أكد السيد عبد العزيز بوتفليقة المترشح المستقل للانتخابات الرئاسية المرتقبة في التاسع افريل الجاري، أن العفو الشامل عن الذين حملوا السلاح ضد وطنهم، لن يكون دون المرور على استفتاء شعبي، يقرر فيه الشعب بكل إرادة وسيادة. وأوضح المترشح خلال التجمع الشعبي الذي نشطه أمس بالقاعة البيضوية بالمركب الاولمبي محمد بوضياف بالعاصمة لحساب آخر أيام الحملة الانتخابية، أنه إن نال ثقة الشعب في الاستحقاقات المرتقبة بعد يومين من الآن، لن يقر أي إجراءات جديدة لتطوير المصالحة الوطنية دون رفعها إلى استفتاء شعبي يقرر فيه الشعب الجزائري بكل سيادة وحرية ليعطي رأيه فيها، قائلا في هذا الشأن لقد تم ضبط حدود حلم الدولة ولئن ظهرت حاجة الذهاب إلى أبعد من ذلك فلا مندوحة من التفكير بروية وتبصر في هذا المسعى الجديد وطرحه على الإجماع الوطني"، واضاف المترشح "لن نصدر أي عفو شامل على حساب إرادة الشعب ولا يمكن تصور أي إجراء آخر على حساب مصلحة الجزائر"، مشيرا إلى انه بهذا الشرط ستهدأ النفوس وتستعيد الأمة استقرارها وطمأنينتها"، وأضاف في نفس السياق أن "الشعب الجزائري هو من يملك العفو ونحن نطبق قراراته بكل التزام". وعاد السيد بوتفليقة إلى الحديث عن المأساة الوطنية التي عصفت بالبلاد ومسعاه في تحقيق المصالحة الوطنية التي زكاها الشعب الجزائري خلال عهدته الرئاسية الثانية، مشددا في هذا الإطار على ضرورة مواصلة مسار المصالحة الوطنية والبناء اللذين شرع فيهما منذ 10 سنوات، وذلك من اجل جعل الجزائر في مأمن وإلى غير رجعة من تقلبات الظروف الواردة"، وقال في هذا الخصوص "لقد بذلت قصارى جهدي لتحسين صورة الجزائر في العالم لكنني لطالما وضعت في صدارة اهتماماتي قضية استتباب السلم الاجتماعي والأمن في سائر أرجاء البلاد"، مشيرا إلى أنه تسنى له خلال الأسابيع الأخيرة ملاحظة الجوانب الإيجابية للمصالحة الوطنية ومدى وعي المواطنين بهذا المسعى الذي أصبح حقيقة، وأوضح في هذا المجال بأن "تدابير المصالحة الوطنية تعرف تطبيقا ميدانيا واسعا، حيث "أعادت الوئام والطمأنينة إلى نفوس المواطنين مستبعدة أي إقصاء في الأسر المفجوعة بالمأساة الوطنية" مجددا بالمناسبة دعوته للذين لازالوا يحملون السلاح ضد بلدهم للعودة إلى أحضان المجتمع قائلا أن "الباب لا زال مفتوحا في وجه الذي يقررون العودة إلى أحضان الشعب والمجتمع". وفي حين أوضح المترشح أنه فضل انتهاج المصالحة الوطنية لأن معاناة الشعب من المأساة الوطنية طالت جدا "ولأننا ملزمون باتخاذ كافة التدابير التي تحفظه من المزيد من الآلام وتمكن وطننا من إعادة بناء نفسه" أعرب عن قناعته بأن المصالحة الوطنية التامة لن تتأتى إلا بعد القضاء على بؤر التوتر وأوكار الشر والدمار، مشددا في هذا السياق على أن الجزائر تستسلم للذين يريدون لها الدمار والخراب، "لن نستسلم لأولئك الذين سيواصلون انتهاج طريق الإرهاب والتدمير" مضيفا في نفس الصدد أن "قوات الأمن والجيش الوطني الشعبي ستهزم الجماعات الإرهابية التي ترفض الفرصة المتاحة لها للعودة إلى أحضان شعبها". كما اعتبر المتحدث أن الخروج من الأزمة التي مرت بها البلاد تستدعي أيضا أن نتساءل عن الأسباب التي ولدت تلك الأزمة حتى لا نقع في نفس الأخطاء، بعد أن شدد على ضرورة أن يكون الجزائريون دوما في مستوى ثورتهم المجيدة، أكد وهو يخاطب الشباب الذي عجت به القاعة البيضوية في هذا التجمع الشعبي، بأن الجزائر لا ينبغي أن تنام على انتصارات الماضي، ولكنها تنتظر منكم انتصارات جديدة وثورات أخرى، بالبناء والدراسة والابتكار وليس بالضرورة بالعنف". ورد المترشح المستقل على النساء اللواتي كن يطلقن الزغاريد من حين للآخر تجاوبا مع خطابه "هكذا نريد أن تكون الأجواء في الجزائر بالزغاريد وليس بالدموع".