شهدت الساحة الإعلامية والسياسية مؤخرا ''هيلولة'' بسبب بروز ظاهرة ورواد من نوع جديد، لعل من بين أهم أسبابه هو إقدام البلاد على الانتخابات الرئاسية وانطلاق الحملة الانتخابية لها قبل خمسة أيام. وبين مساند ومعارض، ومحسّن ومقبّح، بخصوص مصطلح ''الأرانب'' الذي دخل القاموس السياسي الجزائري بقوة لاسيما في السنوات الأخيرة، حدثت نفسي محفزا إياها على الخوض في الموضوع من زاوية غير الزوايا التي انطلق منها فلان وعلان، التي ما إن يطلع عليها ممن لا عهد ولا معرفة لهم بالواقع الجزائري حتى يخالون أنفسهم أنهم مع مذهب جديد أو فقه مستحدث اسمه ''فقه الأرانب''، خاصة بعد فتوى منسق اللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات محمد تقية التي نهى فيها عن هذا الفعل اللفظي. يممت وجهي نحو كتابي تفسير الأحلام لابن سيرين والنابلسي لعلي أظفر بما لم تظفر به الأوائل، طلبا مني للغريب والأقرب إلى واقع الحال. فبعيدا عن التشقيقات اللغوية وقاموس الشارع، أكد ابن سيرين أكثر من مرة أن رؤية الأرانب في المنام فأل خير، ودليل على الاستقامة وتحقيق المبتغى، فهو يقول بالحرف الواحد: ''الأرنب في المنام امرأة ومن أخذها تزوجها.. ولو رأيت الأرانب في المنام، فهذا يعنى أن الحظ سيبتسم لك وتتحول أمورك إلى الأحسن وسوف تتمتع بالتماسك والقوى. لو حلمت بأرانب بيضاء سواء كنت متزوجا أو أعزب، فهذا يعنى أنك مخلص في حبك. لو رأيت الأرانب تجرى حولك، فهذا يدل على أن الأولاد سيكونون سبب سعادتك وفرحك '' .. وبعد كل هذا فلماذا هذا الظلم للأشخاص وللأرانب؟