الطرود الغذائية أفضل لكرامة الإنسان كشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، عن انطلاق العملية التضامنية بمناسبة شهر رمضان لفائدة العائلات المعوزة المتواجدة على الحدود الجزائرية المالية ، وبالقرى النائية بولايات البويرة، بجاية، والنعامة منذ يوم الاثنين، بتقديم مساعدات في شكل طرود غذائية، والعملية متواصلة، مؤكدة في تصريح ل»الشعب» أن إستراتيجية الهلال المنتهجة مرتكزة على إعانة هذه المناطق المعروفة بمناطق الظل بفضل مساعدة المحسنين، مشيرة انه لم تتحصل المنظمة على سنتيم واحد من خزينة الدولة. وأوضحت أن هذه السنة استثنائية بسبب وباء كورونا المستجد ، والذي يتزامن مع شهر رمضان، حيث مسّت العملية التضامنية التي بدأت منذ الاثنين 200 عائلة من تينزواطين بتمنراست على الحدود مع مالي وهي عائلات جزائرية كانت قاطنة بكدال وهربت بسبب تدهور الأوضاع الأمنية هناك. وأرسلت لهم شاحنة محملة بالمواد الغذائية وهي في الطريق إليهم، والهلال الأحمر الجزائري في اتصال معهم ويؤطرهم، قائلة» أعطينا الأولوية للعائلات المتواجدة بالمناطق الحدودية، لأنهم لا يملكون مصدر عيشهم، وستتواصل العملية على المستوى الوطني»،مضيفة أن 200 عائلة متواجدة في القرى النائية بالجهة الشرقية لولاية البويرة، و107 عائلة فقيرة في منطقة درقينا بولاية بجاية، و100عائلة من البدو الرحل بولاية النعامة استفادوا أيضا من نفس المساعدات. موازاة مع ذلك أرسل الهلال الأحمر طرودا غذائية ل 100عائلة من البدو الرحل بمنطقة البرمة الحدودية مع تونس لولاية ورقلة، بالإضافة الى إلى خيام كونهم يعيشون في ظروف صعبة، وهذا لحماية كرامتهم وصحتهم، حسب ما أفادت به بن حبيلس، مشيرة إلى أن الطرود الغذائية التي يقدمها الهلال الأحمر تقدر ب8 آلاف دج و تزن 60 كلغ، فيما ستتواصل عمليات أخرى بولايات تيزي وزو، بومرداس، إليزي، جانت ومختلف مناطق الوطن، وهذا بفضل المانحين. ولم تنس المنظمة الأشقاء السوريين اللاجئين، وسيستفيدون بدورهم من المساعدات التضامنية خلال شهر رمضان الفضيل، وهناك عملية تضامنية أخرى لفائدة الصحروايين بمخيمات تندوف في رمضان، بما في ذلك الأشخاص المتواجدين بطريقة غير شرعية، بحيث يعمل الهلال بالتنسيق مع مكتب المنظمة الدولية للمهاجرين بالجزائر ومكتب المفوضية السامية للاجئين للاعتناء بهم. وجددت بن حبيلس تأكيدها أن الإستراتيجية ترتكز أساسا على مساعدة العائلات القاطنة في المناطق الحدودية لبشار وسوق أهراس، والمناطق الجبلية لأم البواقي، خنشلة، والهضاب العليا بسعيدة والبيض ، والتي يطلق عليها بمناطق الظل، وبعض العائلات المعوزة في العاصمة، لكن لا يركز على المدن الكبرى بحكم تواجد عدة جمعيات ومؤسسات الدولة، والهدف هو الوصول إلى الأماكن النائية ، كما أن مبدأ الهلال الأحمر قائم على شفافية العمل التضامني، بحيث ان كل مساعدة معلوم مصدرها والمكان الموجة اليه. كما أعربت عن ارتياحها لالتفاتة السلطات العمومية، المنتهجة لمساعدة مناطق الظل، مؤكدة «الاندماج في كل مسعى يضمن احترام وكرامة المواطنين، نحن الذراع الإنساني للسلطات العمومية ومكملا لها،شعارنا ان نكون فضاء من يعانون في صمت». تقديم المساعدات للمعوزين في البيوت وفي ردها عن سؤال حول كيفية تقديم المساعدات للعائلات المعوزة، خاصة إذا لم يسمح بتنظيم موائد الإفطار الجماعي بسبب كورونا ، أكدت بن حبليس أن الهلال الأحمر ليس له مشكلة في هذا الجانب حيث يستجيب للطلبات وهو مرتاح لشهر رمضان، لأن برنامجه التضامنية هي تقديم المساعدات للعائلات المعوزة في البيوت في شكل طرود غذائية حفاظا على كرامتها، مضيفة أنها الوحيدة التي ترفض العمل بالقوائم الإدارية ، قائلة:» نددت في الكثير من تصريحاتي بتقديم الأكل الساخن، لأنه نوع من المساس بكرامة الإنسان، الهلال الأحمر الجزائري يمنح فرصة للعائلة لتطبخ الام لأولادها مثل بقية الجيران». وفي هذا السياق أشارت إلى أنه، في اطار التسيير الجيد والمحكم للمنح والمواد وتفاديا للتبذير، فتح الهلال الاحمر موائد للأشخاص دون مأوى والعامل اليومي الذي يشتغل في الورشة ويقطن في ولايات بعيدة، وكذا المهاجرين غير الشرعيين، مضيفة أن هناك فئة جديدة في حاجة ملحة الى مساعدات وهي العمال الذين يشتغلون بالأيام، والحرفيين والعاملين بالمقاهي والمطاعم. تضامن مع الصليب الأحمر الإيطالي من جهة أخرى يواصل الهلال الأحمر الجزائري عمليات التعقيم والمساهمة مع السلطات العمومية في دعم قدراتها و مجهوداتها على مواجهة هذا الوباء بالتنسيق على المستوى المحلي والوطني، وأنه بفضل شركائهم الصينين قدموا 400 ألف كمامة للصيدلية المركزية ، و 10 آلاف جهاز اختبار كورونا لمعهد باستور، كاشفة عن منح تجهيزات طبية قيمتها 250 مليون سنتيم، لمستشفى بوفاريك أمس، وهذا بفضل متعامل الهاتف النقال أوريدو شريكهم في العمل التضامني. بالإضافة الى مساعدة متعامل جزائري لديه مصنع للقفازات، حيث أرسلت للصليب الاحمر الايطالي اكثر من 300 الف قفاز، والذي يندرج في الحفاظ على سمعة الهلال الاحمر دوليا.