وزير الخارجية الفرنسية يعترف: الجزائر تعد قوة توازن محترمة
* بوقادوم: اتفقنا على تفعيل مختلف الآليات بين البلدين * لودريان: الجزائر تتمسك بحزم باحترام سيادة الدول * توحيد الجهود لوقف إطلاق النار في ليبيا * لوريان يلتقي الرئيس تبون وعبد العزيز جراد * عطية: فرنسا تبحث عن إعادة ترميم علاقتها مع الجزائر استعرض وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، مع نظيره الفرنسي، جون إيف لودريون، العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما ناقش الطرفان، خلال المحادثات التي جمعتهما، وضعية علاقات التعاون بين الجزائروفرنسا وسبل ووسائل تدعيمها، كما كانت الفرصة مواتية لاستعراض الطرفان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى وجه الخصوص الوضع في ليبيا ومالي. عبد الرؤوف. ح تفعيل اللجنة الحكومية عالية المستوى بين البلدين في السياق ذاته، قال وزير الخارجية، صبري بوقادوم، إنه تقرر تفعيل اللجنة الحكومية عالية المستوى يرأسه الوزيران الأولان للبلدين. وقال بوقادوم، أمس في لقائه مع نظيره الفرنسي “إنه تم الاتفاق على قرار تفعيل اللجنة الحكومية عالية المستوى بين الوزارة الأولى الجزائرية ونظيرتها الفرنسية، كما تم الاتفاق على تفعيل مختلف الميكانزمات والآليات الموجودة بين الجزائروفرنسا، ومنها “الكوميفا” الذي يضم وزيري الشؤون الخارجية للبلدين والمالية والصناعة للبلدين”. وأفاد بوقادوم أن المحادثات مع الطرف الفرنسي تمحور أساسا على عدة ملفات، أبرزها في القطاع الإقتصادي والسياسي، متابعا بالقول: “اتفقنا أيضا على مواصلة الحوار الاستراتيجي والمشاورات السياسية على مستوى الوزارتين”. وأضاف وزير الخارجية قائلا: “ناقشت كذلك مع لودريان ملف تنقل الأشخاص بين البلدين، وفي هذا الإطار أصرت على معالجة الملف بالمرونة التي تليق حجم ومستوى العلاقات بين البلدين”. وأكد بوقادوم أنه تطرق مع نظيره الفرنسي لملف الاستثمارات الفرنسية بالجزائر، وقال “لاحظت استعدادا كبيرا لدى الفرنسيين على دعم رجال الأعمال الفرنسيين إلى النظر إلى الجزائر الجديدة بأكثر مرونة”. توحيد الجهود لوقف إطلاق النار في ليبيا من جهته، اعترف وزير الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريان، أن: “الجزائر بلد يتم الإصغاء له ويحظى بالاحترام، ويمكننا بناء على هذا الأساس أن نقيم سويا علاقة جد قوية”. وصرح لودريان، أمس عقب لقائه بوزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، أن الجزائر تعد “قوة توازن وسلم تتمسك بحزم باحترام سيادة الدول والحوار السياسي”. من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي على “تطابق وجهات النظر بين فرنساوالجزائر، ويشكل التشاور فيما بيننا أولوية”، وقال: “أعربت عن نية فرنسا فتح صفحة جديدة مع الجزائر في مجال العلاقات الثنائية بين البلدين، من خلال بعث ديناميكية جديدة بيننا في كافة المجالات، سواء الأمنية أوالاقتصادية أوالتربوية وحتى الثقافية”. من جانب آخر، أكد لودريان: “اتفقنا على ضرورة العمل من أجل وقف إطلاق النار في ليبيا وجلوس الفرقاء الليبيين على طاولة الحوار، سعيا منا أن لا تضيع الجهود المبذولة من البلدين في برلين بخصوص إيجاد حل للأزمة الليبية”. وأشار وزير الخارجية الفرنسي إلى أنه: “تناول ملف دول الساحل وكذا توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب”.
فرنسا تدرك جيدا أن حراك فيفري في الجزائر له رئيس جمهورية جديد من جانبه، اعتبر استاذ العلاقات الدولية ادريس عطية أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي للجزائر يدخل في إطار إعادة ترميم العلاقات بين البلدين. وأكد عطية في اتصال بيومية “الحوار”، أمس، أن: “فرنسا تدرك جيدا أن حراك فيفري في الجزائر له رئيس جمهورية جديد ووزير اول جديد وحكومة جديدة، كما أن حراك فيفري جاء رافضا للهيمنة الفرنسية وبحثا لإنهاء التبعية لفرنسا”. وأوضح ذات المتحدث أن هذا اللقاء يدخل أيضا في إطار التركيبات الإقليمية الجديدة، على رأسها الملف الليبي، وحديث وزير الخارجية الفرنسي عن تطابق وجهات النظر بين البلدين نأمل أن تكون الجزائر قد نجحت في فرض مقاربتها القائمة على الحوار من أجل إحلال السلام في ليبيا”. وجدد عطية تأكيده أن: “اللقاء كان مناسبة لفرنسا لتدراك بعض الملفات التي تخدم مصالحها، كون هذه الأخيرة ما زالت تحتفظ بالعقلية القديمة، غير أن الجزائر ترتكز على مبدأ الندية في العلاقات”.