حديث الحراش أ. هشام موفق مداد العادات السبع للمؤثرين أ. هشام موفق مداد – “ما هي هذه العادات الحاج؟” سأل مراد وهو يقلب صفحة من كناشه، ليكتب على أعلاها: سبع عادات. — “هناك شخص رائع، أحد عباقرة تطوير الذات في هذا الزمن اسمه ستيفن كوفي، وله عشرات المؤلفات التي تعتبر مراجعا في مختلف هذه العلوم.. هذا الرجل تتبع كبار مدريري الشركاء والمؤثرين في العالم، وبعد ربع قرن خلص إلى تلخيصها في سبع عادات يشتركون فيها”.. – “رائع” تفاعل الشاب وقد أرجع ظهره ليتكئ على الأريكة الخشبية، ووضع رجلا على رجله مسندا كناشه على ركبته.. — “هذه العادات مقسمة إلى قسمين رئيسيين” أضاف الشيخ “قسم سماه ستيفن عادات النصر الشخصي، وقسم هو عادات النصر الجماعي، وعادة أخيرة للتجديد”.. – “عفوا الحاج، قلت لي سبع عادات أم ثلاث؟” تساءل مراد. — “سأشرح لك.. هناك ثلاث عادات للنصر الشخصي، وثلاث أخرى للنصر الجماعي، وعادة لتجديد طاقتك، فتصبح سبع عادات”.. – “آه.. فهمت الآن.. هكذا أستطيع استيعابها” أردف مراد مبتسما.. — “جيد.. دعني أحبرك بملخص لكتاب ستيفن كوفي هذا واسمه العادات السبع للأشخاص الأكثر تأثيرا، وأنت عد إليه وادرسه مرات ومرات”.. “يشير المؤلف إلى أن الانسان يمر في حياته بثلاث مراحل: مرحلة الاعتماد على الآخرين، وهي مرحلة ضرورية في الصغر، لكن مشكلة الكثيرين أنهم يولدون ويموتون وهم معتمدون على الآخر”.. – “كيف ذلك” سأل مراد. — “أنت في صغرك كنت تعتمد على والديك في إعاشتك وإقامتك، وعلى المدرسة في تعليمك، وهكذا.. لكن المفروض تبدأ تستقل تدريجيا في كل مناحي حياتك”.. – “نعم.. صحيح.. لكن السؤال هنا، كيف أعرف أني مستقل فعلا؟”. — “أحسنت… هذا هو السؤال المنطقي هنا، وهذا ما بدأ يجيب عنه ستيفن كوفي، وسماه مرحلة الاستقلال، حيث وجد أن المؤثرين في العالم يتشاركون 3 عادات هنا، هي عادات النصر الشخصي”.. – “جميل جدا.. أنا جاهز الحاج” تفاعل مراد. — “العادة الأولى هنا سماها عادة المبادرة، أو المسؤولية.. أن تتحمل مسؤولية حياتك، وستجد كلاما طويلا وعريضا في الكتاب عن تطوير الخيال والتعامل بالضمير والقيم، وغيرها من التفاصيل الرائعة”.. – “ممتاز.. أعدك أن أدرس هذه العادة الأولى جيدا، ما العادة الثانية؟” سأل الشاب.. — “الثانية هي عادة التخطيط، وأن تبدأ والنهاية في ذهنك.. ومجملها ألا تبدأ بأي عمل إلا وقد حددت نهايته التي تريد الوصول إليها”.. – “وكأن الكلام هنا عن الأهداف، أليس كذلك؟”.. — “بالضبط.. أنت تذكر مواصفات الحصيلة صح؟” سأل العجوز. – “المواصفات الثمانية.. نعم أذكرها” أجاب الشاب، قبل أن يضيف “لطالما كنت أريد تعريفا بسيطا للتخطيط”.. — “ببساطة، التخطيط يعني أن تعرف بالضبط ماذا يجب عليك القيام به ثم تلتزم”.. – “جميل.. ماذا عن العادة الثالثة؟”. — “الثالثة، هي أن تبدأ بالأهم قبل المهم، وهو ما يصطلح عليه في علوم القيادة والإدارة بإدارة الأولويات” أجاب الشيخ. – “إدارة الأولويات لها علاقة بالأعمال التي يجب أن أقوم بها والأعمال التي أتجاهلها.. يا إلهي كم أعاني من الفوضى في حياتي” قال مراد.. — “لست أنت فقط، بل الكثيرون في هذا العالم يعانون من ذلك”.. – “نعم نعم.. دعني أرتب أفكاري الحاج وأراجع ما تفضلت به” قال مراد. — “تفضل” أجاب العجوز وقد رفع رأسه يراقب أشجار غابة المكان الجميل والتغييرات التي حصلت عليها من ملاعب وترصيف، فيما انكب الشاب على الصفحات يسطر على العبارات المهمة، ويعلق على بعضها، قبل أن يقطع ذاك السكون: “لحقنا إذن لعادات النصر الجماعي وهي 3 عادات أيضا”. “نعم تماما، لكن دعنا نخرج من هذه الغابة وسنكمل في طريق عودتنا”. – “حاضر”. تمشى الرفيقان خارج الغابة وأخذا الطريق الذي يشق الحي بطوله، بسبب أشغال الميترو في الطريق الرئيسية.. كان الشيخ يلمح البيوت التي بنيت حديثا، قبل أن يستأنف كلامه: “هذه المرحلة يسميها ستيفن كوفي مرحلة التعاضد أو التكاتف، وفيها عادات تضبط عمل الفريق الواحد، لتكون الإنتاجية عظيمة، وهي مرحلة لا تكون إلا بين أشخاص مستقلين أساسا”.. – “تقصد أشخاص لهم العادات الثلاث الأولى؟” استفسر الشاب. — “نعم تماما.. وأولى عادات النصر الجماعي هي عادة التفكير رابح-رابح، حيث لا يشتغلون أي عمل إلا وهو يعود بالفائدة على الجميع، وليس على شخص دون شخص”.. – “اشرح لي أكثر من فضلك”. “سأوضح لك.. يوجد أربع عقليات هنا، ثلاث منها فاسدة وواحد فقط صالحة: فهناك من يفكر بعقلية أنا أربح وأنت تخسر، وهذا استغلال مقيت.. وهناك من يفكر بعقلية أنا أخسر وأنت تربح، وخاصة الأمهات مع أبنائها أو زوجها، وهذا خطأ.. وهناك عقلية أنا أخسر وأنت تخسر، وهذه تعيسة جدا.. فأفضل عادة تفكير هنا هي انا أربح وأنت تربح”.. – “جميل.. فهمتها.. ماذا عن العادة الأخرى هنا؟”. — “هي عادة الانصات التعاطفي.. وكما تفهم أن تنصت لشخص أعمق من أن تستمع له، وتحتاج هنا أن تحاول فهمهم قبل أن تطلب منهم أن يفهموك”.. – “هايل الحاج بارك الله فيك، والأخيرة”. — “العادة الأخيرة هي عادة التكاتف، وهي نتيجة لفريق أعضاؤه مستقلون ويتحلون بتفكير رابح رابح، وينصتون تعاطفيا، فيكونون فريقا مسؤولا وصل لمرحلة من التناغم والتعاضد، ما يجعل 1+1 لا يساوي اثنين، بل قد يساوي مئة أو ألف، لأن الواحد منهم هنا أمة لوحده”.. – “واااو.. رهيب والله”.. — “نعم.. إذا بلغت هذه المرحلة، فيبقى لك أن تعرف عادة، وهي تجديد طاقتك باستمرار عبر التطوير الذاتي، وهي العادة التي سماها ستيفن كوفي عادة شحذ المنشار”. – “شحذ المنشار؟”. — “نعم.. يمثل المرء هنا كحطاب يحتطب في غابة بمنشاره، وبعد مدة من استخدامه يحتاج أن يشحذه، فكذلك أنت تحتاج أن تطور ذاتك في أربعة سياقات: جسدك، عقلك، قلبك، وروحك”.. – “يا إلهي.. أشعر أن دماغي سينفجر من كم هذه المعلومات”.. — “خذ نفس عميق إذن”.. يتبع