البلاد.نت- حكيمة ذهبي- قال مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف والذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي، إن فرنسا مازالت تقاوم عناصر الشخصية الجزائرية المتمثلة في اللغة والدين والعادات والتقاليد. وأورد شيخي، الذي كان يتحدث عبر أمواج القناة الإذاعية الأولى، اليوم الخميس، أن عمل المؤرخين في كتابة التاريخ ناقص وغير متكامل، ولا يغطي تاريخ الجزائر من بدايته إلى الآن، وتتحمل مسؤوليته الجامعة والمؤرخون، مبرزا أن عملهم يتمثل في إعداد برامج فيما يكمن دور الدولة في تأسيس منهجية المدرسة الجزائرية لكتابة التاريخ ومازلنا نتخبط في منهجية المدرسة الفرنسية، داعيا الجامعة إلى تحرير كتابة التاريخ. وأعاب انعدام منهجية جزائرية لكتابة التاريخ، والاعتماد على المنهجية الفرنسية، قائلا إن هناك عدة مؤرخين كتبوا باللغة العربية لم تقيّم أعمالهم على غرار مبارك الميلي والشيخ عبد الرحمان الجيلالي والشيخ علي دبوز، أما الذين كتبوا باللغة الفرنسية فقد بقوا قريبين من المنهجية الفرنسية، التي تبعد العناصر الأساسية في الشخصية الجزائرية لأنها هي التي وقفت في حلق الاستعمار وقاومته ومكنت الشعب الجزائري من الحفاظ على شخصيته. وتتمثل هذه العناصر –حسب شيخي- في العادات والتقاليد والدين واللغة، مبرزا أن الاستعمار قاومها منذ دخوله إلى الجزائر وما يزال يحاربها إلى غاية اليوم. مشيرا إلى أن المؤرخين الذين كتبوا باللغة الفرنسية أبعدوا هذه العناصر بدعوى اللائكية، "لكننا نعرف أن هذه العناصر هي التي مكنت الشعب الجزائري من الحفاظ على شخصيته". وأفاد شيخي، أن الأرشيف الوطني الموجود كافي لتجريم الاستعمار وعلى الباحثين وعلماء الاجتماع والنفس الشروع في إعداد ملفات دقيقة لتجريم الاستعمار، لكنه يرى أن التعويض له مجاله ويتطلب عملا جادا وإعداد إثباتات وضبط، مصرحا: "عندما نتكلم عن شهداء أحداث 8 ماي 45 نقول إن عددهم 45 ألف شهيد نحتاج إلى أدلة دقيقة لهذا العدد حتى نطلب التعويض". بخصوص منصبه الجديد كمستشار للرئيس مكلف بملف الذاكرة، أكد محمد شيخي، أنه بصدد وضع تصور ذلك أن الملف ثقيل ويحتاج إلى بذل مجهودات كبيرة، مشيرا إلى أن الرئيس يريد إعادة بناء المجتمع الجزائري، والتأسيس لدولة جديدة ونظام جديدة بإعادة ترتيب البيت التي تحتاج إلى مواطن صالح الذي يتشبع بقيم بلده وتاريخه ويعتز به. وأوعز تأخر استئناف المفاوضات بخصوص ملف الأرشيف الوطني، إلى أزمة "كورونا"، مؤكدا أن الإرادة السياسية متوفرة لدى السلطات الجزائرية لكن فرنسا تفتقدها، وقد تكون الموازين قد تغيرت الآن.