مهماه: مهماه : دعوة مستعجلة لمجموعة أبك + لاجتماع طارئ سواهلية: العالم يعيش على وقع كارثة نفطية غير مسبوقة بريش: انهيار المسبوق لسوق النفط يحتم على الجزائر اتخاذ إجراءات صارمة
نصيرة سيد علي أكد الخبراء في الطاقة والاقتصاد الذين استطلعت “الحوار” آراءهم حول انعكاسات انهيار سعر برميل النفط في الأسواق الدولية، حيث سجل أمس فارقا في السعر بقيمة 55 دولار للبرميل كفرق بين قيمة الافتتاح والاغلاق، لكن في المقابل نجد بأن خام «مزيج صحاري الجزائري» كان في مأمن عن حالة الانصهار التي حدثت أمس، وأن ما حدث أمس من انصهار لبرميل النفط يخص خام غرب تكساس الأميركي الوسيط، إلا أنهم أكدوا أن الوضع المعقد يدق ناقوس الخطر للعالم بأسره، إذا ما لم تسارع مجموعة الدول العشرين إلى دعم جهود «أوبك+» كميًّا ورقميا بتخفيضات معتبرة، وأن تلتزم بها، كما يتعين على أسرة «أوبكّ+» أن تلتأم كضرورة ملحة لتقييم هذا الوضع المنذر بكارثة محققة كما يهدد اقتصاديات العالم برمتها.
إشتري مني برميل نفط ب 11 دولار وخذ معه 4 براميل مجانا…
وفي السياق، أوضح الخبير الطاقوي الدكتور بوزيان مهماه في حديثه ل ” الحوار” أنه ينبغي اعتبار ما حدث امس الأول في أسواق النفط، هو حدثا تاريخيا، غير مسبوق في الصناعة النفطية العالمية، وغير مشهود من ذي قبل بالنسبة لسعر خامات النفط، لأن مع بداية التداول أول أمس الإثنين كان سعر الافتتاحي لخام غرب تكساس الأمريكي الوسيط و الخفيف كان قد بدأ في مستوى 18 دولار، ثم لينزل بدءا منتصف النهار تحت عتبة 10 دولار للبرميل، ثم ليتحول إلى حالة الانصهار الكلي ليتم الإغلاق على سعر سالب أكثر من ناقص37 دولار للبرميل، بمعنى يضيف مهماه أن المضاربين كانوا يناشدون المشترين بدءا من منتصف النهار بعبارة ” إشتري مني برميلا ب 11 دولار وخذ معه أربع براميل مجانيا” لأن فارق القيمة بين السعر الافتتاح والإغلاق هو 55 دولار، واصافا يوم الإثنين بأنه كان جهنميا بالنسبة للمضاربين، كما قال أنه يجب هنا أن نركز على السبب المباشر لما حدث أول أمس، حيث أن المضاربين وسماسرة البورصة ومن يتعاملون ب”البرميل الورقي” وليس بالشحنات المستلمة فعليا هم المتسببون في كارثة الإثنين وحالة الإنصهار الجهنمي للخام الأمريكي.
مزيج الصحاري الجزائري لا يتخلف في قيمته عن البرنت القياسي العالمي بأزيد من 2 دولار فقط.
هذا، ويرى بوزيان مهماه بأن ما وقع أمس الإثنين الأسود كان محدودا جغرافيا ومحدودا بالنسبة لنوعية محددة من خامات النفط ، لأنه شمل أمريكا الشمالية فقط، بمعنى أسواق الولاياتالمتحدةوكندا، وثانيا أنه شمل خامات محددة وتخص أساسا الخام الخفيف الأمريكي، ومزيج النفطي الرملي الكندي، أما بقية الخامات على غرار البرنت القياسي العالمي فهو لم يتأثر بتسونامي الإنصهار، حيث أنه بقي يهتز في نطاق 28 و 26 دولار طيلة يوم الاثنين، وكذلك بالنسبة لخام الجزائر المعروف بمزيج صحاري الجزائري الذي كانت قيمته كمتوسط أعلى من 24فاصل 5 دولار يوم أمس الأول، ولذلك أن ما كان يروج طيلة أسابيع الماضية بأن الخام الجزائري هو في أدنى مستوى له مقارنة مع البرينت وبفارق يتجاوز 10 دولار هي معلومة لا أساس لها من الصحة، لأنها مستقاة من الموقع الأمريكي ” أويل برايز” وهي تقدير لا يستند إلى أية مرجعية، لأن مزيج الصحاري الجزائري لا يتخلف في قيمته عن البرنت القياسي العالمي بأزيد من 2 دولار، كما يرتبط ما وقع يوم الإثنين حسب مهماه محدود زمنيا لأن ما شهدناه أول أمس قد تسبب فيه المضاربون في شكل مباشر كونهم يمتلكون عقودا آجلة لتسليمات نهاية شهر ماي، من شحنات نفطية تم شراؤها ورقيا وليس فيزيائيا طيلة فترة الربع الأول من هذه السنة، من جانفي إلى نهاية مارس، ولذلك وجد هؤلاء السماسرة أنفسهم حسبه أمام حلول ميعاد انتهاء صلاحية هذه العقود مع بدء يوم الثلاثاء، ولذلك ليس أمامهم سوى خيارين إما تصريف ما لديهم من عقود إلى طرف مشتري أخر مهما كان السعر أو القبول بالإستلام الفعلي لهذه الكميات الهائلة من النفط والبحث عن البنى التحتية لتخزينها والإحتفاظ بها، وهو ما سيكلفهم تكاليفا باهظة ستقضي على أرباحهم وهذا في حالة إذا وجدوا خزانات متاحة، لكن أمام حالة التشبع للمخزونات فإن الخطورة بالنسبة لهم عدم تصريف هذه البراميل الورقية لأنهم لا يمكنهم الاحتفاظ بها أو سكبها حتى في البحر خاصة مع القوانين الصارمة والردعية البيئية الأمريكية والعالمية، ولذلك مع منتصف نهار أمس الإثنين دب الهلع في أوساط المضاربين ووقع حالة التدافع للتخلص من مما لديهم من «البراميل الورقية» تحت ضغط الوقت وهو ما أوصل سعر البرميل الامريكي الخفيف الى الانصهار التام كما قال، لذلك هذه الوضعية توقفت مع بدء دورة التداول للعقود الآجلة لشهر جوان مع بداية الافتتاح صبيحة أمس الثلاثاء، حيث جرى الافتتاح للخام الخفيف الأمريكي على سعر 22 دولار.
المجموعة ال 20 عليها تحمل وزر هذه التراجعات
هذا وقال الخبير الطاقوي بوزيان مهماه الآن ورغم بداية الدورة الجديدة للعقود الآجلة لشهر جوان فإننا نلاحظ بأن منحى التداول طيلة نهارأمس هو منحى هبوطي سواء بالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط وأيضا بالنسبة للبرنت، هذا ما يجعلنا نتخوف من تولد «أثرالدومينو» وبأن يسري الانصهار في كامل أوصال السوق النفطية العالمي، ولعل هذا التخوف يدعونا إلى توجيه رسالة قوية تحمل جرس الانذار لكل الأسرة الدولية وخاصة مجموعة العشرين الكبار لأنهم يتحملون وزر هذه التراجعات نتيجة لتخلفهم على تقديم الدعم اللازم لجهود «أبك+» لأن مجموعة العشرين مطالبة بالإعلان على تخفيضات كمية ورقمية ملزمة لكل المنتجين، سواء الولاياتالمتحدة أو كندا أو النرويج أو البرازيل أو المملكة المتحدة ولذلك أجد أنه من الضروري أن تلتأم «أسرة أوبك» على الخصوص على مستوى اللجنة الاقتصادية لها مع إشراك الأعضاء المستقلين الملتزمين مها في الاتفاق الأخير لتقييم هذا الوضع المنذر بالكارثة المحققة ستعصف باقتصاديات الجميع إذا لم تتحمل كل الدول على مستوى العالم مسؤولياتها في التخفيض والالتزام بهذا التخفيض، وإلا فإن الإنهيار المريع لاقتصاد العالم سيكون حتمية لممارسات المضاربين والسماسرة والرأسمالية الأنانية والمخادعة، التي تقود الإنسانية إلى حتفها.
تخمة كبيرة للعرض بسبب توقف مؤسسات الانتاج قال الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد سواهلية في حديثه ل ” الحوار” إن العالم اليوم يشهد أزمة حقيقية حول أسعار النفط التي لازالت في انهيار مستمر ولمستويات قياسية حيث بلغ سعر نفط دول أوبك إلى حدود 27 دولار ، أما أسعار غرب تكساس فقد بلغت البارحه أسعار خيالية لم نشهدها منذ بدء التداول بالعقود الآجلة منذ 1983 حيث بلغت خسارة بما يقارب 37 دولار للبرميل إلا أن هاته الأسعار، ورقية غير محققة في الواقع ولا تتم إلا بعد تصحيح السعر في القريب حسب قواعد البورصة، مرجعا الأسباب إلى اغلاق أبواب البورصة اليوم الثلاثاء لعقود الآجلة لشهر ماي وهذا ما سيعود على المضاربين للنفط الأمريكيين بخسائر لكنها في نظرهم أقل تكلفة من عواقب التخزين الذي انعدم أو عقوبات عدم التسليم وتعد خطوة للتخلص من كميات موجودة وبأي ثمن ولو بالخسارة ترقبا واستعدادا لعقود أفضل خلال افتتاح البورصة الأربعاء للعقود الآجلة لشهر يونيو وهذا كله يرجع لامتلاء الخزان الأمريكي للنفط مما تسبب في غياب المشترين للنفط وانعدام أمكنة التخزين وتخمة كبيرة للعرض بسبب توقف مؤسسات الانتاج .
تراجع عقود الخام الأمريكي إلى إمتلاء الخزانات بسبب نقص الطلب العالمي إن تراجع عقود خام “الو م أ” سببه الأساسي حسب الاقتصادي أحمد سواهلية راجع إلى امتلاء الخزانات الأمريكية لاقصى بسبب توقف المؤسسات عن الانتاج ونقص الطلب العالمي على النفط بما يقارب 30 % أي ما يعادل 30 مليون برميل، وأن تأثيرات انهيار عقود خام تكساس الأمريكي على أسعار نفط أوبك محدودة جدا لسببين أساسيين اولهما أن عقود أوبك طويلة الاجل وسريعة التنفيذ لا تنتظر موعد اغلاق البورصة مما يقلل المضاربين فيها كما أن معظم دول أوبك لا تمتلك التخزين وكل ما تنتجه تسلمه عكس الو م أ التي دائما تلعب على وتر التخزين لما تمتلكه من خزانات كبيرة للنفط مما يتسبب في مدة طويلة للمضاربة عندها مع العلم أن الو م أ هي أكبر منتج للنفط بحوالي 13 مليون برميل كما أنها تستورد حوالي 7 مليون برميل، أما السبب الثاني فحصره في أن عقود خام تكساس تداولها محلي فقط في الو م أ ولا يتم تصديره مما يبطئ المضاربة فيها، وفي العموم مازالت أسعار نفط أوبك منخفضة جدا وهو أمر مقلق للغاية رغم تخفيضات الانتاج العالمي بحوالي 9.7 مليون برميل وكل ذلك يرجع للوباء الذي تسبب في توقف مؤسسات الانتاج العالمي.
ستتراجع صادرات الجزائر من المحروقات من جهته، أرجع الخبير الاقتصادي الدكتور عبد القادر بريش في تصريحه ل ” الحوار” انهيار أسعار النفط الامريكي بهذا الشكل يؤذن بانهيار صناعة النفط الصخري الامريكي، نتيجة تشبع وتخمة المخزون في المصافي الامريكية وعدم وجود قدرات تخزين تستوعب فائض الانتاج نتيجة تراجع الطلب مع استمرار تعليق النشاط الاقتصادي في الولاياتالمتحدةالامريكية ممكن يعاود السعر الانتعاش بعد هذه الهزة وبعد تصحيح السوق وننتظر. يوم أو يومين لنرى اسعار العقود لشهر جوان كيف ستكون عليه الامور لان الاسعار المسجلة امس خاصة بالعقود الفورية لتسليم شهر ماي ننتظر اليوم الاجراءات التي سيعلن عليها الرئيس الامريكي ومن خلالها ما ستؤون اليه الامور ولكن عموما السوق البترولية في ازمة نقص الطلب وفائص في المعروض والتعافي من هذه الازمة سيأخذ وقتا على الأقل حتى نهاية السنة مع فرضية تعافي العالم من جائحة كورونا وعودة الاقتصاد للعالمي. للانتعاش. تدريجيا. وقال بريش العالم دخل في أزمة و تداعياتها ستكون كبيرة على الاقتصاد العالمي ككل وبخاصة على الدول التي تتمز اقتصادياتها بالهشاشة. والتبعية للنفط كما هو الحال بالنسبة للاقتصاد الجزائري ستتراجع عائدات صادرات المحروقات ب50% وتترتجع موارد الميزانية العامة للدولة من الجباية البترولية الحل يكمن في المزيد من اجراءات التقشف والضغط على النفقات العامة وتخفيضها وتقليص فاتورة الاستيراد والتصرف بعقلانية والعمل على ديمومة احتياطي الصرف.