رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس ل ” الحوار” حاورتها: نصيرة سيد علي أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس في لقائها مع ” الحوار” أن الطرود الغذائية تشمل رمضان الفارط لذي جاء في ظرف استثنائي لا يتوقف عن الأسر المعوزة التي أحصتها هيئتها عبر الوطن والبلغ عددها 250 ألف عائلة، بل تتعدى العمليات التضامنية إلى العائلات التي تضررت من وباء كوفيد 19 ، الذي تسبب في تسريح العديد من العمال، كما ردت ضيفة ” الحوار” سعيدة بن حبيلس على من اتهم هيئتها بأنها لم تقم بواجبها المعهود، هذا وتطرقت ذات المسؤولة إلى عديد النشاطات التي قام بها المتطوعون في هذا الشهر الفضيل…
كم أحصيتم من عدد العائلات المتكفل بها و ما هي المناطق المستهدفة؟ تم إحصاء ما يقارب 250 ألف عائلة، دون احتساب عدد العائلات التي توقف رب أسرتها عن العمل بسبب غلق مقرات عملهم وهم كثر، والهلال الأحمر الجزائري لا يخصص لها له ميزانية، رغم ذلم كثفنا نشاطنا في الميدان، أوجه ندائنا من خلال منبر ” الحوار” إلى ذوي البر والإحسان من أرباب العمل وأفراد المساهمة ولو بدينار رمزي، وبحسب عملية الإحصاء التي قمنا بها مثلا توصلنا إلى إحصاء بمنطقة الحدودية الجنوبية المسماة تينزاواطين 200 عائلة، وهي الجالية الجزائرية الذين نصبوا خيمهم، شمال مالي، حيث اتصلوا بها شهر جانفي طالبين المساعدة، إلى جانب مناطق حدودي ناحية جنوب شرق الجزائري التي تربطنا مع الشقيقة تونس مثل ولاية ورقلة، والهضاب العليا، وقبائل الرحل التابعين لولاية النعامة حيث أحصينا ما يزيد عن 100 عائلة، ندعمهم ليس فقط مواد غذائية بل نزودهم بالخيم، منطقة شرق ولاية البويرة المسماة مناطق الظل تم إحصاء 200 عائلة، وبمنطقة درقانة بجاية تم إحصاء أيضا أكثر من 100 عائلة، والعملية تتواصل يوميا، و500 عائلة من تينزاواطين ، نحن مهكلون عبر 1541 بلدية في كامل 48 ولاية هي دائمة عملنا وليس ظرفية، والهبة التضامنية ليس فقط في رمضان. وشمل التضامن أيضا حتى مع أشقائنا من دولة ليبيا الشقيقة والمساعدات، وهذه الأخيرة مدت الثورة الجزائرية المجيدة بالمال والسلاح ونحن انطلقنا من مبادئ الشرع الإسلامي أن الاسلام معاملة وقد وزعنا اكثر من 55 الف طرد غذائي خلال رمضان.
اتهم الهلال بتخلفه عن موكب تقديم المساعدات والتضامن مع المنكوبين بالبليدة التي تضررت بوباء كورونا، ما ردكم؟ كان ردنا في الميدان، ولا نبالي بما يقال، الحقيقية أنه ومنذ الأزمة ونحن مجندين في، قمنا بتوزيع مواد التنظيم والتعقيم، ومنذ ظهور أولى حالات العدوى بهذا الفيروس، ونظمنا حملات للتحسيس والدعم البسيكولوجي للعائلات التي فقدت ذويها نتيجة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، كما قمنا بمراسلة المتطوعين من جميع الولايات، وتلقينا إستجابة كبيرة، حيث زرنا قرى بولاية تيزي وزو، منها قرية ميرة وإفليسن، حيث ظهر فيها حالة مصابة بفيروس كورونا، حيث تم تزويدها بمواد التعقيم وزرنا أهل المصاب المتوفى وقمنا بموساتهم وكان من بين الفريق أخصائيين في علم النفس، ومتطوعون تحدوا الخطر بوسائل بسيطة جدا، مثل الكمامة، ولم يتوفرون على لباس يقيهم خطر الإصابة، ومع ذلك واصلوا عملهم التضامني مع إخوانهم، كما التحق بنا عدد كبير من المتطوعين في هذه العملية، كما فتحنا ورشة لخياطة الكمامات الطبية في كل من تيزي وزو وقسنطينة، وقدمناها مجانا، وزودنا إيطاليا ب 300 ألف قفاز طبي، في إطار تعزيز روح التضامن بين دول الصديقة وهي هبة تبرع بها أحد المحسنين باسم الهلال الأحمر، كان لها صدى ايجابي، ودعمنا معهد باستور ب 100 ألف كمامة طبية معقمة، و3 ألاف جهاز كشف فيروس كورونا، وهناك مستثمر جزائري، قدم دعم مستشفى مستغانم بمعدات طبية، باسم الهلال الأحمر الجزائري، حيث نقوم بإرسال المواد الصيدلانية والطبية إلى مستحقيها عن طريق الصيدلية المركزية ومعهد باستور، بعد ما نقوم بالإجراءات الكاملة نسلمها إلى هيئة مختصة وهي التي تتولى أمر تسلمها للمستشفيات، وساعدنا الصليب الأحمر الصليبي بأكثر 400 ألف عشرة جهاز كشف لكوفيد 19. وليس المرة الأولى التي نتهم فيها، وأعرف هؤلاء المتربصون بهذه الهيئة التي لم تتخلف عن الميدان، وانتهجنا استراتيجية جديدة المبنية على نشر الوعي والعناية والشفافية في العمليات التضامنية وعدم الاتكال على الخزينة العمومية، من 2015 لم نأخذ فلس واحد، ولم ولن أرد على هؤلاء، بل ردنا في الميدان، وكل الأدلة تدل على أننا ومنذ العشرية الحمراء ونحن نقدم المساعدات ونقوم بالعمل التضامني والتكافلي مع المتضررين من هذه المجازر، والحمد لله بفضل الهلال الاحمر، فكل ما يصلنا من تبرعات من ذوي القلوب الرحيمة يذهب لأصحابه، ومستحقيه،
ما هي مضامين أجندة الهلال الأحمر الجزائري خلال الشهر الفضيل؟ الهلال الأمر الجزائري، اعتمد ومنذ 2014 استراتيجية في شهر رمضان الاستراتيجية، في كيفية إعداد القوائم الأسر المعوزة، وجسدناها ميدانيا، وقد اعتمد في طريقة إحصاء الفقراء والأسر المعوزة على لجان الأحياء، والأئمة والمجتمع المدني، أما في المناطق النائية وكذا في القرى والمداشر فنعتمد على الإمام الذي يعرف أهل منطقته المحرومين، واستراتيجية هيئتنا، انطلقنا فيها سنة 2014 ، جئنا من أجل نشر ثقافة التضامن، ويجب أن نفرق بين سياسة التضامن التي تقع على مسؤولية الدولة، وثقافة التضامن التي هي مسؤولية كل مكونات المجتمع الجزائري، بما فيهم، المجتمع المدني، الهلال الأحمر الجزائري، إذن هو تحدي صعب، والحمد لله بدأنا نرى نتيجة أعمالنا في الواقع، والشرط الأساسي لإنجاح أي مسعى هي المصداقية، وهذه الأخيرة مرتبطة بشرط وجود شفافية في العمل الذي نقوم به، وهو المبدأ الذي يعمل وفقه الهلال الأحمر الجزائري، سواء من حيث جمع تبرعات المحسنين، وفي حالة حصولنا على صك من أي مؤسسة كانت، أو جهة المتبرعة، نقوم بتسلمه بحضور الإعلام بمختلف وسائطه، ونعلن عن اسم المحسن، والمبلغ المتبرع به، بكل وضوح.
رمضان هذا العام جاء في ظرف استثنائي، هل اختصت مساعدات الهلال فقط الأسر المعوزة أم شمل أيضا الفئات الأخرى التي تضررت جراء التوقف الرسمي عن العمل جراء وباء كورونا؟ الهلال الأحمر الجزائري يؤمن بمبدأ أن عملية التضامن لا يرتبط بمناسبة معينة، قلناها مرارا وتكرارا أنه ولحد الآن وعلى مستوى الرسمي لا توجد بطاقية وطنية خاصة بالعائلات المعوزة، والشروط التي يجب يتضمنها ملف الطالب والتي وضعتها البلديات خاطئة، والدليل على ذلك أنه من ضمن تلك الشروط، أن المستفيد من المساعدات شهادة عدم الاشتراك في صندوق الضمان الاجتماعي، علما أن هناك أرباب عائلات يشتغلون في مؤسسات، كورشات البناء، أو الخياطة أو أي إدارة مستخدمة، ولم يستفيدوا من التغطية الاجتماعية، أي غير مصرح بهم في الصندوق الضمان الاجتماعي، ومع ذلك تجد هؤلاء الأشخاص مسجلين ضمن القوائم الأسر المعوزة، ويشملهم التضامن، ونشاطنا دائم ومتواصل، وليس ظرفي، لأن كل شهر من الأشهر ال 12 له خاصية معينة، مثلا نحن الآن في شهر رمضان، وبعده عيد الفطر، ثم عيد الأضحى، بعدها الدخول الاجتماعي وانطلاق موسم الدراسي، ثم حلول فصل الشتاء المعروف بالأمطار والثلوج والعواصف، وما تخلفه هذه الظروف من مآسي بالنسبة للفئات كثيرة من المجتمع، بالإضافة إلى الوضع الاجتماعي اليومي، لقد قمنا بإعداد قائمة تتكون من 250 ألف على مستوى الوطن، لكن بالمعطيات الجديدة ومع تطور الأمور أكيد هذا العدد سيتضاعف وقمنا بوضع قوائم تتضمن، وستشمل أرباب العائلات الذين يعملون بالأجر اليومي مثل المقاهي والمطاعم وكذا العمال الذين يعملون دون تغطية اجتماعية والذين تم تسريحهم في هذه الأزمة الصحية التي اجتاحت الجزائر على غرار عديد الدول العالم. والطرود الغذائية لا تتضمن فقط المواد الغذائية الخاصة بالكبار، بل أيضا ضمناها قراطيس حليب الأطفال والحفاظات، من جهة نتضامن مع الأسر، ومن جهة أخرى نتضامن مع سلطات الجزائرية، ونحن تحت تصرف المجتمع الجزائري، وكل النشاطات التي قوم بها خلال شهر رمضان تندرج ضمن تدعيم قدرات السلطات العمومية، بفضل شركاءنا ومستثمرين محليين وأجانب في الجزائر، وهي إشارة قوية عن مدى تلاحم بين الشعب والسلطة في الأزمات على ما تستند القوائم التي وضعها الهلال لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها؟ لقد اعتمدنا طريقة واضحة، بدأناها بوضع القوائم، تعتمد أساسا على المعرفة الشخصية للمعوز، عن طريق أهل الحي الذي يقطن فيه، بالنسبة للمدن، نفس الشيء بالنسبة للقرى والمداشر في المناطق النائية، عن طريق شيوخ الزوايا، أئمة المساجد، عن طريق أعيان المنطقة، ومن خلال تضافر جهود هؤلاء مع من ممثل من السلطات العمومية، والهلال الأحمر الجزائري، نستطيع التعرف وبصورة واضحة العائلات التي يجب إخضاعها لعملية التضامن.