المدية عاصمة التيطري ، حضارة تاريخ ارث ثقافي ، مركز إشعاع علمي ، موقع استراتيجي ، تضاريس ساحرة ومتنوعة كلها عناصر للجذب السياحي تؤهلها أن تكون قطبا سياحيا هاما وهذا لموقعها الجغرافي الذي يعتبر همزة وصل بين الشمال والجنوب حيث لديها حدود مع 6 ولايات ذات أهمية سياحية بالغة وهي منطقة عبور رئيسية وهمزة وصل بين التل والصحراء وبين الهضاب العليا الشرقية والغربية. تتميز ولاية المدية بأقاليم الجبال في الشمال بقممها ذات الطبيعة الخلابة منها قمة بن شيكاو 1236م و قمة عين بوسيف 1242م تتخلل هذه الأقاليم مساحات طبيعية متنوعة منها الحظيرة الوطني للشريعة ، تمزقيدة ، الحمدانية ، والغابات كغابات تبحرين ، بن شيكاو ، أولاد عنتر ، الحوضين كما تتوفر الولاية على منابع حموية كحمام الصالحين ومنابع وشلالات بشفة والعمارية و أولاد هلال بمنطقة أولاد عنتر حيث تبلغ أعلى قمة بها ، كما تزدخر ولاية المدية عاصمة التيطري بتراثها التاريخي والتقافي المادي والمعنوي الثري والمتنوع بمواقعها ومعالمها الأثرية منها مدينة اشير الإسلامية بالكاف الأخضر ، آثار رابيديوم بجواب ، الحي العتيق بالمدية ، متحف الفنون الشعبية بدار الأمير عبد القادر والقصر العتيق بقصر البخاري ومتحف لالة فاطمة نسومر ، والزوايا و الأضرحة إضافة إلى التظاهرات الشعبية والموسمية ، كما أن لولاية المدية شخصيات بارزة في شتى المجالات على غرار العلامة محمد بن أبي شنب ، الشيخ فضيل إسكندر من كبار الأئمة ، الشيخ مصطفى فخار ، الشهيد مقراني رابح المدعو سي لخضر ، الشهيد الطيب الجغلالي ، الشهيد أحمد بوقرة ، والشهيد محمود باشن وشخصيات ارتقت بالفن الجزائري أمثال حسن الحسني ، محبوب باتي ، عبد القادر فراح وشريف قرطبي ، كما أن ولاية المدية من الولايات الرائدة في مجال الصناعات التقليدية الفنية لاسيما المهن التي تمتاز بطابع فني إبداعي وهذا ما نراه واضحا من خلال النشاطات الحرفية التقليدية المنتشرة في الولاية مثل الخزف ، النقش على الخشب ، الجلود ، الفسيفساء ، الحلفاء ، التطريز والرسم على الحرير كما تشتهر المدية باطباقها التقليدية المتنوعة كالعصبان ، البلبول ، المسفوف وحلويات تقليدية مثل المعارك ، المثقبة ، الرفيس ، حلوة العنب * مدن أثرية من عبق الماضي يكتشف زائر إلى ولاية المدية أثار قيمة تسرد تاريخ الحضارات التي مرت بها ، كنوز أثرية قيمة تعبق باصالة المنطقة ومعالم مميزة بهندستها المعمارية وتصاميمها ، استقرت احضارات على أرض المدية العريقة تطورت و ازدهرت ثم بادت و اندثرت لكنها تركت بصامتها في ربوعها كدليل حي يحاكي فكر الزائر ويفتح له صفحات من ذلك الزمن وتدعوه لاكتشاف مدنها الأثرية القديمة واشتمام عبق عنفوان الماضي. مدينة رابيديوم: تبعد 75 كلم عن مقر ولاية المدية تاتجاه شلالة العذاورة حيث تقع المدينة الأثرية رابيديوم ببلدية جواب تبلغ مساحتها أكثر من 10 هكتارات أسسها الإمبراطور الروماني " سيبتوم سيفيروس " سنة 122 م كانت مركزا حاميا ثم تحولت إلى مدينة كاملة في تخطيطها وتنظيمها العمراني حيث احتوت على مقابر جنائزية وسور حصين وباب حجري وكانت تمثل إحدى أهم مدن موريطانيا القيصرية ثم بدأت تضعف عسكريا سنة 201 م صنفت معلما أثريا في عام 1968م مدينة أشير: تقع هذه المدينة الأثرية ببلدية الكاف الأخضر بعين بوسيف جنوبا 10 كلم على الطريق الوطني رقم 60 وهي العاصمة القديمة للعائلة الملكية الزيرية أسسها زيري بن مناد سنة 936 م في موقع استراتيجي يستجيب للمتطلبات العسكرية زارها العديد من الرحالة منهم ابن خلدون وابن حوقل الإدريسي عرفت مدينة أشير الكثير من عمليات التنقيب والحفريات خاصة على مستوى قصر بنت السلطان في الجهة الشمالية للمدينة صنف الموقع كمعلم تاريخي سنة 1968م خربة السيوف: تقع آثار خربة السيوف ببلدية دراق والخربة لدى علماء الآثار تعني الأطلال وبقايا المدن الرومانية ، كانت خربة السيوف في العهد الروماني عبارة عن حصن عسكري يطل على جبال الونشريس تحول فيما بعد إلى مدينة محمية باسوار ضخمة مغروسة في باطن الأرض باعمدة سميكة تحتوي على منابع مياه معدنية ، و أواني فخارية مخصصة لجمع المحاصيل الزراعية كما تسرد الحجارة والاطلال المتناثرة تاريخها المزدهر ويشغل موقع خربة السيوف مساحة تقدر بأكثر من 25 هكتارا الحمامات الرومانية: تقع هذه الحمامات على بعد 2 كلم جنوب شرق مدينة البرواقية بجانب الحصن الروماني اكتشفت بقايا حمام من الحمامات الرومانية وأجزاء هامة منها تحت الأرض من مواصفاتها وجود رواق أرضي لمياه ساخنة فوقها بلاطات اجورية معتمدة على مجموعة من الأجر الطيني ، لم تكن بعيدة عن المدينة القديمة " تراناموزا كاسترا و ترينادي البرواقية حاليا ، عثر سنة 1853 م على آثار منابع حموية وبيوت حجرية على كتابات لاتينية ونظام جريان المياه الساخنة كما أن ولاية المدية غنية بمعالمها التاريخية ذات القيمة السياحية والثقافية بمتاحفها التي تحفظ ذاكرة المنطقة وتطالعها الأجيال دوما وهي أيضا شواهد معمارية قيمة منها: دار الأمير عبد القادر: تحفة معمارية عثمانية فريدة بهندستها الرائعة التي تجمع بين الطابع المغربي والمشرقي شيدها باي بايلك التيطري: مصطفى بومرزاق " على الأسس القديمة للبنايات الرومانية حوالي سنة 1819م تقع الدار وسط مدينة المدية وتحتوي على أكثر من 18 غرفة ، بهو، قاعات ، حمام ، اسطبل و معالم أثرية خاصة منها المسجد المالكي استغلت الدار كاقامة شتوية للباي وكمقر سياسي وعسكري في عهد الأمير عبد القادر أثناء الاحتلال الفرنسي تم تصنيف هذا المعلم سنة 1993م واستغلاله كمتحف ولاىي للفنون الشعبية. القصر العتيق: يقع القصر العتيق بمدينة قصر البخاري وقد شيده محمد البخاري الذي تحمل المدينة اسمه تزامنا مع إنشاء مدينة أشير 3 حوالي القرن العاشر ميلادي احتل المعلم مكانا استراتيجيا ذو حصانة دفاعية حفاظا على سلامة وامن ساكنيه وكان ملتقى للتجار قديما ، خلال القرن السادس عشر ميلادي. استقر به الأتراك فشيدوا إقامات عديدة اعطت للقصر ملامح المعمار العربي التركي إلى جانب اللمسات الأندلسية التي تختلف تماما عن الطابع العمراني السائد في تلك المنطقة والمستلهم من قصور الجنوب الجزائري وكذلك حوش الباي حيث شيد هذا المعلم الأثري سنة 1820م استغل كاقامة صيفية للباي ، باب الأقواس يعتبر أحد المعالم الباقية منذ العهد الروماني شيد في عهد الإمبراطور سبتم سيفار ، منارة الجامع الاحمر هي المنارة من معالم الفترة العثمانية بالمدية كانت مئذنة للجامع الاحمر الذي بناه الباشا مراد في القرن 16م علوها 18م ، حصن بوغار معلم عبارة عن حصن عسكري كان يأوي الحامية الرومانية ، متحف لالة فاطمة نسومر أقيم هذا المتحف على أنقاض زواية علي بن محمد المجاني في بلدية العيساوية التي كانت الملجأ القديم لبطلة المقاومة الشعبية لالة فاطمة نسومر ومتحف المجاهد حيث يعتبر متحف المجاهد العقيد سي احمد بوقرة من أهم المعالم التاريخية يقع بالقطب الحضري * الزوايا و الأضرحة بالمدية معالم دينية قيمة: تنتشر بولاية المدية العديد من الزوايا و الأضرحة التي تعد معالم دينية قيمة ، إلى جانب أهدافها الدينية والاجتماعية وتعليم القرآن منها زواية الشيخ المحجوب ببلدية المدية و تعتبر من أقدم زوايا المنطقة لمؤسسها الشيخ الحاج المحجوب بن سيد أحمد الزروق الغربي ، زواية سيدي الصحرواي بمدينة المدية التي تأسست سنة 1797م ، زواية مسجد بوحمامة العتيق لبلدية العيساوية الذي أسس في القرن الخامس عشر من طرف الأقلية المسلمة المطرودة من الأندلس ، زواية الشيخ الهادي بن عيسي بوزرة التي أسست سنة 1788م خلال الفترة العثمانية شهدت ظهور عدد من الزوايا منها زواية سيدي علي ببن شيكاو ، سيدي أحمد بن منصور بتيزي مهدي ، سيدي يعقوب بوامري ، سيدي أحمد الخيذر بشنيقل ، زواية الشيخ سيدي علي البعاج بأولاد عنتر وزواية الشيخ ميسوم بقصر البخاري ، زواية المسجد ببلدية جواب ويوجد العديد من أضرحة الأولياء الصالحين التي تعد مزارات طاهرة ، منها ضريح سيدي الصحرواي ، سيدي سليمان ببني سليمان ، سيدي يعقوب بموقورنو ، الشيخ الميسوم بقصر البخاري ، ضريح الشيخ الأحمر بوزيان محمد عبد القادر * المواقع الطبيعية في ولاية المدية لوحة فريدة بأشكالها وألوانها: تملك ولاية المدية إمكانيات سياحية غنية ومتنوعة وهي منطقة تمزج بين جمال الطبيعة للاطلس التلي ، وحرارة المناخ لمناطق السهوب وبعض خصائص الصحراء ، وهي أيضا منطقة تتيح للزائر فرصة التمتع والاستكشاف لمناظر طبيعية خلابة وغطاء غزير خاص على مستوى منعرجات شفة و المرتفعات الغابية لكل من تمزقيدة ، الحوضين و أولاد عنتر كما أن جبالها تشتهر بشلالات و مجاري مائية مصدرها قمم الجبال تأوي مختلف الحيوانات البرية النادرة ، يالف جريان مياهها نغمات لا أحد بإمكانه تفكيك سرها إلا خالق الطبيعة وتصبح أكثر جمالا عندما تقترن مع زقزقة العصافير المرحبة بزوار المدية ، هذه الميزات النادرة تمنحهم إحساسا مرهفا وتحثهم على مواصلة طريقهم لاكتشاف كل جوانب المنطقة وجمالها الساحر ، بحيرة تمزقيدة كنز من كنوز الطبيعة التي تحمل الكثير من أسرار الجمال وتسمى أيضا بالضاية البحيرة المعلقة في قمة جبل تمزقيدة تعطي صورة واضحة للجزء الشمالي لسهل متيجة ، تمتد على مساحة هكتارين محاطة بسلسلة غابية تحتوي على أنواع عديدة من النباتات كاشجار البلوط ، الصنوبر الحلبي ، أشجار الأرز الأطلسي الخروب والتوت والزيتون كما أنها مكان مفضل لمختلف أصناف الطيور كاللقلق الأبيض ، البجع ، الصقر والعقاب الأشقر ، والعديد من أصناف الثدييات كقرد الماغو ، الأرانب ، التعاليب وعديد الزواحف وكذلك منطقة سد بوغزول التي تعد واحدة من المناطق الرطبة ويعتبر محمية منذ سنة 2003 تمتد مساحته إلى 24.500هكتار يكتسي سد بوغزول أهمية كبرى من الجانب البيئي كما أنه مكان ملائم لتكاثر أنواع عديدة من الطيور المهاجرة إضافة إلى حظيرة بن شيكاو التي تعد واحدة من ضمن مجموعة الترفيه المبرمجة على مستوى ولاية المدية تتواجد على بعد 19 كلم جنوبالمدية من شأنها أن تشكل موقعا رائعا لاحتواء مختلف الهياكل السياحية نظرا لمناخها الطبيعي ونظامها الإيكولوجي * التظاهرات والاعياد المحلية عادات متوارثة لأهل التيطري: إن حللتم بولاية المدية وهي تستعد لافراحها واحتفالاتها المحلية فستكونون أكثر حظا بما تقدمه لكم من لوحات فكلورية عميقة المعنى و فلكور يحاكي طقوس الفروسية منبع الشهامة والأصالة كما ستكون للزائر أيضا موعدا مع تناول اطباقها الشعبية اللذيذة كما يترجم احياء وعدات أولياء الله الصالحين جوانب قيمة من التلاحم الإجتماعي والثراء الثقافي ترافقها أجواء الفرجة من خلال ألعاب الفروسية والفنتازيا والأنعام الفكلورية و المدائح والشعر الملحون وألعاب شعبية كما يمكن للزائر لولاية المدية حضور وعدة حناشة التي تقام مرتين في العام في شهر ماي مع بداية موسم الحصاد ونهاية شهر سبتمبر مع موسم الحرث والبذر إضافة إلى وعدة الشيخ بن عيسي بوزرة والمدية ووعدة سيدي منصور بالقلب الكبير ووعدة سيدي بلعباس بسي المحجوب وسيدي علي ووعدة سيدي سعيد بمنطقة شنيقل بشلالة العذاورة تقام بهذه المناسبة عادة الطعمة عبر المداشر والقرى كما تعد ولاية المدية بمختلف الأطباق والأكلات التقليدية التي تتميز بها المنطقة فإن حل زائر بولاية المدية سيحظى بكرم الضيافة وتناول أشهر اكلاتها التقليدية على رأسها طبق العصبان ، الكسكس بأنواعه ، البركوكس ، الرفيس ، البلبول الذي يحضر بالخبز اليابس المهروس وأطباق تحضر تزامنا مع بعض المناسبات ذات الطابع الاجتماعي أو الديني أشهرها الروينة ومن الحلويات التقليدية فنجد المقروط ، التشاراك ، الغريبية ، حلوة العنب ، المعارك البقلاوة ، المثقبة والغرير .