قال مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف والذاكرة الوطنية، محمد شيخي، اليوم، أنه على الباحثين وعلماء الإجتماع والنفس الشروع في إعداد ملفات دقيقة لتجريم الاستعمار، مؤكدا أن الأرشيف الوطني الموجود كافي لتجريم فرنسا . وقال محمد شيخي، أن عمل المؤرخين في كتابة التاريخ لا يغطي تاريخ الجزائر من بدايته إلى الآن، وأنه مازلنا نتخبط في منهجية المدرسة الفرنسية، وأبرز أن الاستعمار قاوم عناصر الهوية وتقاليد البلاد منذ دخوله إلى الجزائر وما يزال يحاربها إلى غاية اليوم . وأشار شيخي، لدى حلوله ضيفا على الإذاعة الوطنية، أن المؤرخين الذين كتبوا باللغة الفرنسية أبعدوا هذه العناصر بدعوى اللائكية، “لكننا نعرف أن هذه العناصر هي التي مكنت الشعب الجزائري من الحفاظ على شخصيته”. ونوه مستشار رئيس الجمهورية، أن الأرشيف الوطني الموجود كافي لتجريم الاستعمار وعلى الباحثين وعلماء الاجتماع والنفس الشروع في إعداد ملفات دقيقة لتجريم الاستعمار، فيما يرى أن التعويض له مجاله ويتطلب عملا جادا وإعداد إثباتات وضبط، وتابع : “عندما نتكلم عن شهداء أحداث 8 ماي 45 نقول إن عددهم 45 ألف شهيد نحتاج إلى أدلة دقيقة لهذا العدد حتى نطلب التعويض”. كما أكد المصدر أنه بصدد وضع تصور لكل ما يتعلق بملفات الذاكرة، موضحا أن الرئيس يريد إعادة بناء المجتمع الجزائري والتأسيس لدولة جديدة ونظام جديدة، وأرجع المتحدث تأخر استئناف المفاوضات بخصوص ملف الأرشيف الوطني، إلى أزمة “كورونا”، مؤكدا أن الإرادة السياسية متوفرة لدى السلطات الجزائرية لكن فرنسا تفتقدها، وقد تكون الموازين قد تغيرت الآن .