، كما وباتت الشعوب الأكثر تطورا في هذا المجال هي أكثر نفوذا وتأثيرا، ولكن هذا لا يعني بكل تأكيد أن الفرد لم يعد له تأثيرا أو أهمية في هذه المنظومة الإعلامية، بل على العكس تماما فقد أصبح الفرد يؤثر ويتأثر من خلال امتلاكه للوسائل التكنلوجية المتطورة، وهذا ما انعكس بشكل واضح من خلال إغلاق إدارة الفيس بوك للعديد من الصفحات العامة والشخصية الفلسطينية بتهمة التحريض وبتأثير ونفوذ مباشر من الاحتلال الإسرائيلي. الحضور الأفاضل: لقد بتنا في مفوضية الشهداء والأسرى والجرحى ومعنا كل الجهات العاملة في قضية الأسرى ندرك هذه الأهمية والتأثير الكبير للإعلام، ونسعى بكل ما نمتلك من وسائل ممكنة لاستغلالها لصالح قضية الأسرى، مع إقرارنا بأننا مازلنا مقصرون في الوصول إلى ما نطمح إليه في هذا المجال برغم تحقيق العديد من النجاحات في إيصال صوت أسرانا، وفي إبراز معاناتهم عربيا ودوليا، وفي فضح ممارسات مصلحة السجون الإسرائيلية تجاههم ومخالفتها المستمرة للأعراف والاتفاقيات الدولية. السادة الحضور: يعقد هذا المؤتمر على شرف الذكرى ال65 لإندلاع الثورة الجزائرية والتي قادت بعد تضحيات جسام إلى إستقلال الجزائر، وكذلك يصادف بعد أيام قليلة ذكرى إستشهاد من عشق الجزائر الرمز ياسر عرفات، وأصر بأن يكون إعلان الإستقلال للدولة الفلسطينية والذي نعقد مؤتمرنا أيضا على شرف وطيب ذكراها من قاعة الصنوبر في هذا البلد العاشق لفلسطين والمساند الدائم لقضاياه العادلة. لقد جاء هذا المؤتمر ليؤكد مجددا على دور الإعلام بكافة مكوناته من مقروء ومسموع إلى فن وأعمال درامية وسينمائية في دعم ومساندة قضية الأسرى عامة ودعم الإعلام الجزائري صاحب التجربة المميزة في هذا المجال خاصة، وذلك من خلال الإخوة في سفارة دولة فلسطين وطاقمها وتحديدا سعادة السفير أمين مقبول ومن قبله سعادة السفير لؤي عيسى وسعادة السفير محمد الحوراني وسعادة السفير حسين عبد الخالق وطاقم السفارة المميز وتحديدا الأخ المناضل خالد عز الدين، ونقول في هذا المقام بأنه لولا المكانة الكبيرة لفلسطين وقضيتها لدى الشعب الجزائري بكافة مكوناته لما خرجت هذه التجربة الخاصة بهذا النجاح والتميز. الحضور الموقر: بناءا عليه ومن خلال كافة الأوراق التي تم تقديمها في هذا اليوم الناجح والمميز من قبل العديد من الجهات والشخصيات المختصة في قضايا الأسرى فإننا نؤكد على التالي: أولا- نوجه تحية احترام وتقدير إلى جمهورية الجزائر الشقيقة والحبيبة بكافة مكوناتها وتحديدا إلى شعبها ووسائل إعلامها والتي مازالت تولي لقضايا شعبنا ولقضية الأسرى مساحة واسعة وأهمية بالغة، حيث مازال هذا الاهتمام وهذه التجربة الفريدة محط احترام وتقدير بالغين من قبل شعبنا الفلسطيني وأسرانا في السجون الإسرائيلية ومحررينا ومفوضية الشهداء والأسرى والجرحى بحركة فتح وكافة الجهات الفاعلة في مجال الأسرى. كما نوجه التحية إلى كافة الأخوات والإخوة الحضور ووسائل الإعلام المختلفة والتي غطت هذا الحدث الخاص، والشكر البالغ إلى جامعاتنا الفلسطينية ونخص بالذكر جامعة الأزهر الشماء والتي تفتح ذراعيها على الدوام لكافة المناسبات الوطنية عامة والمتعلقة بالأسرى خاصة، وفي هذا الصدد فإننا مازلنا نتمنى على مجلس أمنائها وإدارتها أن يكون لقضية الأسرى مساقا خاص في خارطتها الدراسية المقبلة وذلك على غرار العديد من الجامعات الوطنية الأخرى. ثانيا_ نؤكد على ضرورة عقد مؤتمر وطني فلسطيني قادر على صياغة خطة إعلامية جماعية قابلة للتطبيق العملي من قبل الجهات المتخصصة والمؤسسات الفاعلة في قضية الأسرى وكذلك التنظيمات والأحزاب الفلسطينية للتحرك الخارجي لتعزيز حضور قضية الأسرى في المشهد الإعلامي العربي والدولي. ثالثا_العمل على التعاون من قبل المؤسسات والجهات والتنظيمات الفاعلة في قضية الأسرى من أجل دعم وتمويل وإنتاج أعمال فنية وثقافية ودرامية إبداعية وبعدة لغات وبعيدا عن العمل التقليدي تشرح وتبرز قضية الأسرى وتفاصيلها المختلفة وتستهدف المجتمعات المحلية والعربية والدولية. رابعا: تفعيل دور الكتاب والباحثين والأدباء والشعراء والفنانين الفلسطينيين والعرب والدوليين المناصرين لقضيتنا بما يخدم ملف الأسرى ويبرز معاناتهم وعدالة نضالهم وتطلعاتهم للحرية. خامسا- نؤكد بأن تجربة الإعلام الجزائري في قضية الأسرى يفرض علينا كجهات فاعلة في هذا الملف وكوزارة خارجية وكهيئة شئون أسرى أن نستنسخ بل وأن نطور هذه التجربة لنقلها إلى بقية سفاراتنا وساحاتنا الخارجية بما يراعي ويحفظ خصوصية كل دولة، وذلك لضمان إطلاع كافة شعوب الأرض على هذه القضية والظروف الصعبة والخطيرة التي يحيونها الأسرى، وممارسات الاحتلال ومخالفته للقوانين والأعراف الدولية تجاههم. سادسا: نطالب الحكومة الجزائرية بإستضافة مجموعة من المختصين وأطفال الأسرى لزيارة الجزائر وتنظيم مجموعة من اللقاءات والأنشطة هناك. سابعا: نجدد مطالبتنا للإخوة في وزارة الخارجية الفلسطينية والإخوة في هيئة شئون الأسرى على تعيين ملاحق خاصة ومتخصصة في قضية الأسرى في السفارات الفلسطينية. ثامنا: مخاطبة الإخوة في جامعة الدول العربية وإتحاد الإذاعات والفضائيات العربية من خلال وزارة الإعلام الفلسطينية ووزارة الخارجية الفلسطينية وعبر مندوبنا الدائم في الجامعة الأخ المناضل والأسير المحرر السفير دياب اللوح لتخصيص موجات إعلامية مشتركة في الفضائيات العربية. تاسعا: العمل على إنشاء مكتبة وطنية فلسطينية_عربية حول الأسرى والشهداء والمفقودين لتوثيق تجاربهم النضالية للإستفادة منها حاليا ومستقبلا. عاشرا: نشر كافة أوراق عمل هذا المؤتمر وبيانه الختامي وتوصياته في الصحف والمواقع الإعلامية المختلفة. ونشير في هذا السياق بأنه قد تم الإتفاق مع الصحف الجزائرية ومن خلال الإخوة في السفارة الفلسطينيةبالجزائر على إصدار ملحق خاص بكافة مخرجات وتفاصيل هذا المؤتمر، حيث سيصدر هذا الملحق بعد عدة ساعات من ختام المؤتمر في واحد وعشرين صحيفة جزائرية. الحضور الأفاضل: إن هذا المؤتمر لم يكن ليخرج إلى النور لولا جهد طاقم رائع أوصل الليل بالنهار من مفوضية الشهداء والأسرى والجرحى ممثلين بالمفوض العام تيسير البرديني، وطاقم جمعية الإخوة الفلسطينية_الجزائرية وتعاون مثمر وبناء من قبل إدارة جامعة الأزهر الغراء وطاقم سفارة دولة فلسطينبالجزائر الحبيبة، كما لا يفوتنا في هذا المقام أن نتقدم بجزيل الشكر والعرفان لكل من تقدم بأوراق العمل في هذا المؤتمر، وإلى من أدار جلسات هذا اليوم العلمي والوطني المثمر. ونتمنى من الله أن يكون لهذا المؤتمر ما بعده في الفترة القادمة لإستكمال ما بدأناه من جهد ولمتابعة توصياته، وهذا ما سنعكف عليه بالتعاون مع العديد من الجهات والمؤسسات التي تعنى بقضية الأسرى. ونقول في ختام يومنا هذا إلى من سرجوا من أعمارهم قناديل ومشاعل للحرية أسرانا البواسل..لن ننساكم وسنبقى نحرس حلمكم بالأرواح والمقل، حتى لو وقفنا على حافة الحافة فلن يهتز لنا جفن حتى وإن بلغ عض الأصابع منتهاه..ونقول لشعبنا فليكن كل منا رسول حق لهذه القضية الوطنية العادلة، فمعركتنا معركة دولة ومقدسات ولاجئين..معركة شهداء وأسرى..معركة حرية..وحتى لو طال الانتظار فحتما سيكون موعدكم الانتصار..ونحن سنبقى بالانتظار. كل التقدير والاحترام والشكر لكل من ساهم وشارك في إنجاح هذا اليوم. الرحمة للشهداء..الحرية للأسرى..والشفاء للجرحى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.