من أجل تدارك موسم البيع بالتخفيض ناصر: التجارة الالكترونية ضعيفة في الجزائر عية: الأسرة الجزائرية أضحت تهتم بالضروريات على الكماليات سمير : البيع بالتخفيض سيشمل المواد الاستهلاكية
نصيرة سيد علي
لجأ العديد من التجار الجزائريين إلى فتح مواقع الكترونية وصفحات عبر شبكة التواصل الاجتماعي كوسيلة أخرى لتدارك الخسارة التي تكبدوها جراء قرار الحجر المنزلي الكلي والجزئي الذي فرضته الدولة لمنع تفشي وباء كورونا المستجد كوفيد 19، وتعتبر الفترة بين جانفي وشهر ماي فترة محددة للبيع بالتخفيض استعدادا لدخول فصل الصيف واستقبال جديد ما ستجود به مختلف دور العرض والتصاميم لمختلف أنواع الألبسة والأحذية والاكسسورات المختلفة، ورأوا في التجارة الاكترونية بديل للتجارة العادية وأنها تخدم المرحلة الحالية التي تعيشها الجزائر على غرار العديد من الدول العالم التي ظهر فيها جائحة كورونا. حيث اعتدنا اكتساح واجهات المحال اوالفضاءات التجارية قصاصات تحمل أسعار مختلف أنواع الألبسة والأحذية وحقائب اليد المتنوعة، إيذانا بدخول الفصل الموالي بتشكيلة من الألبسة التي تستجيب لموضة العصر، ونحن على عتبة موسم الصيف، عكفت العديد من التجار وضع قائمة من التخفيضات على بضائعهم بغية تصفية المخزون، استعدادا لاستقبال جديد الموضة فصل الصيف 2020 .
منصات الكترونية تتحول إلى واجهات تجارية لتصريف المخزون
ولدى جولتنا التي قادتنا إلى مختلف شوارع العاصمة، والمدن الأخرى عبر الوطن، لم نعد نشاهد تلك اليافطات التي تحمل نسب تخفيض مختلفة قد تصل إلى 50 بالمائة، أو أكثر، على واجهات المحال التجارية مما يفتح شهية المستهلك ويدفعه لاقتناء ما يلزمه من الأشياء المعروضة بأثمان مغرية، تغنيه عن التنقل من محل لأخر عله يصل إلى غايته المنشودة. إلا أن واقع بيع بالتخفيض أو ما يعرف ب – الصولد- لم يعد يجدي خلال إجراء الحجر الصحي أو المنزلي المفروض من قبل السلطات العليا تفاديا لانتشار فيروس كورونا، ومن خلال بعض الشهادات التي استقيناها من بعض التجار الذين استطلعت ” الحوار” أرائهم حول مسألة وضعهم التجاري في زمن الكورونا، وجدنا الكثير منهم سارعوا إلى إنشائ صفحات الكترونية يعرضون من خلالها بضائعهم، وفي هذا الإطار أوضح لنا أحمد ياسين صاحب محل تجاري خاص بالألبسة النسائية، حيث أكد لنا أنه ومع قرار توقيف العديد من الأنشطة بهدف انتشار وباء كورونا، جعله يبحث عن وسيلة أخرى لتصريف مخزونه التجاري خوفا من تكدس سلعته مع ظهور موضات أخرى مع حلول فصل الشتاء المقبل، حيث وجد يقول أحمد ياسين في منصات التواصل الاجتماعي فرصة كي يتواصل مع زبائنه دون وإبرام صفقات البيع والشراء دون عناء التنقل إلى المحل بل هو من يقوم بتوصيل طلبية الزبون نحو منزله، رغم العناء الذي يتكبده يقول ذات التاجر إلا أنه يراها مناسبة كحل مؤقت. من جهتهم أوضحت لنا السيدة فتيحة أنها كثيرا ما تتعامل مع التجار عبر شبكة التواصل الاجتماعي لاقتناء ما تريده من احتياجاتها الضرورية من بعض الأمور المتعلقة بالألبسة رغم أن توجه العائلة الجزائرية الآن ليس لاقتناء كمالياتها بقدر ما تبحث عن المواد الضرورية، متمنية أن تعود الأمور إلى طبيعتها في القريب العاجل.
التجارة الالكترونية ضعيفة في بلادنا وفي السياق، أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور سليمان ناصر في تصريحه ل ” الحوار” أن النشاط التجاري جراء تفشي وباء كورونا انكمش على نفسه، ولم نعد نرى إقبال الناس على المحال التجارية تحت طائلة الخوف من الاصابة بعدوى الفيروس القاتل، وما زاد الطينة بلة الحجر المنزلي وفرض حظر التجول على الساعة الثالثة بعد الزوال، وقّلل من حركة السير، حيث اعتادت العائلات الخروج للتبضع بعد خروجها من عملها، ضف إلى ذلك تدهور القدرة الشرائية للمواطن الجزائري التي تفاقمت بعد الأزمة الصحية، التي انجرت عن تسريح العديد من العمال، ومنهم من يعمل بالأجر اليومي، مؤكدا أن المستهلك الجزائري في وقتنا الراهن لم يعد يهتم بالسلع الكمالية بقدر ما يهتم بالضروريات، ومع اقتراب حلول الشهر الفضيل يضيف ناصر فالممواطن الجزائري أضحى يفكر في كيفية تأمين مستلزمات المطبخ والمائدة فقط، وحول ظاهرة تحول التجار من ممارسة نشاطهم في الواقع العادي إلى الفضاء الأزرق قال ناصر أن ذلك لن يغينهم عن تجارتهم العادية لأن النموذج التجاري الالكتروني لا زال ضعيف في بلادنا، ولم تصل إلى الحجم المطلوب وبالتالي يبقى هذا العامل ضعيف.
من أولوياتنا في وقت الراهن توفير السلع للمواطن أكد المكلف بالإعلام بوزارة التجارة، سمير مفتاح في حديثه ل ” الحوار” أن أولى الأولويات في وقتنا الراهن هو البحث عن وسائل لتوفير المواد الاستهلاكية للمواطن، مضيفا أن وزارة التجارة تؤكد أن البيع بالتخفيض لن يتوقف عند عتبة بائع الألبسة والأحذية وغيرها إنما سيشمل أيضا حتى المواد الاستهلاكية، وسوف يدخل القرار حيز التطبيق بعد انقضاء الازمة الصحية وسيكون ذلك بالتنسيق مع الولاة حتى نضع المستهلك الجزائرية في أريحية تامة.
التجارة على الفضاء الأزرق قليلة الجدوى من جهته، قال الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحمان عية في تصريحه ل ” الحوار” إن تجارة الكماليات تراجعت بنسة 50 بالمائة بعد قرار الحجر الصحي، كما تضررت معها العديد من الأنشطة التجارية الأخرى، وتسببت في فقدان الكثير من العمال وظائفهم، ومنهم من يعمل بالأجر اليومي هؤلاء يقول عية أصبحوا يولون اهتمامهم بتوفير مستلزمات الضرورية للعائلة بدل الاهتمام بالأمور الكمالية التي يطالها البيع بالتخفيض، لأن من أولويات الأسرة الأن ونحن مقبلون على شهر الرحمة والغفران تتجه مباشرة لتوفير الحاجيات الأساسية بالدرجة الأولى، وبخصوص توجه بعض التجار إلى الواجهة الالكترونية لتصريف بعض منتجاتهم، قال عية أن التجارة الالكترونية غير كافي في ظل غياب الدفع الالكتروني، ولا يهتم بها كل الفئات العمرية بحيث الكثير منا لم يعتد على التعامل التجاري عبر هذه المسيلة، مما جعلها ضعيفة الأداء تجاريا ولا تؤدي الغرض المنشود.